إسماعيل محمد التركستاني

القيادات الصحية في زمن الخصخصة

الثلاثاء - 15 مارس 2022

Tue - 15 Mar 2022

الممارس الصحي السعودي أصبح الرقم الواحد في الرعاية الصحية للنظام الصحي السعودي.

على مدار العقود الثلاثة الماضية، استطاع النظام الصحي من بناء جيل من الممارسين الصحيين القادرين على إحداث تطور رائع في الخدمات الصحية.

أداء الممارس الصحي أصبح محل تقدير، حيث تشاهد الاحترافية في الأداء المهني والإنسانية الرحيمة التي يحملها الممارس الصحي.

بكل تقدير أكتب عن أداء الممارس الصحي وخاصة في مجال التمريض، المهنة التي أطلق لقب ملائكة الرحمة على كل من انتسب إليها.

نعم، شاهدت مرات عديدة، كيف يهرول الممرض ليقوم بإسعاف المريض. نشاهد أيضا تميز الأخصائي السعودي في مجالات صحية أخرى مثل المختبرات الطبية، الأشعة الطبية والعلاج الطبيعي. تعتمد المؤسسات الصحية (الحكومية خاصة) اعتمادا كبيرا على أداء الممارس الصحي السعودي في تقديم أفضل الخدمات الصحية.

من خبرتي في مجال الرعاية الصحية والتي تمتد لأكثر من 30 عاما، أجد نفسي أمام مشاهدات عديدة من القيادات الصحية التي تعاملت معها مباشرة، نعم، تعاملت مع قيادات صحية، ما زلت أتذكر وأفتخر بما قاموا به من أعمال مميزة خلال فترة عملهم في القيادة الصحية. ما زالت إيجابيات تلك الأعمال مستمرة ولها وقعها الرائع في نفوس الزملاء والمنشآت الصحية المختلفة وفي حياة المجتمع أيضا.

في المقابل، تعاملت مع قيادات صحية أخرى، كنت أستغرب في كيفية وصولهم إلى المناصب القيادية في المنشآت الصحية! حيث إنهم، تركوا من خلفهم كما من السلبيات الفنية والإدارية! وتكون النهاية لهم وكما هو معروف إعفاء من المنصب!

في العديد من مقالاتي السابقة تطرقت إلى أهمية اختيار القيادات الصحية، ذكرت فيها أهمية وجود معايير ثابتة لها، بناء عليها يتم اختيار القيادات الصحية المميزة.

في السابق، كان اختيار القيادات الصحية لبعض المنشآت الصحية (المستشفيات الرئيسة بالمنطقة) يتم بناء على معايير معينة ويتم اعتمادها من قبل وزير الصحة شخصيا. شاهدت أيضا أن معظم القيادات التي يتم ترشيحها من جهات أخرى (لا داعي لذكرها) كانت قيادات فاشلة للأسف!

باختصار، في مرحلة الخصخصة، سوف تكون هناك ميزات مالية كبيرة للقيادات الصحية في التجمعات الصحية، والتي سوف يتطلع إليها الكثير ممن هم من خارج المهن الصحية (خاصة ممن يعمل في الجامعات). اختيار الأشخاص لتلك المناصب القيادية، قد يكون أحيانا مرتبطا بالواسطة والمعرفة (مقال صحفي بقلمي: المسألة من تعرف)!

أخيرا، الاختيار العشوائي للقيادات الصحية والمبني على (الشللية) قد تكون لها سلبيات كثيرة على أداء الممارس الصحي السعودي والذي سينعكس سلبا على الرعاية الصحية بشكل عام، أليس كذلك!