النظام الاقتصادي في الإسلام
الثلاثاء - 15 مارس 2022
Tue - 15 Mar 2022
للنظام الاقتصادي أهمية خاصة في الشريعة الإسلامية وفي حياة المسلم واستقرار المجتمع وتطور المعيشة؛ لذا تم تحديد أسس اقتصادية في القرآن والسنة وتوضيح معالمها وأخلاقياتها عن طريق القوانين والأحكام والمفاهيم المتعلقة بالعمل والإنتاج والإنفاق والاستهلاك والتعامل مع المال والثروة ونظام المواريث بدعم من كتاب الله وسنة نبيه الكريم؛ لأنه رباني النشأة ومبني على المبادئ الإسلامية السمحة.
وسوف نوضح الفرق بين مذهب وعلم الاقتصاد في الآتي:
- المذهب الاقتصادي: هو طريقة تنظيم الحياة الاقتصادية وفقا للعدالة وتصوراتها.
- علم الاقتصاد: ليس له طريقة تنظيم ويعتمد على الطرق المتبعة في المجتمعات بدراسة نتائجها وآثارها والعالم الطبيعي.
والاقتصاد الإسلامي عبارة عن مذهب اقتصادي وليس علما اقتصاديا فرض لينظم الحياة الاقتصادية وفقا لتصوراته عن العدالة ووجهة نظر الإسلام فيها وطريقة التنظيم الخاصة بالحياة الاقتصادية للمسلم.
ونبدأ بأسس النظام الاقتصادي في الإسلام وهي:-
1 - العمل: هو من المهام الأساسية للمسلم لتوفير مستلزمات الحياة له ولمن يعول، ولقد أمرنا الله عز وجل في القرآن الكريم بالعمل في قوله تعالى «هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ * وَإِلَيْهِ النُّشُورُ»، هذا بالإضافة إلا أن العمل عبادة وفيه عمارة للأرض ويحقق للمسلم الأمن الاجتماعي والاستقرار المالي.
2 - حق الملكية الفردية للمسلم: حددت الشريعة الإسلامية قوانين لحماية الملكية الفردية للمسلم الذي من حقه العمل والإنتاج والتملك حتى عن طريق الميراث أو الهبة أو الوقف لقول الله تعالى في تحريم أكل أموال الناس «وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ».
3 - الملكية العامة: يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: «المسلِمونَ شُركاءُ في ثلاث، في الكَلَأ، والماءِ، والنَّار» (المحدث الألباني-صحيح الترغيب) وهي المرافق العامة مثل الكلأ: كالمراعي والأعشاب التي لا يملكها أحد في الأرض، والماء: مثل مياه الأمطار والأنهار والبحار والعيون التي لم يسع أحد في حفرها، والنار: أي فيما ينتفع به ويستخدم للنار كالأشجار والحطب والنفط والفحم وما شابهه فهي ملكية عامة للمسلمين.
4 - تحريم الاحتكار والربا والتلاعب بالأسعار والأجور: والاحتكار ظاهرة غير إنسانية حاربها الإسلام والتي تسبب غلاء الأسعار وظهور الأسواق السوداء في العصر الحديث لزيادة الأرباح وتسهم في البطالة والفساد والفقر والغش لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «مَن دخلَ في شيء من أسعارِ المسلمينَ ليُغْليَهُ علَيهِم فإن حقا علَى اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى أن يُقْعِدَهُ بعِظَم منَ النَّارِ يومَ القيامةِ» (المحدث الوادعي- صحيح المسند) وأما الربا فهو محرم لقول الله تعالى «وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا» لأن البيع عمل وأبواب رزق للمسلمين أما الربا فهو تبلد وكسب بغير عمل أو جهد.
5 - فرض الزكاة وإقرانها بالصلاة: هي الركن الثالث من أركان الإسلام؛ حيث جعلها الدين الإسلامي واجبة وأقرنها بالصلاة دائما لقول الله تعالى «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ» ولدورها في تماسك وترابط أفراد المجتمع وبث التعاون وإزالة الأحقاد من قلوب الفقراء والكبر من قلوب الأغنياء.
6 - تنظيم الإنتاج والادخار والاستهلاك والإنفاق: وذلك للحفاظ على استقرار اقتصاد الفرد والمجتمع وتجنب المخاطر الصحية والاجتماعية، كما في قول الله تعالى لسيدنا داوود «أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ * وَاعْمَلُوا صَالِحًا * إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» والتقدير هنا بمعنى الإحكام والإجادة وحسن التفكير في الإنتاج، وقول المصطفى عليه الصلاة والسلام «إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ» (صحيح مسلم) لعدم إضاعة المال، وأما في قوله تعالى «وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا» فذلك لوسطية الاستهلاك والإنفاق وعدم الإسراف.
7 - مبدأ الكفالة والضمان: الكفالة هي عقد بين طرفين يكفل أحدهما تنفيذ شرط محدد للآخر، أما الضمان فهو عقد بين طرفين لضمان أحدهما تحقيق شيء ما للآخر متفق عليه، مثل بيع السلع أو ضمان المصنع وهو من العقود الموثوقة، وكلاهما وسيلة لحفظ حقوق الطرفين، وللكفالة ذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى «قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ» ومعنى زعيم أي كفيل غارم، أما الضمان فقال الله فيه «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» والضمان هو ضمان ما قد وجب في العقود والوفاء به.
8 - نظام المواريث في الإسلام: فقد حدد الشرع نسب الميراث والمستحقين لها في القرآن الكريم لئلا يأكل القوي حق الضعيف في الميراث ودرء الشقاق والنزاع ولم يترك فيها بابا للرأي والهوى، كما كرم الإسلام المرأة بحقها في الميراث بعكس ما كان يحدث في الجاهلية، والآيات الدالة على تقسيم المواريث كثيرة ويمكن الرجوع لها في القرآن.
فوائد النظام الاقتصادي الإسلامي للمجتمع:
- غرس الأمانة والإخلاص والالتزام بين أفراد المجتمع الإسلامي والأخلاق الحسنة في التعامل من واقع مراقبة الله تعالى والخشية منه وتوضيح وحفظ وتنظيم حقوق أفراد المجتمع الإسلامي، ويمنع الفقر.
- ازدهار الاقتصاد الإسلامي وإتقان الإنتاج بما يعود على أفراد المجتمع بالنفع والفائدة وتشجيعهم على العمل وإتقانه والإعالة لشعورهم بأنهم أفراد منتجة وفعالة في الحياة.
- إزالة الفوارق الكبيرة بين الناس وأسباب الكراهية والأحقاد بين الفقراء والأغنياء وحفظ المجتمع الإسلامي من الجرائم الاجتماعية كما قال الله تعالى في كتابه الكريم «وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ» وقد وصفه الله بأنه حق أي جزء مقسوم ومعروف للسائل والمحروم.
- يساعد على تحقيق القوة المادية والدفاعية للدولة بما يكفل لها الأمن والحماية من الأعداء والمعتدين.
- تنظيم توزيع الثروات بطريقة عادلة لعدم الإضرار بالناس والأخلاق كي لا يكون بين الأغنياء فقط لقول الله تعالى «مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ * وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا * وَاتَّقُوا اللَّهَ * إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ».
وسوف أختم هذا المقال برأي الغرب في الاقتصاد الإسلامي:
حيث قال أستاذ الاقتصاد الفرنسي جاك أوستروي الذي بهره في الاقتصاد الإسلامي مواءمته وتوفيقه بين المصالح الخاصة والمصالح العامة، ينتهي في مؤلفه الإسلام في مواجهة النمو الاقتصادي إلى: إن طرق الإنماء الاقتصادي ليست محصورة بين الاقتصادين المعروفين الرأسمالي والاشتراكي، بل هناك اقتصاد ثالث راجح هو الاقتصاد الإسلامي الذي يرى هذا المستشرق أنه سيسود المستقبل، لأنه على حد تعبيره أسلوب كامل للحياة، يحقق كافة المزايا ويتجنب كافة المساوئ.
أما البروفيسور وسيلوزيجيريسكي يقول: إنني رجل متخصص في الحضارة والاجتماع، وقد أدهشتني النظم الاجتماعية التي يقررها الإسلام وعلى الأخص الزكاة وتشريع المواريث وتحريم الربا وتحريم الحروب العدوانية، ووجدت نفسي على توافق مع الإسلام ومبادئه التي كنت آلفها من مطلع حياتي، فلا عجب أن دخلت هذا الدين وأخلصت له.
ويقول المستشرق الفرنسي روجين جارودي: الاقتصاد الإسلامي يهدف إلى التوازن ولا يمكن أن يتفق مع الرأسمالية والشيوعية بحال من الأحوال وميزته الأساسية أنه لا يخضع للآليات العمياء، وإنما هو متسق ومحكوم بغايات إنسانية ومقاصد إلهية مترابطة لا انفصام فيها.
ونحن نقول الحمد لله على نعمة الإسلام التي أكرمنا بها الله وفضلنا على كثير من الخلق في الدنيا والآخرة.
وسوف نوضح الفرق بين مذهب وعلم الاقتصاد في الآتي:
- المذهب الاقتصادي: هو طريقة تنظيم الحياة الاقتصادية وفقا للعدالة وتصوراتها.
- علم الاقتصاد: ليس له طريقة تنظيم ويعتمد على الطرق المتبعة في المجتمعات بدراسة نتائجها وآثارها والعالم الطبيعي.
والاقتصاد الإسلامي عبارة عن مذهب اقتصادي وليس علما اقتصاديا فرض لينظم الحياة الاقتصادية وفقا لتصوراته عن العدالة ووجهة نظر الإسلام فيها وطريقة التنظيم الخاصة بالحياة الاقتصادية للمسلم.
ونبدأ بأسس النظام الاقتصادي في الإسلام وهي:-
1 - العمل: هو من المهام الأساسية للمسلم لتوفير مستلزمات الحياة له ولمن يعول، ولقد أمرنا الله عز وجل في القرآن الكريم بالعمل في قوله تعالى «هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ * وَإِلَيْهِ النُّشُورُ»، هذا بالإضافة إلا أن العمل عبادة وفيه عمارة للأرض ويحقق للمسلم الأمن الاجتماعي والاستقرار المالي.
2 - حق الملكية الفردية للمسلم: حددت الشريعة الإسلامية قوانين لحماية الملكية الفردية للمسلم الذي من حقه العمل والإنتاج والتملك حتى عن طريق الميراث أو الهبة أو الوقف لقول الله تعالى في تحريم أكل أموال الناس «وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ».
3 - الملكية العامة: يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: «المسلِمونَ شُركاءُ في ثلاث، في الكَلَأ، والماءِ، والنَّار» (المحدث الألباني-صحيح الترغيب) وهي المرافق العامة مثل الكلأ: كالمراعي والأعشاب التي لا يملكها أحد في الأرض، والماء: مثل مياه الأمطار والأنهار والبحار والعيون التي لم يسع أحد في حفرها، والنار: أي فيما ينتفع به ويستخدم للنار كالأشجار والحطب والنفط والفحم وما شابهه فهي ملكية عامة للمسلمين.
4 - تحريم الاحتكار والربا والتلاعب بالأسعار والأجور: والاحتكار ظاهرة غير إنسانية حاربها الإسلام والتي تسبب غلاء الأسعار وظهور الأسواق السوداء في العصر الحديث لزيادة الأرباح وتسهم في البطالة والفساد والفقر والغش لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «مَن دخلَ في شيء من أسعارِ المسلمينَ ليُغْليَهُ علَيهِم فإن حقا علَى اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى أن يُقْعِدَهُ بعِظَم منَ النَّارِ يومَ القيامةِ» (المحدث الوادعي- صحيح المسند) وأما الربا فهو محرم لقول الله تعالى «وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا» لأن البيع عمل وأبواب رزق للمسلمين أما الربا فهو تبلد وكسب بغير عمل أو جهد.
5 - فرض الزكاة وإقرانها بالصلاة: هي الركن الثالث من أركان الإسلام؛ حيث جعلها الدين الإسلامي واجبة وأقرنها بالصلاة دائما لقول الله تعالى «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ» ولدورها في تماسك وترابط أفراد المجتمع وبث التعاون وإزالة الأحقاد من قلوب الفقراء والكبر من قلوب الأغنياء.
6 - تنظيم الإنتاج والادخار والاستهلاك والإنفاق: وذلك للحفاظ على استقرار اقتصاد الفرد والمجتمع وتجنب المخاطر الصحية والاجتماعية، كما في قول الله تعالى لسيدنا داوود «أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ * وَاعْمَلُوا صَالِحًا * إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» والتقدير هنا بمعنى الإحكام والإجادة وحسن التفكير في الإنتاج، وقول المصطفى عليه الصلاة والسلام «إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ» (صحيح مسلم) لعدم إضاعة المال، وأما في قوله تعالى «وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا» فذلك لوسطية الاستهلاك والإنفاق وعدم الإسراف.
7 - مبدأ الكفالة والضمان: الكفالة هي عقد بين طرفين يكفل أحدهما تنفيذ شرط محدد للآخر، أما الضمان فهو عقد بين طرفين لضمان أحدهما تحقيق شيء ما للآخر متفق عليه، مثل بيع السلع أو ضمان المصنع وهو من العقود الموثوقة، وكلاهما وسيلة لحفظ حقوق الطرفين، وللكفالة ذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى «قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ» ومعنى زعيم أي كفيل غارم، أما الضمان فقال الله فيه «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» والضمان هو ضمان ما قد وجب في العقود والوفاء به.
8 - نظام المواريث في الإسلام: فقد حدد الشرع نسب الميراث والمستحقين لها في القرآن الكريم لئلا يأكل القوي حق الضعيف في الميراث ودرء الشقاق والنزاع ولم يترك فيها بابا للرأي والهوى، كما كرم الإسلام المرأة بحقها في الميراث بعكس ما كان يحدث في الجاهلية، والآيات الدالة على تقسيم المواريث كثيرة ويمكن الرجوع لها في القرآن.
فوائد النظام الاقتصادي الإسلامي للمجتمع:
- غرس الأمانة والإخلاص والالتزام بين أفراد المجتمع الإسلامي والأخلاق الحسنة في التعامل من واقع مراقبة الله تعالى والخشية منه وتوضيح وحفظ وتنظيم حقوق أفراد المجتمع الإسلامي، ويمنع الفقر.
- ازدهار الاقتصاد الإسلامي وإتقان الإنتاج بما يعود على أفراد المجتمع بالنفع والفائدة وتشجيعهم على العمل وإتقانه والإعالة لشعورهم بأنهم أفراد منتجة وفعالة في الحياة.
- إزالة الفوارق الكبيرة بين الناس وأسباب الكراهية والأحقاد بين الفقراء والأغنياء وحفظ المجتمع الإسلامي من الجرائم الاجتماعية كما قال الله تعالى في كتابه الكريم «وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ» وقد وصفه الله بأنه حق أي جزء مقسوم ومعروف للسائل والمحروم.
- يساعد على تحقيق القوة المادية والدفاعية للدولة بما يكفل لها الأمن والحماية من الأعداء والمعتدين.
- تنظيم توزيع الثروات بطريقة عادلة لعدم الإضرار بالناس والأخلاق كي لا يكون بين الأغنياء فقط لقول الله تعالى «مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ * وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا * وَاتَّقُوا اللَّهَ * إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ».
وسوف أختم هذا المقال برأي الغرب في الاقتصاد الإسلامي:
حيث قال أستاذ الاقتصاد الفرنسي جاك أوستروي الذي بهره في الاقتصاد الإسلامي مواءمته وتوفيقه بين المصالح الخاصة والمصالح العامة، ينتهي في مؤلفه الإسلام في مواجهة النمو الاقتصادي إلى: إن طرق الإنماء الاقتصادي ليست محصورة بين الاقتصادين المعروفين الرأسمالي والاشتراكي، بل هناك اقتصاد ثالث راجح هو الاقتصاد الإسلامي الذي يرى هذا المستشرق أنه سيسود المستقبل، لأنه على حد تعبيره أسلوب كامل للحياة، يحقق كافة المزايا ويتجنب كافة المساوئ.
أما البروفيسور وسيلوزيجيريسكي يقول: إنني رجل متخصص في الحضارة والاجتماع، وقد أدهشتني النظم الاجتماعية التي يقررها الإسلام وعلى الأخص الزكاة وتشريع المواريث وتحريم الربا وتحريم الحروب العدوانية، ووجدت نفسي على توافق مع الإسلام ومبادئه التي كنت آلفها من مطلع حياتي، فلا عجب أن دخلت هذا الدين وأخلصت له.
ويقول المستشرق الفرنسي روجين جارودي: الاقتصاد الإسلامي يهدف إلى التوازن ولا يمكن أن يتفق مع الرأسمالية والشيوعية بحال من الأحوال وميزته الأساسية أنه لا يخضع للآليات العمياء، وإنما هو متسق ومحكوم بغايات إنسانية ومقاصد إلهية مترابطة لا انفصام فيها.
ونحن نقول الحمد لله على نعمة الإسلام التي أكرمنا بها الله وفضلنا على كثير من الخلق في الدنيا والآخرة.