عام القهوة السعودية".. تتويج لقيمة البنّ وتقدير لعادة المجتمع

الخميس - 17 مارس 2022

Thu - 17 Mar 2022

استراتيجية مبتكرة تنتهجها وزارة الثقافة لتسليط الضوء على الأحداث الثقافية المهمة لجعلها نمط حياة؛ حيث تخصص الوزارة عاماً كاملاً لحدث ثقافي مهم بغرض التعامل معه لحظة بلحظة والوقوف على دلالاته الأصيلة لخلق مساحات مستوحاة من الثقافة المحلية نحو رحلة استكشافية لمواطن الجمال ومعاني الحداثة وانعكاسات الفنون والممارسات الإبداعية.

وقد بدأت الوزارة هذا النهج بتسمية عام 2020 بـ "عام الخط العربي" وامتد للعام الذي يليه؛ في محطات تتكفل بتوثيق أوتاد اللغة وتراكيب الحرف والكلمة العربية، ومن السفر عبر الأبجديات إلى وجهة الجلوس عند رمزية الكرم ولغة الترحاب، حين أسمت وزارة الثقافة عام 2022 بعام القهوة السعودية، ويأتي ذلك مبرهناً على قيمة القهوة السعودية لتلوين 365 يوماً بألوان تراث اجتماعي أصيل يجمع المزاج والحفاوة وكرم الضيافة.

وتعد تسمية عام 2022م بعام القهوة السعودية بمثابة تتويج لمكانة البنّ وطقوسه وتمثيله كأيقونة أساسية في حكايات وتفاصيل ذاكرة المملكة، وكذلك مساحة لنهج الوزارة في كيفية التعاطي مع مكونات الهوية وتداولها على نطاق أوسع، في فضاء يعكس تقدير المجتمع المتجذر مع عاداته وتقاليده.

وتعدّ زراعة البنّ في المملكة من أهم المشاريع التنموية، بعد تخصيص عدد من البرامج والمبادرات وتحويل 60 مزرعة بنّ إلى حقول نموذجية، بالإضافة لدخول البنّ ضمن مشاريع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد"، وتدشين مشروع مدينة البنّ التنموية في منطقة الباحة، وإنشاء وحدة أبحاث البنّ في مركز الأبحاث الزراعية بجازان.

وبفضل أنّ المملكة تأتي ضمن أكثر عشر دول استهلاكاً للقهوة بحجم استهلاك سنوي محلي قدره مليار ريال؛ فإنّ القهوة السعودية كمسمى لعام 2022م؛ تتخذ رافداً لوجستياً ومساراً يثبت أنّ الثقافة هي القيمة والاستثمار العميق ومديد الأثر.