محمد مساعد المالكي

رؤية ثقافية نهضوية..!

الأربعاء - 30 مارس 2022

Wed - 30 Mar 2022

يتابع رواد الثقافة باهتمام كبير الحراك الثقافي الكبير في المملكة العربية السعودية، وذلك من خلال التنوع الثقافي الهائل في شتى المجالات الثقافية، ولم تأت بمحض الصدفة، بل هناك أسباب وعوامل كثيرة أدارت البوصلة إلى ما يحصل من حراك ثقافي داخل المملكة.

والمحرك الرئيس لهذه النهضة الشاملة لثقافة صاحب الرؤية المجدد ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظة الله-، الذي أولى الثقافة انبثاقا تعليميا أوسع، وانبثاقا ثقافيا كبيرا ليواكب من خلاله الثقافة التغيير الكبير السريع في رؤية التطور الاقتصادي في المملكة.

ولعل أبراز ما يعطي هذا الحراك الثقافي اهتمام محلي وإقليمي وعالمي، لمستقبل ثقافي واعد لمعنى الثقافة في المملكة لما تملكه من تنوع ثقافي وتعدد كنوزها وموروثها الثقافي.

وأيضا مع إبراز دور وزارة الثقافة لمشروعها الثقافي الشامل والأوسع لأنماط هامة لم تأخذ نصيبها من الاهتمام سابقا، ومع إيضاحات وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود التي أوضحها في وسائل إعلامية عديدة. بانبثاق ثقافي استثنائي لتؤكد أن هذا المشروع الثقافي نهضوي بامتياز.

ومن الأسباب التي تجعل من هذا المشروع الثقافي الكبير بنجاح باهر يجعل من مكانة المملكة عاصمة وقبلة أبدية للثقافة لما تشهده من شمول في الاقتصاد والاجتماع والانفتاح على ثقافات العالم، وأكاد أجزم بأن هذا الحراك يلتمسه الإصرار والعزم مما يتنبأ بانبثاق شامل وجديد للثقافة في المنطقة.

ومن أسباب تفعيل دور الثقافة فصل الثقافة عن الإعلام ويعد الدور الأبرز لهذا الحراك الاستراتيجي وذلك لضرورة محتمة لمنح الثقافة دورا أكبر للنمو والازدهار، وملائمة رؤية 2030، التي هي ليست مشروعا اقتصاديا فحسب بل تغيير يستهدف تحسين جودة الحياة التي تشمل التطوير الاجتماعي والثقافي، كما يعطي الثقافة شكلها المؤسسي الحديث، ومن نافل القول نذكّر بأن النهضة الثقافية المنشودة لن تترك مجالا ثقافيا إلا ومنحته الاهتمام الكامل.

أثارت وزارة الثقافة باهتمامها لتراث الآثار التاريخي في المملكة، الاهتمام العالمي واهتمام منظمة اليونسكو التي بادرت بتسجيل أجزاء منها وضمها إلى التراث الإنساني العالمي، والذي أعطى وزارة الثقافة تتمة وتطوير الكيان الثقافي الواسع من «أدب - مسرح - موسيقى - فن تشكيلي - فلكور - آثار - سينماء» وغير ذلك ليكون المشروع الثقافي في كامل فعاليته.

وهذا يدل على اعتماد وزارة الثقافة على وضع الخطط الثقافية بكل فروعها، لتصور مشاريع المستقبل، فالقرارات الثقافية القادمة ستكون إذن بالشراكة مع المجتمع الثقافي الذي يعرف علل الثقافة واحتياجاتها ونواقصها.

وأخيرا وليس آخرا: المشروع الثقافي النهضوي في هذا الوطن يتيح لما هو أبعد وأوسع من الثقافة، فالهدف من هذا الحراك النهضوي المواطن السعودي، والوصول به إلى مجتمع المعرفة في عصر تتفجر فيه المعرفة كل يوم.

@mmalmaki