محمد العطية

لا تعش في البيئة السامة.. غادر

الخميس - 31 مارس 2022

Thu - 31 Mar 2022

البيئة لفظ عام شائع الاستخدام، وحديثي هنا بالذات عن البيئة الاجتماعية والمقصود بها المكان أو المحيط الذي يعيش فيه الإنسان، وقد يختلف نوع وحجم البيئة الاجتماعية من بيئة عمل إلى بيئة أقرباء أو زمالة أو جماعة، ولكي يحافظ الإنسان على صحته الجسدية والنفسية عليه أن يحافظ على سلامة الوسط أو الحيز الذي يعيش فيه ويمارس فيه حياته وأنشطته المختلفة ويحميه من الظروف المحيطة التي تؤثر فيه سلبا لأن سلامة الفرد -أحيانا- تتوقف على سلامة محيطه والعكس.

كما تشير كلمة سام (Toxic) إلى النتيجة الضارة التي يتعرض لها الإنسان من المحيط المجتمعي الذي يعيش فيه، وهذه البيئة الاجتماعية السامة تعد بيئة مغلقة ترفض التغيير والتجديد، تتفشى فيها العديد من السلوكيات الهدامة والسلبية التي تفتك بنسيج المجتمع وتقلل من مناعته ومنها ما يلي:

- ينتشر فيها الشائعات والنميمة والغمز واللمز والقيل والقال.

- يكثر الحديث فيها عن الناس والطعن في الظهر (الغائب مذموم وحقه مهضوم).

- الأمور السطحية محور حديثها ويكثر الجدل حولها.

- مستهلكة للوقت وتسيئ استخدامه.

- مقاومة للنجاح وغير قابلة للنمو والتقدم.

- يحرص الفرد على بقاء الآخر في مستوى أقل منه.

- يكثر بها التشكي والانتقاد واللوم وتسود السلبية في النقاش.

- يكثر بها المحاباة والشللية والمحسوبية - تفتقد للطموح والابتكار.

- المولاة فيها للمصلحة على حساب المبادئ والزمالة والصداقة.

- أكثر أفرادها اعتاد على رعاية الوظيفة العامة له.

- تتفشى بها الأنانية والمزايدة والنفاق وانعدام المصداقية.

- تنتشر بها الشماتة وإفشاء الأسرار وعدم الوفاء بين أفرادها.

- يسود أسلوب التربص والتصيد بين أفرادها.

- يتسابق الأشخاص غير الأكفاء لتمثيلها.

- يكثر بها التمييز والتحزب والعنصرية.

- تنتشر وتنمو بها الخلافات وانتهاك الحقوق.

- ادعاء أعضائها تبني الهدف المشترك والحقيقة قيامهم بتنفيذ الأجندة الشخصية.

- السخرية من أصحاب المبادئ ومن ذوي النوايا الحسنة والمجتهدين.

- يسودها القلق وعدم الارتياح.

- ادعاء النصح بالتخويف والتخوين للآخرين.

- غياب الشفافية والتواصل الفعال.

- يقودها في الغالب أصحاب الصوت العالي ويعكسون ثقافتهم البائسة على الأعضاء الآخرين.

- تستغل وسائل التواصل الاجتماعي في نشر سمومها.

- منفصلة عن واقعها الحالي وتعيش حقبة زمنية قديمة.

إن البيئة الاجتماعية السليمة (الصحية) هي المكان الذي تشعر فيها بالثقة والراحة والاطمئنان وتسعد بالتواجد فيها وتتميز بما يلي:

- العدالة: وذلك بتقييم مستوى الحيادية والإنصاف والمساواة.

- الاحترام: وذلك بتقييم مستوى التعامل والرقي في المعاملة.

- المصداقية: وذلك بتقييم مستوى الثقة المتبادلة والنزاهة.

- الزمالة: وذلك بتقييم مستوى الألفة والأخوة والاعتمادية.

- التواصل الفعال: وذلك بتقييم سهولة تبادل المعلومات ودرجة الشفافية.

- التحسين المستمر: وذلك بقبولها للتغيير والابتكار والتطوير والإيجابية.

- التسامح: وذلك بتقييم درجة التنازل في المواقف وقبول وجهة النظر المختلفة.

- احترام الوقت: وذلك بتقييم مستوى الانضباط الزمني واستغلال الوقت.

- العمل الجماعي: وذلك بتغليب المصلحة العامة والعمل بروح الفريق الواحد.

- الإيجابية: وذلك بتقييم مستوى الشعور بالتفاؤل والامتنان والسعادة والنجاح.

- الانضباط: وذلك بتقييم مستوى التحكم في الانفعالات والعواطف.

- الموقف الإنساني: وذلك بتقييم درجة الإخلاص والوفاء والعطاء والتضحية في المواقف الصعبة.

- صنع المعروف: وذلك بتقييم درجة المحبة والصلة والتكاتف والمساندة والعون.

- المشاركة المجتمعية: وذلك بتقييم مستوى المشاركة البينية في الأفراح والأتراح ومدى تعزيز الروابط الاجتماعية.

خلاصة القول، إن أفضل استراتيجية للتعامل مع البيئة الاجتماعية التي يتفاعل معها الإنسان وتتفاعل معه مؤثرا ومتأثرا هي الوقاية من البيئة الاجتماعية السامة ومصادرها حتى لا تنشر سمومها وتتسبب في تحطيم الكفاءات وتعطيل العقول وتسميم العلاقات وأن لا يعيش الإنسان دور الضحية ويستسلم لهذه البيئة المؤذية ولا يسمح بتسرب الطاقة السلبية إليه، فثمة خط أحمر لا يجب أن تسمح لأحد بتجاوزه.

ولا تجامل، فلا يمكن أن تعيش في نفس البيئة المسمومة المنتشر بها المرض؛ لأن الإنسان المتكيف تماما مع مجتمع مريض سيصبح إنسانا مريضا، لذلك عليك المحافظة على بناء علاقات إيجابية قدر الإمكان ومد جسور الثقة والتصحيح السريع لأي خلل يحدث مع الآخرين، والمساهمة في بناء بيئة إيجابية سليمة تحقق للجميع الراحة والاحترام وتقدير الذات فانت تمارس حق مشروع تعزز به سلامتك وصحتك النفسية، وإلا فغادر حفاظا على راحتك وصحتك دون أن تحرق كل جسور التواصل.

mattiah8@