الحرب الروسية دمرت الاتفاق الإيراني
باحث أمريكي: أزمة أوكرانيا حولت المفاوضات النووية إلى طي النسيان
المسؤولون الإيرانيون مرتبكون ويخشون إلقاء اللوم علانية على بوتن
توقعات بتجاهل الملالي للمطالب الروسية بحثا عن تخفيف العقوبات
الغزو كشف الانقسامات داخل النظام والتباين في مواقف خامنئي وأتباعه
الوالي الفقيه يهمش المعتدلين ومطهري يطالب باستقلالية القرار وإدانة الحرب
باحث أمريكي: أزمة أوكرانيا حولت المفاوضات النووية إلى طي النسيان
المسؤولون الإيرانيون مرتبكون ويخشون إلقاء اللوم علانية على بوتن
توقعات بتجاهل الملالي للمطالب الروسية بحثا عن تخفيف العقوبات
الغزو كشف الانقسامات داخل النظام والتباين في مواقف خامنئي وأتباعه
الوالي الفقيه يهمش المعتدلين ومطهري يطالب باستقلالية القرار وإدانة الحرب
الثلاثاء - 15 مارس 2022
Tue - 15 Mar 2022
يجمع مراقبون على أن الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا وراء تدمير الاتفاقية النووية، التي سعت طهران إلى إبرامها مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الكبرى، ويؤكدون أن فشل مفاوضات فيينا في الأيام الماضية سببه وقوف إيران بجانب الغزو الروسي.
ويرى الباحث الإيراني الأمريكي راي تاكيه أنه رغم أنه من المعروف أن إيران أيدت رسميا غزو روسيا لأوكرانياـ تشير التعقيدات الجديدة في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني إلى وجود خلافات بين موسكو وطهران، حيث توقفت المحادثات.
وأوضح كبار المفاوضين من فرنسا، وألمانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة أن العقبة الرئيسة تتمثل في مطلب روسيا بعدم خضوع تجارتها مع إيران للعقوبات الجديدة المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا. لكن المسؤولين الإيرانيين يؤكدون أن سبب تأخر المحادثات هو عدم استعداد الولايات المتحدة لرفع العقوبات على إيران.
روسيا السبب
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران على شمخاني، «إن مستقبل محادثات التوصل لاتفاق في فيينا لا يزال غير واضح بسبب تأخر واشنطن في اتخاذ قرار سياسي».
ويقول راي تاكيه، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية وأحد كبار الزملاء بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، «إن من الممكن أن تكون روسيا هي السبب الرئيس للتأخير، وأن المسؤولين الإيرانيين ليسوا على استعداد لإلقاء اللوم عليها علانية، وإذا كانت هذه هي الحقيقة، فإن من المحتمل أن تتجاهل إيران في نهاية الأمر مطالب روسيا، وتصل إلى اتفاق مع الأطراف الأخرى في محادثات الاتفاق النووي بهدف تخفيف العقوبات والحصول على الإيرادات التي هي في أمس الحاجة إليها».
وتوجه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى موسكو صباح أمس، في زيارة تهدف للتشاور حول القضايا الإقليمية ومفاوضات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الإيرانية (إرنا).
انقسامات داخلية
وأضاف المحلل في تقرير نشره مجلس العلاقات الخارجية أنه ليس من المحتمل أن تحول المطالب الروسية دون التوصل لاتفاق، على الرغم من أنه من الممكن أن تتسبب في تأخيره.
ووفقا للاتفاق النووي الأول الذي تم التوصل إليه في عام 2015، كانت روسيا تتلقى اليورانيوم المخصب الزائد من إيران وتوفر الوقود النووي لمحطة بوشهر الإيرانية. وكان من المقرر إحياء مثل هذا الدور في أي اتفاق نووي جديد.
وفي حقيقة الأمر، أوضح الغزو الروسي لأوكرانيا الانقسامات داخل إيران. فقد اعتبر المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي أن الولايات المتحدة هي المسؤولة تماما عن العدوان الروسي، وقال في كلمة له عبر التليفزيون «إن أمريكا بتدخلها في الشؤون الأوكرانية، وخلق ثورات ملونة، والاطاحة بحكومة وتنصيب غيرها في السلطة، دفعت أوكرانيا إلى هذا الوضع».
وكتبت صحيفة كيهان الإيرانية اليمينية مؤخرا «إن أوكرانيا قفزت في بئر بسبب ثقتها في الحبل الأمريكي التالف».
تهميش المعتدلين
ويقول تاكيه، الحاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث من جامعة أكسفورد، «إن هناك شخصيات سياسية إيرانية أكثر اعتدالا تم تهميشها بسبب قبضة المحافظين على السلطة، لها رأي مختلف. فقد كتب البرلماني السابق على مطهري بعد الغزو الروسي أنه يتعين على إيران أن تظهر استقلالها بإدانة هجوم روسيا على أوكرانيا، ويرى السياسيون الإيرانيون ذوو الاتجاه الإصلاحي أن إيران لا تحقق الكثير من وراء نسج نظريات المؤامرة من أجل إقرار الغزو الروسي».
وبالنسبة للعلاقات بين روسيا وإيران، يرى تاكيه أنها كانت دائما تحالف مصالح، ولم يكن تحالفا قائما على أساس القيم المشتركة؛ فقد تعاون البلدان في الحرب في سوريا، ولكن طوال عقد المفاوضات النووية، كانت روسيا تدعم العقوبات الغربية على إيران ومختلف قرارات مجلس الأمن التي تمنع طهران من تطوير أسلحة نووية.
وكان المسؤولون الروس يبلغون نظراءهم الإيرانيين على الدوام بأنه يتعين عليهم عدم الاعتماد على حق النقض الذي تتمتع به روسيا في مجلس الأمن، وأنه يتعين عليهم التوافق مع الدول التي تقود المحادثات- أي مجموعة 5 + 1، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا.
ويختتم كاتيه تقريره بالقول «إن روسيا كانت في الواقع إحدى الدول التي استفادت من العقوبات التي تم فرضها على إيران، لأنها فتحت أسواقا إضافية أمام النفط الروسي».
تناقض لافت
وفيما قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في تغريدة على «تويتر» «إن الحرب في أوكرانيا نجمت عن أفعال حلف شمال الأطلسي الاستفزازية». ولفت إلى أن الحرب ليست الحل، داعيا إلى حل سياسي وديمقراطي، يعتقد عدد من الأحزاب الإصلاحية في إيران أن الموقف الرسمي من الحرب في أوكرانيا يتسم بالغموض، وهو ما يذهب إليه كذلك طيف من الرأي العام، رغم أن المرشد الأعلى أعلن أن طهران ترفض الحرب وتحترم سيادة الدول المستقلة. كما تعتبر الأحزاب الإصلاحية أن التعاطي الإعلامي الرسمي منحاز بشكل واضح للموقف الروسي.
ويرى الباحث الإيراني الأمريكي راي تاكيه أنه رغم أنه من المعروف أن إيران أيدت رسميا غزو روسيا لأوكرانياـ تشير التعقيدات الجديدة في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني إلى وجود خلافات بين موسكو وطهران، حيث توقفت المحادثات.
وأوضح كبار المفاوضين من فرنسا، وألمانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة أن العقبة الرئيسة تتمثل في مطلب روسيا بعدم خضوع تجارتها مع إيران للعقوبات الجديدة المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا. لكن المسؤولين الإيرانيين يؤكدون أن سبب تأخر المحادثات هو عدم استعداد الولايات المتحدة لرفع العقوبات على إيران.
روسيا السبب
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران على شمخاني، «إن مستقبل محادثات التوصل لاتفاق في فيينا لا يزال غير واضح بسبب تأخر واشنطن في اتخاذ قرار سياسي».
ويقول راي تاكيه، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية وأحد كبار الزملاء بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، «إن من الممكن أن تكون روسيا هي السبب الرئيس للتأخير، وأن المسؤولين الإيرانيين ليسوا على استعداد لإلقاء اللوم عليها علانية، وإذا كانت هذه هي الحقيقة، فإن من المحتمل أن تتجاهل إيران في نهاية الأمر مطالب روسيا، وتصل إلى اتفاق مع الأطراف الأخرى في محادثات الاتفاق النووي بهدف تخفيف العقوبات والحصول على الإيرادات التي هي في أمس الحاجة إليها».
وتوجه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى موسكو صباح أمس، في زيارة تهدف للتشاور حول القضايا الإقليمية ومفاوضات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الإيرانية (إرنا).
انقسامات داخلية
وأضاف المحلل في تقرير نشره مجلس العلاقات الخارجية أنه ليس من المحتمل أن تحول المطالب الروسية دون التوصل لاتفاق، على الرغم من أنه من الممكن أن تتسبب في تأخيره.
ووفقا للاتفاق النووي الأول الذي تم التوصل إليه في عام 2015، كانت روسيا تتلقى اليورانيوم المخصب الزائد من إيران وتوفر الوقود النووي لمحطة بوشهر الإيرانية. وكان من المقرر إحياء مثل هذا الدور في أي اتفاق نووي جديد.
وفي حقيقة الأمر، أوضح الغزو الروسي لأوكرانيا الانقسامات داخل إيران. فقد اعتبر المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي أن الولايات المتحدة هي المسؤولة تماما عن العدوان الروسي، وقال في كلمة له عبر التليفزيون «إن أمريكا بتدخلها في الشؤون الأوكرانية، وخلق ثورات ملونة، والاطاحة بحكومة وتنصيب غيرها في السلطة، دفعت أوكرانيا إلى هذا الوضع».
وكتبت صحيفة كيهان الإيرانية اليمينية مؤخرا «إن أوكرانيا قفزت في بئر بسبب ثقتها في الحبل الأمريكي التالف».
تهميش المعتدلين
ويقول تاكيه، الحاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث من جامعة أكسفورد، «إن هناك شخصيات سياسية إيرانية أكثر اعتدالا تم تهميشها بسبب قبضة المحافظين على السلطة، لها رأي مختلف. فقد كتب البرلماني السابق على مطهري بعد الغزو الروسي أنه يتعين على إيران أن تظهر استقلالها بإدانة هجوم روسيا على أوكرانيا، ويرى السياسيون الإيرانيون ذوو الاتجاه الإصلاحي أن إيران لا تحقق الكثير من وراء نسج نظريات المؤامرة من أجل إقرار الغزو الروسي».
وبالنسبة للعلاقات بين روسيا وإيران، يرى تاكيه أنها كانت دائما تحالف مصالح، ولم يكن تحالفا قائما على أساس القيم المشتركة؛ فقد تعاون البلدان في الحرب في سوريا، ولكن طوال عقد المفاوضات النووية، كانت روسيا تدعم العقوبات الغربية على إيران ومختلف قرارات مجلس الأمن التي تمنع طهران من تطوير أسلحة نووية.
وكان المسؤولون الروس يبلغون نظراءهم الإيرانيين على الدوام بأنه يتعين عليهم عدم الاعتماد على حق النقض الذي تتمتع به روسيا في مجلس الأمن، وأنه يتعين عليهم التوافق مع الدول التي تقود المحادثات- أي مجموعة 5 + 1، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا.
ويختتم كاتيه تقريره بالقول «إن روسيا كانت في الواقع إحدى الدول التي استفادت من العقوبات التي تم فرضها على إيران، لأنها فتحت أسواقا إضافية أمام النفط الروسي».
تناقض لافت
وفيما قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في تغريدة على «تويتر» «إن الحرب في أوكرانيا نجمت عن أفعال حلف شمال الأطلسي الاستفزازية». ولفت إلى أن الحرب ليست الحل، داعيا إلى حل سياسي وديمقراطي، يعتقد عدد من الأحزاب الإصلاحية في إيران أن الموقف الرسمي من الحرب في أوكرانيا يتسم بالغموض، وهو ما يذهب إليه كذلك طيف من الرأي العام، رغم أن المرشد الأعلى أعلن أن طهران ترفض الحرب وتحترم سيادة الدول المستقلة. كما تعتبر الأحزاب الإصلاحية أن التعاطي الإعلامي الرسمي منحاز بشكل واضح للموقف الروسي.