عبدالسلام المنيف

رمضان كريم يا وزارة التعليم!

السبت - 26 مارس 2022

Sat - 26 Mar 2022

على الرغم من عدم وجود مانع شرعي ولا نظامي معقد عن الدراسة في رمضان، وبالتحديد نهارا، فلا يختلف اثنان كذلك -معلم وطالب- على أنها تشكل عائقا بشكل أو بآخر بالنسبة لهم، وتمنعهم من أن يستوعبوا ممارسة العملية التعليمية كما ينبغي، وبشكلها السليم، والتي تحرص وزارة التعليم بدورها على جودة مخرجاتها من تلك العملية وأداء المعلمين والطلاب نحوها.

الجميع يعي وعلى رأسهم الوزارة أن الدراسة في رمضان يجب النظر فيها، ووضع حلول جذرية لمعالجتها بدلا من معاودة الأسطوانة في كل عام والحل المرن لمجرد الحل، أو أن يبقى الشهر خارج العام الدراسي بعد مراجعة التقويم واستقطاعها من بعض الإجازات الكثيرة والمتفرقة على العام، وهي الأسلم والأخف على قلوب وظروف المعنيين بالأمر، من طلاب، وأولياء أمور، ومعلمين.

وصحيح أن التعليم عن بعد أكد على جاهزيته ويعد حلا يراود ويطالب الكثير به، لكن حتى هذه اللحظة لم يتم الكشف بوضوح من قبل وزارة التعليم على كفاءته بالأرقام والتفاصيل تجاه مخرجاته حتى نطالب بالاعتماد عليه في أوقات الحرج، أو حتى لتخفيف العملية الحضورية للأسباب الضرورية التي قد تستدعيه حلا لها.

قد يبرر البعض وجوب الدراسة في رمضان مستندا على مقارنات لا أراها منطقية، خصوصا تلك التي تقارن اليوم بما قبل ثلاثة عقود أو أقرب، حيث يجب النظر إلى عدة عوامل جعلت من تلك المقارنة بأنها غير عادلة، ولا تحاكي المنطقية بشيء في هذا الوقت وهذا الجيل تحديدا.

وبالنظر للجهة الأخرى ومن الناحية الأهم، نجد أن المعلمين وحتى المعلمات يصعب عليهم التوافق بين الوظيفة ووظيفة الأسرة وواجباتها خلال هذا الشهر، لا سيما من يعمل خارج المدن والمحافظات، مع الأخذ بالأسباب بجميع الظروف التي قد تعطل من وصولهم بعد انتهاء الدوام حتى قرب موعد أذان المغرب أو أذانه.

ينبغي أن نراعي أن رمضان كريم يا وزارة التعليم، وأن مرونة التقويم الدراسي لأجل مراعاة المصالح وتحقيق المقاصد منهج يجب أن تسير عليه الوزارة لرفع الحرج، بدلا من التمسك بجدوى وجوب الدراسة في رمضان وتناسي أن جودة الحياة أصبحت مطلبا لتحقيقها تماشيا مع رؤية 2030.

3bdulsalamm@