جرثومة التصنيف
الجمعة - 12 أغسطس 2016
Fri - 12 Aug 2016
تشهد الساحة الثقافية في مجتمعنا داء التصنيف والتمذهب، فأصبحت هذه المصطلحات أخواني، جامي، ليبرالي، علماني، شائعة الذكر في أوساط المثقفين والكتاب، وهذا الداء لا يأتي إلا من رحم الفتن فواقعنا تعصف به الفتن والاضطرابات فقبل عشرين سنة لم نكن نسمع مثل هذه التصنيفات.
وحمى التصنيف لا تدخل في مجتمع إلا نخر فيه وأضعفه، ودليل ذلك قول بن غوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي: قوتنا ليست في سلاحنا النووي، بل في تفتيت ثلاث دول العراق وسوريا ومصر إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، ونجاحنا في هذا الأمر لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء وجهل الطرف الآخر.
ولنا في العراق مثال، كيف أصبح مستنقعا للطائفية والمذهبية بعد أن كان رائدا في الصناعة العسكرية والحربية.
وفي تاريخنا عبر وعظة، فحينما قال قاضي دمشق محمد بن موسى البلاساعوني المتوفى في القرن السادس الهجري: لو كانت لي ولاية لأخذت من أصحاب الشافعي الجزية! في وقت كانت الأمة فيه أحوج إلى الوحدة منها إلى الفرقة، فجحافل الصليبيين بقيادة ريموند وجون ديفري تدك معاقل الإسلام في الشام حينها.
التعصب المذهبي والفكري عواقبه وخيمة على صاحبه، فقد روي أن ابن حزم الظاهري قال: القطة أفقه من مالك! فكانت النتيجة أن أحرقت كتبه وهدمت داره وصودرت أمواله، فهل آن الأوان لنستيقظ من غفلتنا؟
ولا أرى إلا أبيات نصر بن سيار تصدق فينا:
أرى تحت الرماد وميض جمر ويوشك أن يكون له ضرام
فإن لم يطفهــا عقلاء قــــوم يكون وقودها جثث وهــام!
وحمى التصنيف لا تدخل في مجتمع إلا نخر فيه وأضعفه، ودليل ذلك قول بن غوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي: قوتنا ليست في سلاحنا النووي، بل في تفتيت ثلاث دول العراق وسوريا ومصر إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، ونجاحنا في هذا الأمر لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء وجهل الطرف الآخر.
ولنا في العراق مثال، كيف أصبح مستنقعا للطائفية والمذهبية بعد أن كان رائدا في الصناعة العسكرية والحربية.
وفي تاريخنا عبر وعظة، فحينما قال قاضي دمشق محمد بن موسى البلاساعوني المتوفى في القرن السادس الهجري: لو كانت لي ولاية لأخذت من أصحاب الشافعي الجزية! في وقت كانت الأمة فيه أحوج إلى الوحدة منها إلى الفرقة، فجحافل الصليبيين بقيادة ريموند وجون ديفري تدك معاقل الإسلام في الشام حينها.
التعصب المذهبي والفكري عواقبه وخيمة على صاحبه، فقد روي أن ابن حزم الظاهري قال: القطة أفقه من مالك! فكانت النتيجة أن أحرقت كتبه وهدمت داره وصودرت أمواله، فهل آن الأوان لنستيقظ من غفلتنا؟
ولا أرى إلا أبيات نصر بن سيار تصدق فينا:
أرى تحت الرماد وميض جمر ويوشك أن يكون له ضرام
فإن لم يطفهــا عقلاء قــــوم يكون وقودها جثث وهــام!