خامنئي شاعر ثرثار تحول إلى طاغية فاسد
محلل أحوازي يروي تفاصيل مثيرة وحكايات لافتة في حياة مرشد إيران
ترجم كتاب الإخواني سيد قطب.. وتنكر للشعب البلوشي بعدما احتضنه
متخصصون يؤكدون أن ولاية الفقيه تحول كامل نحو الاستبداد المطلق
أسدي: زاملته في السجن.. ثرثار يمقت الروائيين الإيرانيين وينعتهم بالعبثيين
محلل أحوازي يروي تفاصيل مثيرة وحكايات لافتة في حياة مرشد إيران
ترجم كتاب الإخواني سيد قطب.. وتنكر للشعب البلوشي بعدما احتضنه
متخصصون يؤكدون أن ولاية الفقيه تحول كامل نحو الاستبداد المطلق
أسدي: زاملته في السجن.. ثرثار يمقت الروائيين الإيرانيين وينعتهم بالعبثيين
الأربعاء - 23 مارس 2022
Wed - 23 Mar 2022
روى الكاتب العربي الأحوازي يوسف عزيزي تفاصيل مثيرة في حياة المرشد الإيراني علي خامنئي، وأكد أنه كان يدخن الغليون ويعزف الكمان، وترك الدراسة في الصف الثامن للثانوية في بداية حياته، قبل أن يتحول إلى طاغية، ويصبح الراعي الأول للإرهاب في العالم.
وأشار في تحليل نشرته «إندبندنت عربية» أن الوالي الفقيه الذي وعد في بداية مشواره بألا تذرف عيون المظلومين الدموع، جعلها تنزف دما، وتسبب في قتل الآلاف في مذابح عديدة، وأدى إلى كوارث لا حصر لها في المنطقة، بعدما صدر الإرهاب من طهران إلى العديد من الدول العربية، وباتت ميليشياته وعلى رأسها الحوثيون يتسببون في جرائم حرب بشكل يومي. ولفت إلى أنه لا يمكن فهم ما يجري في إيران وأسباب عدم نجاح انتفاضات شعوبها من دون فهم شخصية علي خامنئي بأبعادها السياسية والفكرية والنفسية كافة، لاسيما أنه الحاكم الفعلي لطهران منذ العام 1989.
عزف الكمان
ووفقا للكاتب، على الرغم من أن علي خامنئي ولد في مشهد، فإن جذور عائلته تعود إلى مدينة «خامنه» في إقليم أذربيجان الإيراني، وكان والده جواد حسيني الخامنئي تركيا أذريا هاجر من تبريز إلى مشهد، ولهذا السبب يتقن علي خامنئي التركية جيدا، وهناك أفلام تظهره ينشد الشعر ويقرأ المراثي لضحايا واقعة كربلاء بهذه اللغة.
وأشار إلى أن خامنئي نشأ وترعرع في بيئة سياسية وأدبية فارسية في مشهد، وتزامنت فترة شبابه مع بدايات نشاط المفكر الديني علي شريعتي، إذ اختلط مع شعراء ومثقفين علمانيين ودخن الغليون وعزف الكمان، وترك الدراسة في الصف الثامن للثانوية والتحق بالحوزة الدينية بمشهد والنجف وقم.
تطورت لغته العربية وتعرف على الأدب العربي وشغف بقصائد الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري الذي زار طهران عام 1992 لدفن زوجته في مشهد بالقرب من ضريح الإمام الثامن للشيعة هناك، والتقى المرشد خامنئي فيها لكنه رفض اقتراح الأخير منحه فيلا على شواطئ بحر قزوين ليقضي باقي عمره هناك ورجح العودة لدمشق.
هوس إخواني
سجن خامنئي مرات عدة، منها مع سجين سياسي يساري ومع ناشط أرمني شيوعي ينتمي لحزب «تودة» وسجناء أحوازيين كانوا يسعون إلى استقلال عربستان.
ويقول خامنئي في مذكراته «إن السجين محيي الدين آل ناصر كان يعلمه الإنجليزية في سجن قزل في طهران أوائل الستينيات من القرن الماضي، وتعرف على الشعر الشعبي الأحوازي من سجين آخر اسمه سيد باقر النزاري، وأصدرت سلطات نظام الشاه حكم الإعدام بحق محيي الدين آل ناصر وعيسى المذخور ودهراب أشميل الذين كانوا معتقلين مع خامنئي بتهمة تأسيس تنظيم يعرف باسم حركة تحرير عربستان، وتم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم في مدينة الأحواز عام 1964.
وفي 1969 ترجم علي خامنئي كتاب «في ظلال القرآن» للإخواني المصري سيد قطب ونشره آنذاك، وأعيد طبعه مرة أخرى عام 2019 في طهران، مما يكشف هوسه بالإخوان.
ونفى الأمن خامنئي إلى محافظة بلوشستان التي تقطنها أغلبية سنية أواخر عام 1977، حيث تمتع هناك باستضافة الشعب البلوشي الذي احتضنه ودعمه عاطفيا ومعنويا، وفق ذكرياته التي نشرها على موقعه.
نحيف وثرثار
ويكتب الصحفي والناقد السينمائي هوشانج أسدي الذي كان معتقلا مع خامنئي في زنزانة واحدة زمن الشاه، «إنه كان نحيفا ثرثارا يمقت بعض الروائيين الإيرانيين الذين ينعتهم بالعبثيين، ويحبذ الشاعرين الخراسانيين أخوان ثالث وشفيعي كدكني».
وعن الأدب العالمي «قرأ خامنئي من فيكتور هوغو وليون تولستوي وميخائيل شولوخوف، كما أنه وهو المعروف باحترافه قراءة الروايات، يفضل الروائي اليساري أحمد محمود على سائر الروائيين الإيرانيين»، ويذكر الكاتب بأن صدام حسين ومعمر القذافي أيضا كانا مولعين بالأدب، بل وكتبا الرواية والقصة.
ويذكر هوشانج أسدي في مذكراته «أن خامنئي قال له ذات مرة في السجن الانفرادي إنه إذا وصل الإسلام إلى السلطة فلن تذرف عيون المظلومين الدموع»، وأخبرني منظر الحركة الإصلاحية سعيد حجاريان الذي كان نائبا لوزارة الاستخبارات الإيرانية في فترة رئاسة خامنئي للبلاد، «أنه ذات مرة دخل عليه في مكتبه الرئاسي ورآه يقرأ كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني بالعربية».
سالت الدماء
ويشير عزيزي إلى أن خامنئي نسي أو تناسى كل ما فعله الأحوازيون والبلوش واليساريون بحقه عند الضيق في عهد الشاه، بعد أن تبوأ مناصب مهمة في إيران، ولم تذرف العيون الدموع وحسب، بل ذرفت الدم وسالت أنهار من دماء المناضلين الذين كانوا إلى جانب خامنئي ضد الشاه، وليس اليساريون والشيوعيون وحسب، بل الإسلاميون المختلفون مع السلطة، وكذلك القوميون من الشعوب غير الفارسية، وجميع أصحاب الرأي الآخر.
ويؤكد أن مذبحة السجون الإيرانية في صيف 1988 وإعدام نحو 5000 سجين، من منظمة «مجاهدي خلق» والأحزاب اليسارية الذين كانوا يقضون فترة اعتقالهم، تنسف كل ما كان يدعيه خامنئي وزملاؤه الدينيون في عهد الشاه، وقد حدثت هذه المذبحة إبان تصديه لرئاسة إيران.
وفي عام 1992 اتهمت محكمة في ألمانيا المرشد علي خامنئي ومسؤولين آخرين بالضلوع في اغتيال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني صادق شرفكندي واثنين آخرين من قياديي الحزب وهما همايون أردلان وفتاح عبدلي، وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز» أن المنشق من وزارة الاستخبارات الإيرانية عبدالقاسم مصباحي اتهم خامنئي بأنه العامل الرئيس في تفجير مبنى «آميا» واغتيال 85 أرجنتينيا من أصل يهودي العام 1994.
طاغية دميم
وحسب المحلل الأحوازين فإن عمليات الاغتيالات السياسية في الداخل والخارج وإصدار أوامره بقمع الانتفاضات والاحتجاجات السلمية خلال العقود الثلاث الماضية، مدى تحول خامنئي من مثقف «مرح وثرثار» إلى «طاغية دميم»، ففي عام 2000 صنفته لجنة حماية الصحفيين على أنه «أحد الأعداء الـ 10 لحرية التعبير»، وفي العام 2021 صنفته منظمة «مراسلون بلا حدود» ضمن «مفترسي حرية الإعلام في العالم».
أبرز جرائم خامنئي:
100 ألف قتيل وأكثر في اليمن بسبب أذرعه الحوثية.
30 ألف إيراني تم اغتيالهم في مذبحة 1988 الشهيرة.
25 ألفا قتلوا في سوريا بسبب الميليشيات التابعة له.
20 ألفا قتلوا في لبنان بسبب حزب الله الإرهابي الموالي له.
10 آلاف وأكثر قتلوا في العراق بأوامر إيرانية.
85 أرجنتينيا قتلوا في تفجير آميا عام 1994.
استبداد مطلق
يعتقد بعض المتخصصين في الفلسفة السياسية الإيرانية أن مبدأ «ولاية الفقيه المطلقة» المنصوص عليه في دستور إيران ويطبقه خامنئي بحذافيره، هو استمرار لـ «الشاهنشاهية» الاستبدادية المطلقة التي كانت سائدة لقرون عدة، ولم تستطع حتى ثورة مثل ثورة فبراير 1979 أن تستبدلها بمبدأ ديمقراطي.
وأشار في تحليل نشرته «إندبندنت عربية» أن الوالي الفقيه الذي وعد في بداية مشواره بألا تذرف عيون المظلومين الدموع، جعلها تنزف دما، وتسبب في قتل الآلاف في مذابح عديدة، وأدى إلى كوارث لا حصر لها في المنطقة، بعدما صدر الإرهاب من طهران إلى العديد من الدول العربية، وباتت ميليشياته وعلى رأسها الحوثيون يتسببون في جرائم حرب بشكل يومي. ولفت إلى أنه لا يمكن فهم ما يجري في إيران وأسباب عدم نجاح انتفاضات شعوبها من دون فهم شخصية علي خامنئي بأبعادها السياسية والفكرية والنفسية كافة، لاسيما أنه الحاكم الفعلي لطهران منذ العام 1989.
عزف الكمان
ووفقا للكاتب، على الرغم من أن علي خامنئي ولد في مشهد، فإن جذور عائلته تعود إلى مدينة «خامنه» في إقليم أذربيجان الإيراني، وكان والده جواد حسيني الخامنئي تركيا أذريا هاجر من تبريز إلى مشهد، ولهذا السبب يتقن علي خامنئي التركية جيدا، وهناك أفلام تظهره ينشد الشعر ويقرأ المراثي لضحايا واقعة كربلاء بهذه اللغة.
وأشار إلى أن خامنئي نشأ وترعرع في بيئة سياسية وأدبية فارسية في مشهد، وتزامنت فترة شبابه مع بدايات نشاط المفكر الديني علي شريعتي، إذ اختلط مع شعراء ومثقفين علمانيين ودخن الغليون وعزف الكمان، وترك الدراسة في الصف الثامن للثانوية والتحق بالحوزة الدينية بمشهد والنجف وقم.
تطورت لغته العربية وتعرف على الأدب العربي وشغف بقصائد الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري الذي زار طهران عام 1992 لدفن زوجته في مشهد بالقرب من ضريح الإمام الثامن للشيعة هناك، والتقى المرشد خامنئي فيها لكنه رفض اقتراح الأخير منحه فيلا على شواطئ بحر قزوين ليقضي باقي عمره هناك ورجح العودة لدمشق.
هوس إخواني
سجن خامنئي مرات عدة، منها مع سجين سياسي يساري ومع ناشط أرمني شيوعي ينتمي لحزب «تودة» وسجناء أحوازيين كانوا يسعون إلى استقلال عربستان.
ويقول خامنئي في مذكراته «إن السجين محيي الدين آل ناصر كان يعلمه الإنجليزية في سجن قزل في طهران أوائل الستينيات من القرن الماضي، وتعرف على الشعر الشعبي الأحوازي من سجين آخر اسمه سيد باقر النزاري، وأصدرت سلطات نظام الشاه حكم الإعدام بحق محيي الدين آل ناصر وعيسى المذخور ودهراب أشميل الذين كانوا معتقلين مع خامنئي بتهمة تأسيس تنظيم يعرف باسم حركة تحرير عربستان، وتم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم في مدينة الأحواز عام 1964.
وفي 1969 ترجم علي خامنئي كتاب «في ظلال القرآن» للإخواني المصري سيد قطب ونشره آنذاك، وأعيد طبعه مرة أخرى عام 2019 في طهران، مما يكشف هوسه بالإخوان.
ونفى الأمن خامنئي إلى محافظة بلوشستان التي تقطنها أغلبية سنية أواخر عام 1977، حيث تمتع هناك باستضافة الشعب البلوشي الذي احتضنه ودعمه عاطفيا ومعنويا، وفق ذكرياته التي نشرها على موقعه.
نحيف وثرثار
ويكتب الصحفي والناقد السينمائي هوشانج أسدي الذي كان معتقلا مع خامنئي في زنزانة واحدة زمن الشاه، «إنه كان نحيفا ثرثارا يمقت بعض الروائيين الإيرانيين الذين ينعتهم بالعبثيين، ويحبذ الشاعرين الخراسانيين أخوان ثالث وشفيعي كدكني».
وعن الأدب العالمي «قرأ خامنئي من فيكتور هوغو وليون تولستوي وميخائيل شولوخوف، كما أنه وهو المعروف باحترافه قراءة الروايات، يفضل الروائي اليساري أحمد محمود على سائر الروائيين الإيرانيين»، ويذكر الكاتب بأن صدام حسين ومعمر القذافي أيضا كانا مولعين بالأدب، بل وكتبا الرواية والقصة.
ويذكر هوشانج أسدي في مذكراته «أن خامنئي قال له ذات مرة في السجن الانفرادي إنه إذا وصل الإسلام إلى السلطة فلن تذرف عيون المظلومين الدموع»، وأخبرني منظر الحركة الإصلاحية سعيد حجاريان الذي كان نائبا لوزارة الاستخبارات الإيرانية في فترة رئاسة خامنئي للبلاد، «أنه ذات مرة دخل عليه في مكتبه الرئاسي ورآه يقرأ كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني بالعربية».
سالت الدماء
ويشير عزيزي إلى أن خامنئي نسي أو تناسى كل ما فعله الأحوازيون والبلوش واليساريون بحقه عند الضيق في عهد الشاه، بعد أن تبوأ مناصب مهمة في إيران، ولم تذرف العيون الدموع وحسب، بل ذرفت الدم وسالت أنهار من دماء المناضلين الذين كانوا إلى جانب خامنئي ضد الشاه، وليس اليساريون والشيوعيون وحسب، بل الإسلاميون المختلفون مع السلطة، وكذلك القوميون من الشعوب غير الفارسية، وجميع أصحاب الرأي الآخر.
ويؤكد أن مذبحة السجون الإيرانية في صيف 1988 وإعدام نحو 5000 سجين، من منظمة «مجاهدي خلق» والأحزاب اليسارية الذين كانوا يقضون فترة اعتقالهم، تنسف كل ما كان يدعيه خامنئي وزملاؤه الدينيون في عهد الشاه، وقد حدثت هذه المذبحة إبان تصديه لرئاسة إيران.
وفي عام 1992 اتهمت محكمة في ألمانيا المرشد علي خامنئي ومسؤولين آخرين بالضلوع في اغتيال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني صادق شرفكندي واثنين آخرين من قياديي الحزب وهما همايون أردلان وفتاح عبدلي، وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز» أن المنشق من وزارة الاستخبارات الإيرانية عبدالقاسم مصباحي اتهم خامنئي بأنه العامل الرئيس في تفجير مبنى «آميا» واغتيال 85 أرجنتينيا من أصل يهودي العام 1994.
طاغية دميم
وحسب المحلل الأحوازين فإن عمليات الاغتيالات السياسية في الداخل والخارج وإصدار أوامره بقمع الانتفاضات والاحتجاجات السلمية خلال العقود الثلاث الماضية، مدى تحول خامنئي من مثقف «مرح وثرثار» إلى «طاغية دميم»، ففي عام 2000 صنفته لجنة حماية الصحفيين على أنه «أحد الأعداء الـ 10 لحرية التعبير»، وفي العام 2021 صنفته منظمة «مراسلون بلا حدود» ضمن «مفترسي حرية الإعلام في العالم».
أبرز جرائم خامنئي:
100 ألف قتيل وأكثر في اليمن بسبب أذرعه الحوثية.
30 ألف إيراني تم اغتيالهم في مذبحة 1988 الشهيرة.
25 ألفا قتلوا في سوريا بسبب الميليشيات التابعة له.
20 ألفا قتلوا في لبنان بسبب حزب الله الإرهابي الموالي له.
10 آلاف وأكثر قتلوا في العراق بأوامر إيرانية.
85 أرجنتينيا قتلوا في تفجير آميا عام 1994.
استبداد مطلق
يعتقد بعض المتخصصين في الفلسفة السياسية الإيرانية أن مبدأ «ولاية الفقيه المطلقة» المنصوص عليه في دستور إيران ويطبقه خامنئي بحذافيره، هو استمرار لـ «الشاهنشاهية» الاستبدادية المطلقة التي كانت سائدة لقرون عدة، ولم تستطع حتى ثورة مثل ثورة فبراير 1979 أن تستبدلها بمبدأ ديمقراطي.