إيمان أشقر

أهمية اتخاذ القرار

السبت - 19 مارس 2022

Sat - 19 Mar 2022

القرار الأهم من أن نبدأ هو متى نبدأ.

لا ينفع أن تقرر ممارسة رياضة المشي مثلا وتبدأ في نهار قائظ في منتصف الظهيرة، لأنك لا محالة ستتعب وتلقي التهمة على قرار ممارسة الرياضة.

كذلك لا ينفع أن تقرر السفر بحرا في يوم عاصف وحين تغرق سفينتك تلقي التهمة على الموج.

التوقيت مهم، خارطة الطريق مهمة، والأهم أن نعرف إجابة السؤال (لماذا نأخذ هذا القرار أو ذاك؟!).

تحية الصباح هي أول قرار (وفي عقيدتنا صلاة الفجر هي أول قرار وبعدها يتضح الطريق).

كان لأحد الأصدقاء عادة جميلة، حيث قرر أن يكون يوم الأربعاء يوم الأصدقاء، تجده في كل أربعاء يتواصل هاتفيا مع أحد أصدقائه لم يسمع عنه منذ زمن وإن أمكن اللقاء فاللقاء أجمل.

لم يكن يؤمن برسائل التواصل (في بداياتها) وأتمنى أن يكون كذلك إلى الآن.

اتخاذ القرار بأن لا نجعل الوصل بأمر من التكنولوجيا، أن لا نسمح بالتغيير أن يبعدنا عن من نحب، أن لا نجعل الإيموجي (صور الهاتف) هي البديل عن قلوبنا وكلماتنا (نحتاج لكلمات ليست كالكلمات).

بعض القرارت تحتاج الشورى والمشاركة، بعضها لا يحتمل التأجيل، وبعضها وليد اللحظة تكون أو لا تكون.

أفضل القرارت هو قرار أن نختار لأنفسنا ما يليق بها، قرار أن لا تكون لقلوبنا قيود مفتاحها بيد الآخر.

قرار ما يعجبني أهم من أن يعجب الآخرين قد يكون قرارا خاطئا في بعض الأحيان، لذا فالقرار الصائب هو ما وافق الحق والمنطق وإن كان عكس رياح قلوبنا وأهوائنا.

في رحلة العمر اتخذنا الكثير من القرارت، بعضها أصاب هدفا وبعضها أصابنا في مقتل، والموجع في الأمر أن القرارات دائما ذات اتجاه واحد لا تقبل الالتفات، كحال سهم فارق قوسه لا يملك طريق العودة.

يقولون في الحب «الأمر ليس بيدي، لا أملك خيرة ولا قرارا، ليس اختيارا كان ولكنه سهما أصاب». قد لا نملك القرار حقا ولكنها المشيئة والقضاء الذي حين قدّر نزل.

لذا قبل اتخاذ أي قرار علينا بالهدوء وعقد نية الخيرة والتوكل على الله، ويبقى القرار والنتيجة بيد صاحب الأمر الخبير الحكيم الذي لا مرد لقضائه.

اللهم توكلنا عليك في أول الأمر وآخره، اللهم قدر لنا من الأمور أحسنها كما يرضيك، اللهم آمين.

@DrEmanMA