مفاهيم نحتاج تصحيحها: تعليمنا والحفظ والاستظهار
الأربعاء - 30 مارس 2022
Wed - 30 Mar 2022
جعل «بلوم» التذكر أقل درجة من درجات مهارات الأهداف المعرفية السلوكية، وكانت مقرراتنا تعتمد اعتمادا كبيرا عليه، حتى بات يحاربها الكثيرون، وينتقدونها...، ومن أبرز مثالبهم عليها: أن الطالب يكرر كلاما لا يفهمه، ولا يعمل عقله، ويبتعد بسببها عن التفكير والإبداع، ومن نحو ذلك ذكروا: أننا في عصر توفر المعلومات فالطالب يستطيع تحصيلها في أي وقت، سواء من الكتب، أو من الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، فليس من المهم أن يحفظها، بل المهم أن يعرف كيف يتعامل معها، بل وسموها عملية (حشو الذاكرة)، ولا شك أن الاعتماد عليها كليا دون غيرها خطأ كبير.
لكن أن ننتقل إلى المهارات الأعلى كالفهم، والتطبيق...، قبل أن نمر على مهارة التذكر يعد خطأ كبيرا أيضا؛ لأنها أساس التعلم، فلا يمكن للطالب أن يحل مسألة فيزيائية مثلا إذا لم يحفظ القانون الخاص بها، أضف إلى ذلك الأمور المهمة في ديننا، وتاريخ وطننا، وأمتنا، ولغتنا، وثقافتنا، لأنها المكون الأساس للثقافة التي يحتاجها ليصل إلى المهارات العليا.
فإذا لم تكن هذه الثقافة لديه بقدر كاف سيصعب عليه التحليل والتركيب ومن باب أولى التقويم، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره، فإذا كان هذا التصور ضعيفا وهزيلا، فسيصعب حينها تحقق المهارات العليا.
إن ضعف الطالب في مهارة الحفظ، يوجد لنا شخصا ضعيفا في الثقافة؛ لأنه لا ينطلق من أساس صلب، ومخزون ثقافي عال.
يخرج لنا إنسانا هشا في علمه، لأنه اعتمد كثيرا على معلومات لا يستطيع استحضارها إلا إذا توفرت مصادرها.
ومن نتائج ذلك شخص لا يجيد التعامل مع كم المعلومات الكثيرة التي يقرؤها، إذا طُلب منه الإجابة عن سؤال معين أو حل مشكلة ما، تقتضي عليه جمع معلومات كثيرة في مجالات عدة، فإذا لم يكن عنده إلمام كاف، وقدر من قواعد هذه العلوم التي يطلبها سيصعب عليه التعامل معها.
فينتج من ذلك إنسان ضعيف لا يستطيع أن يصدر حكما على ما يقرؤه، ويسمعه، ويشاهده، قد يصدق ويتأثر بأي فكرة يسمعها، ولو كانت سخيفة، ومن باب أولى لا يقدر أن يرد عليها حتى لو كان يؤمن من داخله ببطلانها.
إن مهارة الحفظ والاستظهار هي الأساس لباقي المهارات، ومن الصعب الذهاب بعيدا في تحقيق المهارات العليا إذا لم يوجد لدى الطالب حصيلة كافية من المعارف مكونة لثقافته.
وبالطبع هذا لا يعني الاعتماد الكلي عليها، ولكن لابد من الانطلاق منها أولا.
@Mabosaad
لكن أن ننتقل إلى المهارات الأعلى كالفهم، والتطبيق...، قبل أن نمر على مهارة التذكر يعد خطأ كبيرا أيضا؛ لأنها أساس التعلم، فلا يمكن للطالب أن يحل مسألة فيزيائية مثلا إذا لم يحفظ القانون الخاص بها، أضف إلى ذلك الأمور المهمة في ديننا، وتاريخ وطننا، وأمتنا، ولغتنا، وثقافتنا، لأنها المكون الأساس للثقافة التي يحتاجها ليصل إلى المهارات العليا.
فإذا لم تكن هذه الثقافة لديه بقدر كاف سيصعب عليه التحليل والتركيب ومن باب أولى التقويم، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره، فإذا كان هذا التصور ضعيفا وهزيلا، فسيصعب حينها تحقق المهارات العليا.
إن ضعف الطالب في مهارة الحفظ، يوجد لنا شخصا ضعيفا في الثقافة؛ لأنه لا ينطلق من أساس صلب، ومخزون ثقافي عال.
يخرج لنا إنسانا هشا في علمه، لأنه اعتمد كثيرا على معلومات لا يستطيع استحضارها إلا إذا توفرت مصادرها.
ومن نتائج ذلك شخص لا يجيد التعامل مع كم المعلومات الكثيرة التي يقرؤها، إذا طُلب منه الإجابة عن سؤال معين أو حل مشكلة ما، تقتضي عليه جمع معلومات كثيرة في مجالات عدة، فإذا لم يكن عنده إلمام كاف، وقدر من قواعد هذه العلوم التي يطلبها سيصعب عليه التعامل معها.
فينتج من ذلك إنسان ضعيف لا يستطيع أن يصدر حكما على ما يقرؤه، ويسمعه، ويشاهده، قد يصدق ويتأثر بأي فكرة يسمعها، ولو كانت سخيفة، ومن باب أولى لا يقدر أن يرد عليها حتى لو كان يؤمن من داخله ببطلانها.
إن مهارة الحفظ والاستظهار هي الأساس لباقي المهارات، ومن الصعب الذهاب بعيدا في تحقيق المهارات العليا إذا لم يوجد لدى الطالب حصيلة كافية من المعارف مكونة لثقافته.
وبالطبع هذا لا يعني الاعتماد الكلي عليها، ولكن لابد من الانطلاق منها أولا.
@Mabosaad