برجس حمود البرجس

في حب مكة

الاثنين - 04 أبريل 2022

Mon - 04 Apr 2022

أكثر ما أسعدني في الأيام الأخيرة هو ذلك الشعار الذي أطلقته وجهة مسار باسم «في حب مكة». فمنذ أن قرأته وسمعته وهو يشغل ذهني بالكثير من الأفكار التي بدأت تتوارد على خاطري حول هذا الشعار، حيث اكتشفت أن عشرات المشاريع التي نشاهدها هنا وهناك في رحاب أم القرى منذ عشرات السنين، هي جميعها في حب مكة.

فجميع التوسعات التي دأب عليها ملوك السعودية منذ عهد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز، -طيب الله ثراه-، وحتى هذا العهد الزاهر كانت جميعها في حب مكة، وجميع المشروعات العملاقة التي جاءت بها رؤية المملكة 2030 من أجل تطوير العاصمة المقدسة وتحويلها إلى مدينة عالمية هي في حب مكة، وكافة عمليات البناء والتنمية والتطوير والعمران هي في حب مكة، بل إن أحد أهم برامج رؤية 2030 هو برنامج خدمة ضيوف الرحمن، والذي يسعى إلى رفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال الحجاج والمعتمرين إلى 30 مليون زائر سنويا بحلول 2030، جاء في حب مكة، وذلك من خلال تقديم تجربة تحولية روحانية لضيوف الرحمن من خلال تسهيل الإجراءات وتيسيرها لاستضافة المزيد من المعتمرين والحجاج.

ومن أبرز الأعمال الرائدة الحالية التي تشهدها مكة المكرمة في إطار هذا التطوير الكبير، هو وجهة «مسار» الذي تنفذه شركة أم القرى للتنمية والإعمار، والذي يعتبر وجهة حضرية ذات رؤية تنموية واستثمارية متكاملة تسهم في تعزيز جودة حياة الإنسان لأهالي مكة المكرمة وضيوفها من الحجاج والمعتمرين بمساحة 1.25 مليون متر مربع، وتمتد على طريق بطول 3.6 كيلو مترات وعرض 320 مترا.

وتضم الوجهة قطع أراضي تطويرية استثمارية بما فيها فنادق عالمية ومراكز ومحلات تجارية ومساحات خضراء ودوائر خدمات حكومية ومراكز طبية وصحية والعديد من المرافق الثقافية والترفيهية والاجتماعية المتكاملة، كما تشمل مسارات واسعة، حيث لا يتقاطع فيها مسار المركبات والمشاة، وتوجد بها شبكة للحافلات ومواقف للسيارات.

وتعتبر وجهة مسار نقطة جذب عصرية متعددة الإمكانات والميزات، من أجل إثراء تجربة الحاج والمعتمر، ويعد هذا العمل العملاق هو أيضا في حب مكة، وهو من أطلق هذا الشعار الحميم.

فمكة المكرمة لا ينتهي حبها في قلوب السعوديين، بدءا من قيادتهم الرشيدة، وحتى كل المواطنين والمقيمين، بل وسائر المسلمين في كل بقاع العالم؛ فراحة الحجيج والزوار والمعتمرين أحد أهم أهداف المملكة حكومة وشعبا، والعمل على تيسير تجربتهم وأداء مناسكهم وتأمين حركتهم وأمانهم، هو أسمى غايات المملكة، والتي لا تتوانى في تقديمها وتوفيرها منذ عشرات السنين وحتى اليوم، وجميعها يأتي في إطار حب مكة وتعظيمها وتقديس مكانتها.

فمكة المكرمة هي حب السعوديين والمسلمين كافة، ولذلك تسهر المملكة على أن تجعل هذا البلد الأمين، هو ذلك الحضن الروحي الذي يبادل زواره وحجاجه ومعتمريه من مسلمي العالم، حبا بحب.