تحدي المشتتات!
الاثنين - 28 مارس 2022
Mon - 28 Mar 2022
أكبر مشكلة تواجهنا اليوم هي مشتتات الذهن عن التركيز فيما يجب علينا العناية به من أعمالنا وأسرنا وعلومنا، وكذلك تطوير كل ما هو حولنا، وقبل أن نتحدى هذه المشتتات، ربما ينبغي لنا أن نفكر كيف نشأت هذه المشتتات، والذي لا شك فيه أن الإنسان العادي مستهدف من قبل مجموعات غير محدودة من أولئك الذين هدفهم سرقة انتباهك نحوهم، وأهدافهم إما أن يكون هو جيبك، فالمسوقون هدفهم كيف يلفت انتباهك حتى تنفق مالك، ويكون لفت الانتباه هذا هو مشتت من مشتتات الذهن، والإعلام يريد أن يكسب رأيك وفكرك وعقلك، فيكون هدفه شد انتباهك نحوه حتى يجعلك تقتنع بأفكارهم وتتبناها حتى تصبح واحدا من جملة القطيع الذي يديره هو ولا يريدك أن تنضم لغيره.
أما وسائل التواصل الاجتماعي فإن بقاءها حية يقوم على مدى تعلق أعضاءها فيها، وتحقق تلك المواقع من ذلك مكاسب فكرية ومالية غير محدودة وبذلك هي الأخرى تهدف لشد انتباهك، وهكذا فإن سلسلة من المجموعات غير المحدودة تهدف لسرقة انتباهك، لكن ليس كلها على مستوى واحد من السوء بل بعضها مفيد، فالذي يلخص لك كتاب، أو يقدم محتوى لتطوير قدراتك هو يحاول -أيضا- سرقة انتباهك لكن نحو شيء مفيد، والصراع بينهما كبير جدا لكنه يسير لصالح الأكثر استغلالا؛ لأن أفكارهم لا تنتهي ووسائلهم الأخلاقية وغير الأخلاقية غير محدودة.
بمجرد ما تقود سيارتك من منزلك إلى منزل والدك لزيارته؛ تتزاحم ملايين المشتتات التي تحول دون تركيزك على حاجتك الأصلية، فمثلا الراديو يعمل على كسب وقتك، ولوحة الإعلانات في الشارع تحمل على لفت انتباهك وتشتيتك نحو منتجاتها، وإشعارات هاتفك الجوال هي الأخرى ترسل موسيقى مثيرة لعقلك تحثك على فتح التطبيقات حتى وأنت تقود رغم خطورة الأمر فتفعل منصاعا لهذه الأفكار، بدلا من: أن تستمع لتسجيل صوتي يرفع من قدراتك الذهنية، أو بدلا من أن تفكر في حلول لمشكلة أنت واقع فيها لو أنفقت وقتا في معالجتها لأنهيتها بشكل إيجابي، أو أمضيت الطريق في الانتباه والتركيز على قيادتك تكون منعت حادثا مؤسفا أن يقع لك ولأسرتك يكلفك خسائر مادية ومعنوية بالجملة.
إن أبرز فكرة يمكن الخروج بها من هذه المقالة هو كيف تتحدى هذه المشتتات، كيف تنفق وقتك على ما تريد وليس على ما يريده الآخرون لك، كيف تسرق نفسك من لصوص المثيرات فتصبح أنت السارق لنفسك بدلا من أن يسرقك غيرك، بل كيف ترتب أولوياتك بطريقة تجعل هذه المثيرات درجة ثانية بعد اهتماماتك الأصلية والتي تعود إليك بالنفع المادي والمعنوي؟!
كل هذا لا يتم إلا بثلاث خطوات مهمة في نظري، حدد أهدافك ومنافعك التي تسعى لتحقيقها مع مواعيد تستحق أن تكون أنجزتها فيه، اعمل عليها واجعلها درجة أولى من اهتمامك، ثم تحدى أي مشتت من مشتتات الانتباه من أجل هدف، وراجع نفسك هل حققت أهدافك أم أنك تعرضت للخطف مرة أخرى، فإن تم اختطفاك فعد إلى نفسك وأعد التحدي بقوة أكبر.
إن تحدي المشتتات كبير جدا، وما ورد أعلاه ليس إلا رؤية شبه سطحية فإن ما يحدث للأفراد يحدث للمؤسسات، وما يحدث للأفراد يحدث هو الآخر للقيادات، وما يحدث للناس العادية يحصل أيضا لآخرين لديهم آمال كبيرة وإنجازات عظيمة مستحقة فلتت منهم إنجاز تلك الأعمال بطريقة أفضل بسبب استسلامهم للمشتتات، ولا شيء مثل الكسل والإهمال وقلة الصبر واستعجال النتائج وعدم التخطيط والمراجعة لتكون بيئة جميلة لاستغلالك وإعادتك لحظيرة مشتتات الانتباه، أما إذا نجوت فستجد كم كنت مصابا بمرض المشتتات غافلا عن نفسك ولم تكن سوى فردا في قطيع!
@Halemalbaarrak
أما وسائل التواصل الاجتماعي فإن بقاءها حية يقوم على مدى تعلق أعضاءها فيها، وتحقق تلك المواقع من ذلك مكاسب فكرية ومالية غير محدودة وبذلك هي الأخرى تهدف لشد انتباهك، وهكذا فإن سلسلة من المجموعات غير المحدودة تهدف لسرقة انتباهك، لكن ليس كلها على مستوى واحد من السوء بل بعضها مفيد، فالذي يلخص لك كتاب، أو يقدم محتوى لتطوير قدراتك هو يحاول -أيضا- سرقة انتباهك لكن نحو شيء مفيد، والصراع بينهما كبير جدا لكنه يسير لصالح الأكثر استغلالا؛ لأن أفكارهم لا تنتهي ووسائلهم الأخلاقية وغير الأخلاقية غير محدودة.
بمجرد ما تقود سيارتك من منزلك إلى منزل والدك لزيارته؛ تتزاحم ملايين المشتتات التي تحول دون تركيزك على حاجتك الأصلية، فمثلا الراديو يعمل على كسب وقتك، ولوحة الإعلانات في الشارع تحمل على لفت انتباهك وتشتيتك نحو منتجاتها، وإشعارات هاتفك الجوال هي الأخرى ترسل موسيقى مثيرة لعقلك تحثك على فتح التطبيقات حتى وأنت تقود رغم خطورة الأمر فتفعل منصاعا لهذه الأفكار، بدلا من: أن تستمع لتسجيل صوتي يرفع من قدراتك الذهنية، أو بدلا من أن تفكر في حلول لمشكلة أنت واقع فيها لو أنفقت وقتا في معالجتها لأنهيتها بشكل إيجابي، أو أمضيت الطريق في الانتباه والتركيز على قيادتك تكون منعت حادثا مؤسفا أن يقع لك ولأسرتك يكلفك خسائر مادية ومعنوية بالجملة.
إن أبرز فكرة يمكن الخروج بها من هذه المقالة هو كيف تتحدى هذه المشتتات، كيف تنفق وقتك على ما تريد وليس على ما يريده الآخرون لك، كيف تسرق نفسك من لصوص المثيرات فتصبح أنت السارق لنفسك بدلا من أن يسرقك غيرك، بل كيف ترتب أولوياتك بطريقة تجعل هذه المثيرات درجة ثانية بعد اهتماماتك الأصلية والتي تعود إليك بالنفع المادي والمعنوي؟!
كل هذا لا يتم إلا بثلاث خطوات مهمة في نظري، حدد أهدافك ومنافعك التي تسعى لتحقيقها مع مواعيد تستحق أن تكون أنجزتها فيه، اعمل عليها واجعلها درجة أولى من اهتمامك، ثم تحدى أي مشتت من مشتتات الانتباه من أجل هدف، وراجع نفسك هل حققت أهدافك أم أنك تعرضت للخطف مرة أخرى، فإن تم اختطفاك فعد إلى نفسك وأعد التحدي بقوة أكبر.
إن تحدي المشتتات كبير جدا، وما ورد أعلاه ليس إلا رؤية شبه سطحية فإن ما يحدث للأفراد يحدث للمؤسسات، وما يحدث للأفراد يحدث هو الآخر للقيادات، وما يحدث للناس العادية يحصل أيضا لآخرين لديهم آمال كبيرة وإنجازات عظيمة مستحقة فلتت منهم إنجاز تلك الأعمال بطريقة أفضل بسبب استسلامهم للمشتتات، ولا شيء مثل الكسل والإهمال وقلة الصبر واستعجال النتائج وعدم التخطيط والمراجعة لتكون بيئة جميلة لاستغلالك وإعادتك لحظيرة مشتتات الانتباه، أما إذا نجوت فستجد كم كنت مصابا بمرض المشتتات غافلا عن نفسك ولم تكن سوى فردا في قطيع!
@Halemalbaarrak