شروق المحمادي

المعنى والمبنى: من يقود النص؟

الجمعة - 25 مارس 2022

Fri - 25 Mar 2022

عُدمت المعنى وفوّت على نفسي اللفظ، فالركض خلف الحروف وأجراسها، أزاح الطريق فوقعت في الحفرة.

الركض خلف المبنى يهدم المعنى. خيالك خيلك، والذكرى غمام ساكب يقود الأذهان إلى رياض الأفكار والخطرات. ولا تترك القافلة في خطام القافية فإنك إن تركتها أوردتك أرضا قفرا لا ماء ولا كلأ، زوى القارئ عينيه، وكتم أنفاسه لها من ملل وثقل، وألم حتى عصبون أسنه يصل.

وقد تمكث في نص واحد أربعين ليلة ولكنها من حرافة تلذع لسان مذوقها فيفهم منها الكلفة والصنعة وإن لم ير طاهيها حين طهاها؛ فالخيال والذاكرة والخطرة معينات على فهم كل شيء دون شيء. وحين تُجري المعنى على السطور غيلا على طبيعته، تجد في نفسك خفة وفي عقلك نضجا وفي أياديك سرعة في سكبها وسبكها.

فترتد وردة النفس، وتُفتح القلوب والأبصار، ومالت الآذان من إصغائها فما ملت سماعها حتى تركت ما في الأيدي من أشغال ولو كانت موغلة الاهتمام، فصرفت عنها، وقطعت الأيادي من فرط صرف الفؤاد وشغله، حتى قلن حاشى لله ما هذا معنى بل ملكوت واسع، ترقى الإدراك بين مدركاته، حتى حبس كاتبها، وكل ذنبه أن خطف الجنان، وبعث الجنان، وميل الحنان وشيّج الأكباد على نفسها.

وتلكم فضائل المعنى التي قادت المبنى والقارئ إلى خلابة المنظر، وسحر المكتوب، حتى خطفت القارئ وسلبت بما به من نظر وعقل.

@shrooqmi

الأكثر قراءة

مصعب فالح الحربي

خالد في رحاب بارئه