جبل عفف على قائمة التراث العالمي!
الثلاثاء - 22 مارس 2022
Tue - 22 Mar 2022
هو عشق شاهق، وقطعة فنية فاتنة، أبدعها الله فكانت هبة السراة للخبت، حيث يطل مهيبا على شريط تهامة الساحلي، وهو أعلى قمة مطلة على البحر الأحمر في منطقة مكة المكرمة، يرتفع حوالي 2000م فوق سطح البحر، يرى صاعدوه البحر الأحمر بجواريه المنشآت كالأعلام، في ساعات الصحو، ويرى رواد ساحل البحر الأضواء الموقدة على قمم عفف، ويمتاز بتكوين طبيعي عجيب، فهو يمتد أفقيا على مساحة ربما تصل خمسة عشر كيلا، وله ارتفاعات متباينة، كذلك له امتداد عرضي على قممه المتفاوتة، حيث تشكل الفِراع جمع (فَرَعة) معظم تكويناته العليا، فيضم أكثر من 30 فرعة كانت آهلة بالسكان.
تحوي كل فرعة عددا من المزارع، وعددا من المنازل الأثرية المبنية بالحجر الطبيعي، تصل في بعض الفراع إلى تجمعات سكانية تضم أكثر من 40 دارة ما تزال قائمة إلى اليوم، ويشدهك الفن المعماري الذي يتخذ من التكوينات الصخرية المختلفة مادة أساسية في تكوين البناء، فإن كانت الصخرة مستوية من الأعلى؛ بنوا الدارة على استوائها، وإن كانت مجوفة كالكهف؛ بنوا على ذلك التجويف واستفادوا منه، وكذلك الصخور المتجاورة، واللافت أن الجبل يحوي أبنية لا يستطيع الإنسان اليوم بلوغها، فهي أبنية (معجزة) لا يجد الأهالي تفسيرا لبنائها في تلك الأماكن، وتدور حول بعضها قصص الجن والكنوز المحروسة!
يمتاز عفف أيضا بغطاء نباتي مميز، بين الأشجار المعمرة والموسمية، وبه أشجار نادرة، وهو أيضا قلعة حصينة للأحياء الأخرى التي ما تزال تعيش بين صخوره العظيمة وقممه النائفة، من أصغر الأحياء إلى النمر العربي الشهير، وبعض تكويناته الصخرية تحفظ المياه لمدد طويلة، كما أن به حوالي أربع عيون اثنتان منها دائمتان، واثنتان تستمران ستة أشهر بعد مواسم الأمطار، وبه حوالي ثماني آبار حفرها الأجداد، بعضها جفت وبعضها انهدمت، ويمكن تطوير أفكار المعمر أحمد بن عدوان الهلالي -يرحمه الله- بصناعة برك اسمنتية على التكوينات الصخرية لحفظ مياه الأمطار.
هذه التحفة الطبيعية ما تزال بكرا لم تمسها يد التنمية بعد، تحيط بها القرى من كل جهاتها، لكن ارتفاع عفف وعناده وجبروته جعله عصيا على التطويع، فقبل أكثر من عشرين عاما حاول المواطن حسين بن حريفش الهلالي فتح طريقه بجهوده الخاصة، وأنفق الكثير من الأموال على ذلك، لكن عفف كان صلفا جبارا، عانده حسين حتى استشهد -يرحمه الله- بين صخوره العصية وجنازير (الدركتل)، ثم جاء محب أعمال الخير النوعية، عاشق عفف، رجل الأعمال الشيخ قُليّل الهُلماني، وطوع جموح عفف بعدد من المعدات الحديثة، وظلت أشهرا في سجال بين صلفه وقوتها، لكن عشق عفف أثار أهله فاختلفت آراؤهم، ليجد الهلماني نفسه (على مضض) مجبرا على مغادرة الجبل الذي أسماه (فردوس الحياة الدنيا) من فرط محبته وتعلقه به، ووعد أن يعود إليه إذا زالت غمة الخلافات.
جبل عفف الواقع بين محافظتي أضم والليث في منطقة مكة المكرمة يستحق عناية الجهات المسؤولة في المنطقة، ونحن في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، عهد الرؤية المباركة 2030، الداعية بجرأة وذكاء إلى استثمار مكونات الوطن الطبيعية وتنميتها بما يخدم المواطن والسائح، فإن عفف يستحق أولا أن يؤهل لتسجيله ضمن قائمة التراث العالمي، لمميزاته الكثيرة التي ذكرت بعضها أعلاه، وأجزم أن عناية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل ستطوع جموح هذا الجبل الفاتن ليصبح معلما سعوديا عالميا، ومقصدا سياحيا مميزا في المنطقة، وقد لمست ذلك في حماسة واهتمام محافظ محافظة أضم الأستاذ عبدالله الفيفي ورئيس بلديتها المهندس عمر الزهراني.
ومن هذا المقام فإني أدعو وزارة السياحة ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان ووزارة النقل وإمارة منطقة مكة المكرمة إلى زيارة عفف والوقوف عليه على الطبيعة، وتأهيله عاجلا ليستفيد منه الأهالي، ويستفيد السياح والرياضيون وعلماء الآثار والأحياء والتاريخ، والإعلاميون، والشعراء والأدباء، وعشاق المغامرات وتحدي القمم الشامخة، وعشاق الطبيعة البكر بكل سحرها وجمالها، فأهلا بكم سلفا في عفف، كذلك فإن حسابي على تويتر يحوي وسم #جبل_عفف، مدعما ببعض الصور والمقاطع التي تعطي بعض التصور، ولا يبوح بكل التفاصيل إلا عفف!
@ahmad_helali
تحوي كل فرعة عددا من المزارع، وعددا من المنازل الأثرية المبنية بالحجر الطبيعي، تصل في بعض الفراع إلى تجمعات سكانية تضم أكثر من 40 دارة ما تزال قائمة إلى اليوم، ويشدهك الفن المعماري الذي يتخذ من التكوينات الصخرية المختلفة مادة أساسية في تكوين البناء، فإن كانت الصخرة مستوية من الأعلى؛ بنوا الدارة على استوائها، وإن كانت مجوفة كالكهف؛ بنوا على ذلك التجويف واستفادوا منه، وكذلك الصخور المتجاورة، واللافت أن الجبل يحوي أبنية لا يستطيع الإنسان اليوم بلوغها، فهي أبنية (معجزة) لا يجد الأهالي تفسيرا لبنائها في تلك الأماكن، وتدور حول بعضها قصص الجن والكنوز المحروسة!
يمتاز عفف أيضا بغطاء نباتي مميز، بين الأشجار المعمرة والموسمية، وبه أشجار نادرة، وهو أيضا قلعة حصينة للأحياء الأخرى التي ما تزال تعيش بين صخوره العظيمة وقممه النائفة، من أصغر الأحياء إلى النمر العربي الشهير، وبعض تكويناته الصخرية تحفظ المياه لمدد طويلة، كما أن به حوالي أربع عيون اثنتان منها دائمتان، واثنتان تستمران ستة أشهر بعد مواسم الأمطار، وبه حوالي ثماني آبار حفرها الأجداد، بعضها جفت وبعضها انهدمت، ويمكن تطوير أفكار المعمر أحمد بن عدوان الهلالي -يرحمه الله- بصناعة برك اسمنتية على التكوينات الصخرية لحفظ مياه الأمطار.
هذه التحفة الطبيعية ما تزال بكرا لم تمسها يد التنمية بعد، تحيط بها القرى من كل جهاتها، لكن ارتفاع عفف وعناده وجبروته جعله عصيا على التطويع، فقبل أكثر من عشرين عاما حاول المواطن حسين بن حريفش الهلالي فتح طريقه بجهوده الخاصة، وأنفق الكثير من الأموال على ذلك، لكن عفف كان صلفا جبارا، عانده حسين حتى استشهد -يرحمه الله- بين صخوره العصية وجنازير (الدركتل)، ثم جاء محب أعمال الخير النوعية، عاشق عفف، رجل الأعمال الشيخ قُليّل الهُلماني، وطوع جموح عفف بعدد من المعدات الحديثة، وظلت أشهرا في سجال بين صلفه وقوتها، لكن عشق عفف أثار أهله فاختلفت آراؤهم، ليجد الهلماني نفسه (على مضض) مجبرا على مغادرة الجبل الذي أسماه (فردوس الحياة الدنيا) من فرط محبته وتعلقه به، ووعد أن يعود إليه إذا زالت غمة الخلافات.
جبل عفف الواقع بين محافظتي أضم والليث في منطقة مكة المكرمة يستحق عناية الجهات المسؤولة في المنطقة، ونحن في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، عهد الرؤية المباركة 2030، الداعية بجرأة وذكاء إلى استثمار مكونات الوطن الطبيعية وتنميتها بما يخدم المواطن والسائح، فإن عفف يستحق أولا أن يؤهل لتسجيله ضمن قائمة التراث العالمي، لمميزاته الكثيرة التي ذكرت بعضها أعلاه، وأجزم أن عناية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل ستطوع جموح هذا الجبل الفاتن ليصبح معلما سعوديا عالميا، ومقصدا سياحيا مميزا في المنطقة، وقد لمست ذلك في حماسة واهتمام محافظ محافظة أضم الأستاذ عبدالله الفيفي ورئيس بلديتها المهندس عمر الزهراني.
ومن هذا المقام فإني أدعو وزارة السياحة ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان ووزارة النقل وإمارة منطقة مكة المكرمة إلى زيارة عفف والوقوف عليه على الطبيعة، وتأهيله عاجلا ليستفيد منه الأهالي، ويستفيد السياح والرياضيون وعلماء الآثار والأحياء والتاريخ، والإعلاميون، والشعراء والأدباء، وعشاق المغامرات وتحدي القمم الشامخة، وعشاق الطبيعة البكر بكل سحرها وجمالها، فأهلا بكم سلفا في عفف، كذلك فإن حسابي على تويتر يحوي وسم #جبل_عفف، مدعما ببعض الصور والمقاطع التي تعطي بعض التصور، ولا يبوح بكل التفاصيل إلا عفف!
@ahmad_helali