قبول استقالة مولد كهربائي
الثلاثاء - 05 أبريل 2022
Tue - 05 Apr 2022
في بداية مرحلتي العمرية عندما كانت قيادة السيارة إحدى اهتماماتي الكبيرة في تلك السن، كان حديثي بين أصدقائي في نفس العمل عن أنواع السيارات.
اشتهرت إحدى السيارات في ذاك الوقت بسهولة قيادتها (غير يدوي) وسهولة ورخص صيانتها. كانت تلك السيارة فعلا أسطورية وشائعة جدا لدرجة أننا كنا نجد بعض قطع غيارها متداولة في البقالات.
أسرت تلك السيارة قلوب الشعب السعودي في ذاك الزمن الجميل بسبب مجمل تلك المميزات ولطول عمرها الافتراضي كثيرا بالمقارنة مع باقي سيارات ذاك الجيل. أعتقد أن القراء من جيلي قد يعرف عن أي سيارة أتحدث وقد كانت السيارة الوحيدة التي لا يقل ثمنها كثيرا بعد الشراء مثل باقي السيارات.
رغم أن الحديث عن السيارات إلا أن هذا القول ينطبق على محطات توليد الكهرباء أيضا، فإن المولدات الكهربائية في محطات التوليد هي في حقيقة الأمر مكائن كهروميكانيكية مثل مكائن السيارات تماما، ذلك يعني أن هذه المولدات تأتي في يوم ما وتبدأ بطلب مجموعة من أعمال الصيانة الروتينية والطارئة.
عندما تكثر طلبات المكائن للصيانة وقطع الغيار، نفكر حينها بطلب قبول استقالة المكينة ونبدأ البحث عن مكينة جديدة، هذه الاستقالة تكون مقبولة جدا عندما تكون صيانة هذه المكائن غير اقتصادية أو توقف الشركة الأم صناعة القطع لهذا الموديل.
في عالم الكهرباء يعد هذا الأمر شائعا جدا، على سبيل المثال نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام الحالي ستتخلى عن 14.9 جيجا وات، أي ما يقارب ربع احتياج المملكة العربية السعودية للكهرباء وقت الذروة. 85% من هذه الطاقة الكهربائية المتقاعدة كانت تعتمد على الفحم كوقود في محطات التوليد، هذه المولدات كانت من الثمانينيات والسبعينيات وحان الوقت لقبول استقالتها. أكبر تلك المحطات ينتج 1،3 حيحا وات، باقي المحطات تعتمد على الغاز الطبيعي والبترول والطاقة النووية.
السؤال ما هو البديل؟ هل سيتم استبدال محطات توليد الكهرباء تعمل بالفحم بأخرى تعمل بالفحم أيضا؟
من الواضح أن الفحم في أمريكا يقف أمام منافسة الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة له. يعد الغاز الطبيعي مصدرا جديدا نسبيا للطاقة المتجددة لا يصدر الكثير من الكربون الضار للبيئة مثل الفحم.
أما الطاقة المتجددة معروفة بأنها تعشق الطبيعة ولا تريد أن تلحق الضرر بها، لكن تبقى طبيعة الطاقة المتجددة من حيث اعتمادها التام على الظروف البيئية من حيث وفرة الطاقة، مثلا وجود الشمس تعني وجود الطاقة الشمسية وغروبها يعني نهاية رحلة الطاقة الشمسية لذاك اليوم وننتظر حينها يوم جديد مشرق. وبنفس الفلسفة في طاقة الهواء من حيث وجود القوة الدفعية للرياح لتحريك التوربينات الهوائية ومن ثم توليد الكهرباء.
هنالك عدة حلول لهذا المسألة مثل تسخير أنظمة تخزين الطاقة الكهربائية الكبيرة ولكن لكل حل مجموعة تحديات تقنية وتنظيمية واقتصادية تحتاج لمهارات عالية لتفادي معظمها.
نحن في المملكة العربية السعودية لا نختلف عن باقي العالم في التعامل مع استقالات مولدات الكهرباء، ولكن الفرق بيننا وبين معظم الدول أننا نضع ونطبق خططا ابتكارية لمزيج الطاقة المناسب لطبيعة وظروف بلدنا الحبيب.
HUSSAINBASSI@
اشتهرت إحدى السيارات في ذاك الوقت بسهولة قيادتها (غير يدوي) وسهولة ورخص صيانتها. كانت تلك السيارة فعلا أسطورية وشائعة جدا لدرجة أننا كنا نجد بعض قطع غيارها متداولة في البقالات.
أسرت تلك السيارة قلوب الشعب السعودي في ذاك الزمن الجميل بسبب مجمل تلك المميزات ولطول عمرها الافتراضي كثيرا بالمقارنة مع باقي سيارات ذاك الجيل. أعتقد أن القراء من جيلي قد يعرف عن أي سيارة أتحدث وقد كانت السيارة الوحيدة التي لا يقل ثمنها كثيرا بعد الشراء مثل باقي السيارات.
رغم أن الحديث عن السيارات إلا أن هذا القول ينطبق على محطات توليد الكهرباء أيضا، فإن المولدات الكهربائية في محطات التوليد هي في حقيقة الأمر مكائن كهروميكانيكية مثل مكائن السيارات تماما، ذلك يعني أن هذه المولدات تأتي في يوم ما وتبدأ بطلب مجموعة من أعمال الصيانة الروتينية والطارئة.
عندما تكثر طلبات المكائن للصيانة وقطع الغيار، نفكر حينها بطلب قبول استقالة المكينة ونبدأ البحث عن مكينة جديدة، هذه الاستقالة تكون مقبولة جدا عندما تكون صيانة هذه المكائن غير اقتصادية أو توقف الشركة الأم صناعة القطع لهذا الموديل.
في عالم الكهرباء يعد هذا الأمر شائعا جدا، على سبيل المثال نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام الحالي ستتخلى عن 14.9 جيجا وات، أي ما يقارب ربع احتياج المملكة العربية السعودية للكهرباء وقت الذروة. 85% من هذه الطاقة الكهربائية المتقاعدة كانت تعتمد على الفحم كوقود في محطات التوليد، هذه المولدات كانت من الثمانينيات والسبعينيات وحان الوقت لقبول استقالتها. أكبر تلك المحطات ينتج 1،3 حيحا وات، باقي المحطات تعتمد على الغاز الطبيعي والبترول والطاقة النووية.
السؤال ما هو البديل؟ هل سيتم استبدال محطات توليد الكهرباء تعمل بالفحم بأخرى تعمل بالفحم أيضا؟
من الواضح أن الفحم في أمريكا يقف أمام منافسة الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة له. يعد الغاز الطبيعي مصدرا جديدا نسبيا للطاقة المتجددة لا يصدر الكثير من الكربون الضار للبيئة مثل الفحم.
أما الطاقة المتجددة معروفة بأنها تعشق الطبيعة ولا تريد أن تلحق الضرر بها، لكن تبقى طبيعة الطاقة المتجددة من حيث اعتمادها التام على الظروف البيئية من حيث وفرة الطاقة، مثلا وجود الشمس تعني وجود الطاقة الشمسية وغروبها يعني نهاية رحلة الطاقة الشمسية لذاك اليوم وننتظر حينها يوم جديد مشرق. وبنفس الفلسفة في طاقة الهواء من حيث وجود القوة الدفعية للرياح لتحريك التوربينات الهوائية ومن ثم توليد الكهرباء.
هنالك عدة حلول لهذا المسألة مثل تسخير أنظمة تخزين الطاقة الكهربائية الكبيرة ولكن لكل حل مجموعة تحديات تقنية وتنظيمية واقتصادية تحتاج لمهارات عالية لتفادي معظمها.
نحن في المملكة العربية السعودية لا نختلف عن باقي العالم في التعامل مع استقالات مولدات الكهرباء، ولكن الفرق بيننا وبين معظم الدول أننا نضع ونطبق خططا ابتكارية لمزيج الطاقة المناسب لطبيعة وظروف بلدنا الحبيب.
HUSSAINBASSI@
