الرابحون والخاسرون في حرب أوكرانيا

هاس: صمود قيادة أوكرانيا وشعبها وقواتها المسلحة معجزة
هاس: صمود قيادة أوكرانيا وشعبها وقواتها المسلحة معجزة

الخميس - 31 مارس 2022

Thu - 31 Mar 2022








دموع المغادرين من أوكرانيا                                    (د ب أ)
دموع المغادرين من أوكرانيا (د ب أ)
مر شهر الآن على حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا، ويرى الدبلوماسي المخضرم ورئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ريتشارد هاس أن هناك في حقيقة الأمر حربين، حربا روسية تشن أساسا ضد المدن الأوكرانية والمدنيين الأوكرانيين، وحربا تخوضها القوات المسلحة الأوكرانية ضد القوات الروسية. وتحقق روسيا فوزا في الحرب الأولى، وتحقق أوكرانيا فوزا في الحرب الثانية.

ويضيف هاس في مقال نشره موقع مجلس العلاقات الخارجية أن الوضع المثالي هو أن تؤدي المفاوضات إلى وقف لإطلاق النار وتسوية دائمة، ولكن المتوقع بالمثل -إن لم يكن من الأرجح- هو استمرار الصراع لبعض الوقت، خاصة إذا قرر بوتين اتباع استراتيجية تقلص مشاركة قواته في القتال وترفض قبول نهاية عن طريق التفاوض، وفق شروط يمكن أن تقبلها الحكومة الأوكرانية.

الخاسر الأكبر

وقال هاس «إنه من الأسهل تحديد الخاسر الأكبر إنها روسيا. فمن الواضح الآن أن بوتين لن يكون قادرا على تحقيق الأهداف السياسية التي يحتمل أنه يسعى إليها، وهي دخول كييف، وتغيير حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتنصيب حكومة صديقة للكرمين بدلا منها». وربنا تكون الحرب التي اختارها يوتين قد دمرت جزءا كبيرا منها ماديا، ولكن العقوبات التي لم يسبق لها مثيل والعزلة الاقتصادية التي تسبب فيها تدمر روسيا اقتصاديا، وبالإضافة لذلك، غادر كثير من الموهوبين الروس البلاد، كما أن الجيش الروسي تعرض لخسائر جسيمة، وسيحتاج لسنوات لتعويض خسائره.

وفي المقابل، يعتبر صمود قيادة أوكرانيا، ومجتمعها، وقواتها المسلحة معجزة. فالهوية الوطنية أقوى من أي وقت مضى؛ وعززت مقاومة أوكرانيا القوية ديمقراطيتها الشابة، ولكن ذلك التعزيز كان ثمنه باهظا. إذ أن حوالي 10 ملايين أوكراني- أي ربع عدد السكان- أصبحوا نازحين داخليا أو لاجئين.

الفائز الأول

ويقول هاس «إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) رغم أنه لم يتم اختباره عسكريا، يعتبر فائزا كبيرا حتى الآن. فهو أكثر قوة واتحادا نتيجة العدوان الروسي. كما أنه يستفيد من الأداء الضعيف للقوات المسلحة الروسية، التي يبدو أنها لا تضاهي التحالف الغربي. كما أن ألمانيا وحكومتها الجديدة ومستشارها فائز كبير آخر حتى الآن. وتحمل ردود فعل حكومة المستشار أولاف شولتس في طياتها إدراكا بأن ما خلفته المستشارة السابقة إنجيلا ميركل يعتبر الآن أمرا مختلطا بشكل واضح؛ لأنها سمحت بأن تصبح ألمانيا معتمدة للغاية على الطاقة الروسية.

فقرار شولتس بإلغاء خط أنابيب نورد ستريم 2، والالتزام بمضاعفة الإنفاق، والاستعداد لتقديم أسلحة لأوكرانيا تمثل تغيرات مهمة جذرية. الأمر الوحيد المخيب للآمال هو أن اقتصاد ألمانيا سوف يحتاج إلى سنوات لتخليص نفسه من الغاز الروسي.

الزلة الكبرى

وحقق الرئيس الأمريكي جو بايدن مكسبا أيضا. فقد أدار بمهارة كبيرة سياسة دعم أوكرانيا، ومعاقبة روسيا، وبرفضه المطالبة بإرسال قوات على الأرض أو إقامة منطقة حظر جوي حال دون المخاطرة باندلاع حرب عالمية ثالثة.

وجمع بايدن حلفاء أمريكا معا، وهو أمر مطلوب بشدة بعد أربع سنوات من حكم ترمب وانسحاب أمريكي خاطئ من أفغانستان. وكانت زلته الوحيدة الكبرى وصف بوتين بأنه «مجرم حرب» والتلميح بتغيير النظام في روسيا بينما كان ينبغي أن يكون هدف السياسة الأمريكية العمل على دفع بوتين لوقف الحرب وتجنب أي نوع من التصعيد».

ويضيف هاس «إن الصين ورئيسها شي جي بينج في موقف أسوأ استراتيجيا عما كان عليه قبل شهر مضى. فمن خلال الارتباط عن قرب للغاية مع بوتين، عرض «شي» نفسه للانتقاد بسبب قراره الخاطئ الذي يضر بسمعة الصين ويزيد من المخاطر التي ستتعرض لها نتيجة العقوبات الثانوية.

الرابحون في الحرب


  • حلف شمال الأطلسي (الناتو).



  • ألمانيا وحكومتها الجديدة.



  • الرئيس الأمريكي جو بايدن








الخاسرون وفقا لتحليل هاس



  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.



  • الشعب الروسي بعد فرض العقوبات.



  • 10 ملايين لاجئ أوكراني.



  • الصين.



  • الأمم المتحدة.