استووا اعتدلوا تراصوا
الأربعاء - 30 مارس 2022
Wed - 30 Mar 2022
اشتقنا لسماع صوت الإمام وهو يردد؛ استووا، واعتدلوا، وتراصوا؛ وأجدها فرصة لأبارك للجميع عودة الحياة الطبيعية؛ بالتقارب في موسم الرحمة الذي يتميز بصلوات التراويح والتهجد؛ وكل عام والأمة العربية والإسلامية بخير، وصحة، وسلام، بمناسبة شهر رمضان المبارك.
في بداية جائحة كورونا؛ أصاب العالم هلع عارم؛ وأغلقت على إثره المساجد؛ بقرار حكيم جاء في وقت مناسب؛ درءا للمفسدة المتوقعة من تفشي الوباء؛ وجلبا للمصلحة المرتقبة من حماية البلاد، والعباد؛ استدعت بعد ذلك المؤشرات الصحية والأمنية تخفيف القيود جزئيا، والسماح بدخول المساجد؛ بشرط إجراء التباعد الداخلي بين المصلين بما يقارب المترين.
هذه الخبرة التي مررنا بها كمسلمين، والتي امتدت لأكثر من سنتين، أثرت على نفسيات الكثيرين؛ خصوصا على بلاد الحرمين للراغبين في الصلاة بالمسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف، اللذين يعتبران الملاذ النفسي، والعلاج الروحي، للتخلص من ضغوط الحياة، والتقرب إلى الله.
ربما شاهدنا مقاطع عديدة عبر شاشات التلفاز تناقلتها الأخبار، ووسائل التواصل الاجتماعي، في مختلف بقاع الأرض، كيف بدت ردود أفعال المسلمين، والتي غمرتها مشاعر الفرح المختلط بالدموع، حال الإعلان عن قرار السماح بدخول المساجد، والصلاة فيها.
من وجهة نظري النفسية، فإن تجربتنا مع هذا الوباء أجدها إيجابية، لنستشعر أعظم نعمة بين أيدينا وهي الصلاة، التي ترفع من قيمتنا التعبدية، والإيمانية، والنفسية، والمجتمعية؛ كيف لا وهي بيوت الله، التي تجمع كافة المسلمين على اختلاف ألوانهم، وجنسياتهم، وألسنتهم، وأعراقهم تحت سقف واحد.
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله تعالى، إن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول بهذه الألفاظ «استووا، تراصوا، اعتدلوا، ساووا بين المناكب، ساووا بين الأقدام»؛ في صلواته؛ كما سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى عن إلزامية قول الإمام للمصلين من خلفه «استووا اعتدلوا تراصوا»، قال:
وارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعلى الإمام كذلك أن يلتفت إلى المأمومين لينظر هل استووا أم لا؟ فإذا لم يكونوا استووا فليسوهم ولو بيده؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح مناكب أصحابه وصدورهم ويقول: استووا؛ ولما كثر المسلمون صار الخلفاء الراشدون يوكلون رجالا ينظرون إلى الصفوف فإذا أتوا وقالوا: إنها مستقيمة مستوية؛ كبروا.
برأيي الخاص أن التباعد الاحترازي الذي حصل بين المصلين تسبب في إحداث فجوة مشاعرية، وعاطفية، أكثر من كونها فجوة مكانية، وجسدية؛ والثلاثية اللفظية؛ «الاستواء، والاعتدال، والتراص»؛ التي اعتدنا على سماعها من أئمة المساجد قبل تكبيرات الصلوات الخمس المكتوبة استشعرنا قيمتها الحقة التي افتقدناها بالوقوف صفوفا متساوين، معتدلين، ومتراصين، كرمزية لعدل هذا الدين الحق من لدن حق.
اللهم أدم علينا هذه النعمة، وأكرمنا ولا تحرمنا، وبلغنا رمضان وأنت راض عنا.
@Yos123Omar
في بداية جائحة كورونا؛ أصاب العالم هلع عارم؛ وأغلقت على إثره المساجد؛ بقرار حكيم جاء في وقت مناسب؛ درءا للمفسدة المتوقعة من تفشي الوباء؛ وجلبا للمصلحة المرتقبة من حماية البلاد، والعباد؛ استدعت بعد ذلك المؤشرات الصحية والأمنية تخفيف القيود جزئيا، والسماح بدخول المساجد؛ بشرط إجراء التباعد الداخلي بين المصلين بما يقارب المترين.
هذه الخبرة التي مررنا بها كمسلمين، والتي امتدت لأكثر من سنتين، أثرت على نفسيات الكثيرين؛ خصوصا على بلاد الحرمين للراغبين في الصلاة بالمسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف، اللذين يعتبران الملاذ النفسي، والعلاج الروحي، للتخلص من ضغوط الحياة، والتقرب إلى الله.
ربما شاهدنا مقاطع عديدة عبر شاشات التلفاز تناقلتها الأخبار، ووسائل التواصل الاجتماعي، في مختلف بقاع الأرض، كيف بدت ردود أفعال المسلمين، والتي غمرتها مشاعر الفرح المختلط بالدموع، حال الإعلان عن قرار السماح بدخول المساجد، والصلاة فيها.
من وجهة نظري النفسية، فإن تجربتنا مع هذا الوباء أجدها إيجابية، لنستشعر أعظم نعمة بين أيدينا وهي الصلاة، التي ترفع من قيمتنا التعبدية، والإيمانية، والنفسية، والمجتمعية؛ كيف لا وهي بيوت الله، التي تجمع كافة المسلمين على اختلاف ألوانهم، وجنسياتهم، وألسنتهم، وأعراقهم تحت سقف واحد.
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله تعالى، إن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول بهذه الألفاظ «استووا، تراصوا، اعتدلوا، ساووا بين المناكب، ساووا بين الأقدام»؛ في صلواته؛ كما سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى عن إلزامية قول الإمام للمصلين من خلفه «استووا اعتدلوا تراصوا»، قال:
وارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعلى الإمام كذلك أن يلتفت إلى المأمومين لينظر هل استووا أم لا؟ فإذا لم يكونوا استووا فليسوهم ولو بيده؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح مناكب أصحابه وصدورهم ويقول: استووا؛ ولما كثر المسلمون صار الخلفاء الراشدون يوكلون رجالا ينظرون إلى الصفوف فإذا أتوا وقالوا: إنها مستقيمة مستوية؛ كبروا.
برأيي الخاص أن التباعد الاحترازي الذي حصل بين المصلين تسبب في إحداث فجوة مشاعرية، وعاطفية، أكثر من كونها فجوة مكانية، وجسدية؛ والثلاثية اللفظية؛ «الاستواء، والاعتدال، والتراص»؛ التي اعتدنا على سماعها من أئمة المساجد قبل تكبيرات الصلوات الخمس المكتوبة استشعرنا قيمتها الحقة التي افتقدناها بالوقوف صفوفا متساوين، معتدلين، ومتراصين، كرمزية لعدل هذا الدين الحق من لدن حق.
اللهم أدم علينا هذه النعمة، وأكرمنا ولا تحرمنا، وبلغنا رمضان وأنت راض عنا.
@Yos123Omar