خبير أمريكي: واشنطن لا تستطيع معاقبة روسيا

السبت - 26 مارس 2022

Sat - 26 Mar 2022








إحدى المنشآت المدمرة في أوكرانيا                              (د ب أ)
إحدى المنشآت المدمرة في أوكرانيا (د ب أ)
في أعقاب انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأت إدارة الرئيس الأمريكي جهودا جبارة لحشد حلفائها في أوروبا وشرق آسيا للانضمام إلى حملتها لمعاقبة موسكو، من خلال فرض عقوبات قاسية وشاملة، ناهيك عن تدفق شحنات من الأسلحة المتطورة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) على أوكرانيا، لدعمها في الدفاع عن أراضيها ضد الغزو الروسي. كما يمارس المسؤولون الأمريكيون ضغوطا على عدد من حكومات العالم للتعاون من أجل شن حرب اقتصادية ضد موسكو.

ولكن هل من قبيل الصواب أن تسعى واشنطن إلى عزل روسيا عن المجتمع الدولي، كما فعلت من قبل مع كوريا الشمالية، وهل تستطيع ذلك؟

وفي تناوله لهذه القضية يقول تيد جالين كاربنتر، الخبير والباحث في مجال دراسات الدفاع والسياسة الخارجية بمعهد كاتو في واشنطن في تحليل نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، إنه يبدو أن واشنطن وحلفاءها في الناتو لا يلتفتون للآثار العكسية التي يمكن أن تنجم عن الإجراءات العقابية، على الشعب الروسي أو على الاقتصاد العالمي. والأسوأ من ذلك، هو أنه لا يمكن تحديد خط النهاية لاستراتيجيتهم. ولم يحاول بايدن، أو أي مسؤول آخر في إدارته تحديد ماهية «النجاح» في ذلك. ولم يوضح مسؤولو أمريكا أو الناتو ما إذا كان سيتم إلغاء العقوبات، أو تخفيفها، حال انسحبت روسيا من أوكرانيا.

ويرى كاربنتر أنه ليس هناك ما يشير إلى أن الحرب الاقتصادية التي يشنها الغرب ضد روسيا ستتوقف، حتى لو توصلت كييف وموسكو إلى اتفاق سلام. بل يبدو أن إدارة بايدن تضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حتى لا يقدم تنازلات. وقد شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، على أن الحرب «أكبر» من روسيا وأوكرنيا.

إن ما تنطوي عليه بيانات السياسة الخاصة بأمريكا والناتو هي أن النهج العقابي سوف يستمر إلى أجل غير مسمى، ما لم تستسلم روسيا. وفي ظل الاتهام الذي أطلقه مؤخرا الرئيس بايدن على نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه «مجرم حرب»، يبدو من المرجح أن لا شيء سيروي ظمأ الغرب للانتقام سوى الإطاحة ببوتين.