طلال الشريف

جناحنا في القرية العالمية في دبي

الاثنين - 28 مارس 2022

Mon - 28 Mar 2022

القرية العالمية في دبي وجهة سياحية وترفيهية، وملتقى لثقافات العالم من خلال الأجنحة التي تعرض فيها كل دولة شيئا من تاريخها وثقافتها وحضارتها كصورة من صور القوة الناعمة التي تستخدمها الدول في وقتنا الحاضر.

وبدون مجاملة فوجئت بالمستوى المتواضع جدا لجناح المملكة بالقرية العالمية، والذي لا يعبر بأي شكل من الأشكال عن مكانة المملكة وتاريخها وثقافتها وحضارتها وما وصلنا إليه من تطور وتقدم يشهد به القاصي والداني.

تصميم الجناح من مدخله وحتى مخرجه مرورا بزواياه وممراته بدائي وتقليدي لا يعكس جغرافية وتاريخ المملكة وطبيعتها وتنوعها الثقافي الفريد من نوعه، والمعروضات معظمها من الملبوسات الشعبية الرديئة جدا فضلا عن وجود بعض المعروضات التي لا علاقة لها بتاريخنا وموروثنا الوطني، ومعظم العاملين فيه من غير المواطنين، وضعف مستوى النظافة والتنظيم والاستقبال لدرجة أنك تشعر بالدخول إلى جناح لا علاقة له بالمملكة لا من قريب ولا من بعيد باستثناء اسم الجناح ومجسم الحرمين على بواباته، ولا يوجد في الجناح ما يمكن الحديث عنه أو الإشادة به.

للقائمين على الجناح، تاريخنا يا سادة وموروثنا الثقافي أكبر بكثير مما يعرض في الجناح، وأسرد لكم شيئا مما يجب أن يكون في الجناح، يجب أن يصمم الجناح بطريقة نموذجية فخمة وتقنية كأن تحوي مداخل الجناح وأسواره ومرافقه وتصاميمه الداخلية بعض جغرافيتنا وتاريخنا وثقافتنا لمختلف المناطق بقداستها وعراقتها وأصالتها وتراثها وجبالها وحصونها وسهولها وأوديتها وصحاريها، كما يجب إقامة مسجد بأجمل التصاميم يحوي في جنباته معرضا خاصا بالحرمين الشريفين وتاريخ عمارتها وإدارتها وجهود حكامنا في حمايتها وخدمتها ورعايتها، ومكتبة إسلامية تعرض فيها المصاحف بمختلف أنواعها وأحجامها، والمصادر الإسلامية المعتبرة لعلماء الأمة وعلمائنا على وجه الخصوص، والكتب التاريخية الأصيلة، والهدايا الإسلامية الأخرى التي يحرص السائح على اقتنائها كالمسابح والسجادات وغيرها من المقتنيات الإسلامية.

يأتي بعد ذلك من حيث الأهمية معارض متعددة أبرزها معرض عن صناعة النفط ومشتقاته في المملكة مع تعريف بدور المملكة في تأمين هذه المادة لاستمرار عجلة التطور الحضاري على مستوى العالم، ومعرض عن تاريخ المملكة وتطورها في أدوارها الثلاثة، ومعرض دائم للكتاب السعودي، ومعرض للصناعات التراثية والحرفية المتنوعة، ومعارض للتمور وصناعتها وعرض أجود أنواعها ومشتقاتها، ومعارض للورد وصناعته وأجمل منتجاته، ومعارض للوز البجلي والزبيب والمضير، ومعارض للمأكولات الشعبية التي يعدها محترفون من مختلف مناطق المملكة، ومعارض للبشوت والثياب والفرو والسديريات والعقال والغترة والشماغ والأحذية الوطنية، ومعارض لمنتجات العسل المحلي والسمن، وإنشاء المسرح اللائق بنقل ثقافتنا الخاصة، وأي معارض أخرى لتاريخنا الوطني.

مثل هذه الأجنحة الوطنية عبر العالم يجب أن يقوم على إعدادها والتخطيط لها وتنفيذها والإشراف عليها ومتابعتها وتقييمها خبراء في الهندسة والتصميم والإدارة والتسويق والاقتصاد والتجارة وغيرها من التخصصات ذات العلاقة لضمان تحقيق أهدافها، مع الأخذ في الاعتبار تأهيل العاملين فيها كسفراء للملكة وأن يكونوا من المواطنين السعوديين من الشباب والفتيات كفرص وظيفية لهم مؤقتة أو دائمة، ولا شك أن وزارة الثقافة في مرحلتها الحالية المتطورة قادرة على تغيير هذا الجناح أو على الأقل تطويره ليعكس الصورة الحقيقية لتاريخنا وحضارتنا وتطلعاتنا المستقبلية.

@drAlshreefTalal