عنونة (واس) خلقت إشكالا في التلقي!
الثلاثاء - 15 مارس 2022
Tue - 15 Mar 2022
(السعودية تنفذ حكم الإعدام في 81 شخصا اعتنقوا الفكر الضال) هكذا جاءت معظم عناوين وسائل الإعلام، حول خبر تنفيذ حكم الله في الإرهابيين الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من رجال الأمن والمواطنين والمقيمين، وهذا العنوان المتداول سبب إشكالا لدى كثير من المتلقين للخبر، سواء أكانوا من محبي السعودية أم من مبغضيها أم من المحايدين؛ لأن قضية ضلال الأفكار وهداها قضية نسبية بين أفهام الناس، والمؤسف أن الصياغة الأولى للخبر جاءت من وكالة الأنباء السعودية (واس) التي بثت الخبر تحت (عام/ وزارة الداخلية: تنفيذ حكم القتل بعدد ممن اعتنقوا الفكر الضال والمناهج والمعتقدات المنحرفة الأخرى).
السعودية لم تنفذ حكم القصاص في هؤلاء المدانين لأنهم اعتنقوا فكرا تراه السعودية ضالا، فنحن والمنصفون نعلم أن السعودية عفت عن كثيرين اعتنقوا أفكارا ضالة وإرهابية، وتراجعوا عنها ذاتيا أو من خلال لجان المناصحة، ولأن أيديهم لم تكن ملطخة بدماء الناس أو بتدمير الممتلكات العامة، أو لم يخونوا الوطن بالتخابر مع جهات معادية صدر العفو عنهم، فالمملكة لا تقتل الناس على أفكارهم، لكن هذا العنوان العريض تسبب في استفهامات القراء، واستغراب بعضهم، وفرح آخرين!
صياغة العناوين والمانشيتات الصحفية فن عريق، وأثير لدى كثير من الإعلاميين، خاصة أولئك المغرمين بالإثارة، لاستفزاز فضول القراء وتشويقهم إلى قراءة الأخبار تحت تلك العناوين المثيرة، لكن ليست كل الأخبار مناسبة للإثارة، فقارئ اليوم ليس كقارئ الأمس خاصة في ظل الإعلام الجديد؛ لأن كثيرا من القراء يكتفي بتلك الجرعة الخبرية في العنوان أو في بداية رابط الخبر، ويبني عليها أحكامه أو انطباعاته، وهذا ما شاهدته في كثير من الردود على التغريدات التي كتبت الخبر كما بثته واس، حتى أن مغردين سعوديين ومحبين للسعودية هاجموا بعض المحطات الإخبارية (المريبة) ظنا منهم بأنها تعمدت إيراد العنوان لأغراض أخرى، وكذلك اضطرار كثيرين إلى متابعة بعض الحسابات للتصويب ونشر التفاصيل الموثقة!
من جهة أخرى عمدت بعض الصحف والمحطات الإخبارية إلى تجاوز صياغة (واس) وحرروا عنوان الخبر بطريقة احترافية بصيغ مختلفة مثل: (السعودية تنفذ حكم الإعدام في 81 إرهابيا) وآخر (السعودية تنفذ حكم الإعدام في 81 مدانا بقضايا إرهابية) وآخرون استبدلوا مدانا/ بـ (متهما)، والإدانة أدق في مثل هذا الخبر؛ لأن المتهمين خضعوا للتحقيق ومحاكمات قضائية عادلة.
وعلى كل حال، يجدر أن يتنبه الإعلاميون إلى قضايا العنونة في الإعلام الجديد، وأن تكون الدقة سيدة الموقف في مثل هذه الأخبار المهمة الحساسة، وكذلك أن يأخذ المحررون في اعتبارهم أحوال المتلقي في هذه المرحلة، فإضافة إلى الكسل عن مطالعة التفاصيل، ينشط المتربصون لاصطياد أي عنوان (مشكل)، وهذا ما فعلوه، فقد طاروا به بهدف الإساءة إلى بلادنا وشعبنا، ومضوا يعرضونه أمام جماهيرهم المنقادة عاطفيا، التي تكتفي بالنظرة الأولى إلى العنوان ولا تلتفت إلى التفاصيل ولا إلى التصويبات اللاحقة!
حفظ الله الوطن وقيادته وشعبه من كل سوء، ووفق حكومتنا إلى اجتثاث شرور الخيانة والإرهاب، وقد قرت أعيننا بتنفيذ حكم القتل بالمجرمين الآثمين الملطخة أيديهم بقضايا الدماء البريئة، وخيانة الوطن، وهو حكم عادل يؤكد الحزم في حماية الوطن وصيانة أمنه من كل مارق أيا كان مذهبه أو عرقه أو جنسيته أو مكانته، فالوطن وأمنه فوق الجميع.
@ahmad_helali
السعودية لم تنفذ حكم القصاص في هؤلاء المدانين لأنهم اعتنقوا فكرا تراه السعودية ضالا، فنحن والمنصفون نعلم أن السعودية عفت عن كثيرين اعتنقوا أفكارا ضالة وإرهابية، وتراجعوا عنها ذاتيا أو من خلال لجان المناصحة، ولأن أيديهم لم تكن ملطخة بدماء الناس أو بتدمير الممتلكات العامة، أو لم يخونوا الوطن بالتخابر مع جهات معادية صدر العفو عنهم، فالمملكة لا تقتل الناس على أفكارهم، لكن هذا العنوان العريض تسبب في استفهامات القراء، واستغراب بعضهم، وفرح آخرين!
صياغة العناوين والمانشيتات الصحفية فن عريق، وأثير لدى كثير من الإعلاميين، خاصة أولئك المغرمين بالإثارة، لاستفزاز فضول القراء وتشويقهم إلى قراءة الأخبار تحت تلك العناوين المثيرة، لكن ليست كل الأخبار مناسبة للإثارة، فقارئ اليوم ليس كقارئ الأمس خاصة في ظل الإعلام الجديد؛ لأن كثيرا من القراء يكتفي بتلك الجرعة الخبرية في العنوان أو في بداية رابط الخبر، ويبني عليها أحكامه أو انطباعاته، وهذا ما شاهدته في كثير من الردود على التغريدات التي كتبت الخبر كما بثته واس، حتى أن مغردين سعوديين ومحبين للسعودية هاجموا بعض المحطات الإخبارية (المريبة) ظنا منهم بأنها تعمدت إيراد العنوان لأغراض أخرى، وكذلك اضطرار كثيرين إلى متابعة بعض الحسابات للتصويب ونشر التفاصيل الموثقة!
من جهة أخرى عمدت بعض الصحف والمحطات الإخبارية إلى تجاوز صياغة (واس) وحرروا عنوان الخبر بطريقة احترافية بصيغ مختلفة مثل: (السعودية تنفذ حكم الإعدام في 81 إرهابيا) وآخر (السعودية تنفذ حكم الإعدام في 81 مدانا بقضايا إرهابية) وآخرون استبدلوا مدانا/ بـ (متهما)، والإدانة أدق في مثل هذا الخبر؛ لأن المتهمين خضعوا للتحقيق ومحاكمات قضائية عادلة.
وعلى كل حال، يجدر أن يتنبه الإعلاميون إلى قضايا العنونة في الإعلام الجديد، وأن تكون الدقة سيدة الموقف في مثل هذه الأخبار المهمة الحساسة، وكذلك أن يأخذ المحررون في اعتبارهم أحوال المتلقي في هذه المرحلة، فإضافة إلى الكسل عن مطالعة التفاصيل، ينشط المتربصون لاصطياد أي عنوان (مشكل)، وهذا ما فعلوه، فقد طاروا به بهدف الإساءة إلى بلادنا وشعبنا، ومضوا يعرضونه أمام جماهيرهم المنقادة عاطفيا، التي تكتفي بالنظرة الأولى إلى العنوان ولا تلتفت إلى التفاصيل ولا إلى التصويبات اللاحقة!
حفظ الله الوطن وقيادته وشعبه من كل سوء، ووفق حكومتنا إلى اجتثاث شرور الخيانة والإرهاب، وقد قرت أعيننا بتنفيذ حكم القتل بالمجرمين الآثمين الملطخة أيديهم بقضايا الدماء البريئة، وخيانة الوطن، وهو حكم عادل يؤكد الحزم في حماية الوطن وصيانة أمنه من كل مارق أيا كان مذهبه أو عرقه أو جنسيته أو مكانته، فالوطن وأمنه فوق الجميع.
@ahmad_helali