احسدني ولا تعطف عليّ
الخميس - 17 مارس 2022
Thu - 17 Mar 2022
يعطف على الفقير ويحسد الغني! أثار فضولي هذا الفعل لمعرفة الدافع من ورائه، يتصرف معظم الناس بهذه الطريقة، يعطفون على الفقير، يتصدقون، يكرمونه، أما في الجانب المقابل يحسدون الغني، وينتظرون زلاته وأخطاءه، ويستغلونه عند أضعف نقطة، لنتوقف قليلا ونتساءل ما الدافع خلف هذا التصرف؟ هل هو ديننا الذي أوجب علينا الزكاة أم عاداتنا وثقافتنا التي وجهتنا كيف نتعامل مع هذين الصنفين من الناس؟ّ! هنا أنا لا أقصد بالغني فاحش الثراء، إنما أي شخص هو أغنى منك بقليل وأي شخص أفقر منك بقليل، تساءلت بيني وبين نفسي إن كان الدين دافعهم؛ فالدين يعلمنا أن نحترم الجميع حتى الكافر! وأن نبغض الحسد كما جاء في القرآن الكريم تحديدا سورة النساء {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ * فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا}.
وأما ما جاء في الأحاديث، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلاَ تَحَسَّسُوا وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا» (رواه البخاري ).
نبذ الحسد جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية في مواضع كثيرة، وإن دل على شيء دل على خطورة الحسد على المجتمع وعلى الشخص ذاته، فآثاره قد تمتد للكفر بالنعمة، إذن الجواب في الصنف الثاني هي تربية مجتمعية تربي أطفالها على الحسد وبغض من هم أفضل منهم حالا، تربية المقارنة التي أنشئت في نفوس الأطفال الحسد دون أن يعوا خطورتها، أن تقارن طفلك بطفل آخر سواء أخيه أو قريبه أو ابن جارك، هنا أنت خلقت الحسد في نفس الطفل، ربيته أن يظل عمره كله يبحث عن النقص في كمال الآخرين وإذا وجد ذلك النقص رمى عليهم سهام الحسد دون أن يدرك أن السهم سيعود إليه لا محالة.
أما من الجانب الآخر هل حقا هنالك عطف على الفقير! أم الدافع مختلف عن ذلك، دعونا نفكر هل أخلاق الحاسد قد يجتمع فيه عطف على الفقير ورأفة بحاله، أم هو شيء آخر أعمق من ذلك، هنا لا أتحدث عن الكل إنما عن البعض، فالبعض من الناس يتصدق ويعطي من ماله وما يملك، ظنا بأنه متفضل على ذلك الفقير ويشعر بالخيلاء إزاء ذلك، وكأنه أصبح لديه قوة وسلطة، شعور التخمة في النفس شعور لذيذ لكن كالطعام السام سيصيبك بالتسمم يوما ما، تسمم في النفس والأخلاق والشخصية، هنا أقول لما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم «سبعة يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه.. فذكر الحديث، وفيه: ورجلٌ تصدَّق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه» متفقٌ عليه. إذن يا سادة يا كرام، الدين هذب لنا أنفسنا وعلمنا مكارم الأخلاق لكن لا زال هنالك بضع من البشر يسعون وراء شهوات الأنفس باسم الدين.
وأما ما جاء في الأحاديث، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلاَ تَحَسَّسُوا وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا» (رواه البخاري ).
نبذ الحسد جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية في مواضع كثيرة، وإن دل على شيء دل على خطورة الحسد على المجتمع وعلى الشخص ذاته، فآثاره قد تمتد للكفر بالنعمة، إذن الجواب في الصنف الثاني هي تربية مجتمعية تربي أطفالها على الحسد وبغض من هم أفضل منهم حالا، تربية المقارنة التي أنشئت في نفوس الأطفال الحسد دون أن يعوا خطورتها، أن تقارن طفلك بطفل آخر سواء أخيه أو قريبه أو ابن جارك، هنا أنت خلقت الحسد في نفس الطفل، ربيته أن يظل عمره كله يبحث عن النقص في كمال الآخرين وإذا وجد ذلك النقص رمى عليهم سهام الحسد دون أن يدرك أن السهم سيعود إليه لا محالة.
أما من الجانب الآخر هل حقا هنالك عطف على الفقير! أم الدافع مختلف عن ذلك، دعونا نفكر هل أخلاق الحاسد قد يجتمع فيه عطف على الفقير ورأفة بحاله، أم هو شيء آخر أعمق من ذلك، هنا لا أتحدث عن الكل إنما عن البعض، فالبعض من الناس يتصدق ويعطي من ماله وما يملك، ظنا بأنه متفضل على ذلك الفقير ويشعر بالخيلاء إزاء ذلك، وكأنه أصبح لديه قوة وسلطة، شعور التخمة في النفس شعور لذيذ لكن كالطعام السام سيصيبك بالتسمم يوما ما، تسمم في النفس والأخلاق والشخصية، هنا أقول لما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم «سبعة يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه.. فذكر الحديث، وفيه: ورجلٌ تصدَّق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه» متفقٌ عليه. إذن يا سادة يا كرام، الدين هذب لنا أنفسنا وعلمنا مكارم الأخلاق لكن لا زال هنالك بضع من البشر يسعون وراء شهوات الأنفس باسم الدين.