القيصر حين تحدى المتنمرين
الاثنين - 14 مارس 2022
Mon - 14 Mar 2022
في عالم مدارس المشاغبين على امتداد المساحات الأرضية، ومهما وجدت القوانين، وتم رسم الحدود، وحسن التعامل، يحدث الشطط والجنوح، واستعراض العضلات، وتكوين التحالفات، وعربدة الأقوياء، وطغيانهم، وتعاونهم على قهر زميل لا يخضع لقوانينهم، ولا يساير تجمعهم، فيستخفون به، ويتعمدون أذيته، ويتنمرون عليه بقصد إظهار ضعفه وقوتهم، وحيرته وثباتهم، وعجزه عن الذود عن حقوقه.
القصة المؤلمة تتكرر بين الحين والآخر، ما يجبر المضغوط عليه، للعمل بصمت على إيجاد الوسيلة المنجية، فيتدرب وينمي عضلاته، ويستعد ليوم المواجهة المشهود، حينما يضطر للانفجار في وجوه المتنمرين، وإحراج غرورهم، وأخذ حقه من أعينهم أمام الجميع، ومهما أزبدوا بالوعيد، إلا أنهم بجبنهم يضطرون لترك الميدان له، مترقبين ما يخلقه من قوانين مواجهة جديدة، فلعلهم بعجزهم وخوفهم يتمكنون من احتوائها أو صدها.
ومثل ذلك ما شهده العالم من غطرسة عصبة الناتو، المتنمرين على الرئيس الروسي بوتين، حين أبخسوه حقه، وأمعنوا في استفزازه، وهددوا حدوده، مغترين بكثرتهم، وعلو أصواتهم، وظنا منهم أنه سيرضخ لطغيانهم، مثل الصومال والعراق وأفغانستان وسوريا وليبيا.
ولكنه عكس كل توقعاتهم، فاجأهم بطموحاته القيصرية، ونزل فيهم ضربا ولكما دون كلام أو رحمة، ليكتشفوا أنه أجرأ وأعنف من كل حلفهم، وأن صمته كان يخفي قلب أسد، وحزام جودو، مكنه من تلقينهم دروسا في قدرة وفنون التنمر، لن ينسوها حتى ولو غيروا مدارسهم.
إنه القيصر، القادم من واقع المستقبل، والباحث عن ثأر لمجد أسلافه، مربك أَدْعِيَاء البطولات، وأَغِرّاء السياسة الكاذبة، وعَجَزَة الديمقراطية المريضة، التي لم تعد تحترم العدالة ولا الحقوق كما في زمنها الجميل.
قيصر ليس متهورا، ولكنه يدرك أنه متى ما خنع لهم، فسيكون الضحية القادم المأسوف على شبابه، فتعمق في الروحانيات، ودرس حوائج نفسيات المتنمرين، ورفض ديمقراطية الشذوذ، ولم يعتمد أفعال المتهورين المتخيلين، فالوقائع عنده لا تقاس بالكلام، ولا بتهديد وخطط مؤامرات وجاسوسية وضغوطات، كونه يعمل لرفعة وطنه، الذي يستحق الأكثر.
قيصر بطل واقعي لم يبالغ، ولم يعتمد التذاكي الإعلامي والالكتروني، ولا التصريحات الساخنة، والترندات والهاشتاقات، ولا الجلوس لطاولات المفاوضات العقيمة، فنمى وطنه وحصنه، وبنى جيشه وقواته العظمى، وأسعد شعبه، وسيطر على النفط والغاز والقمح، والأرض والبحر، بل وهيمن علميا وعمليا على الفضاء الخارجي، وكل ذلك وهو يستعد، لمواجهة اليوم الموعود.
القيصر لم يستقو بصديق أو حليف، ولم يطلب حماية من منظمات عالمية، ولا استجدى شراء أسلحة، بل صنعها وطورها، لأنه يدرك أن الوجود لا يقف مع الضعفاء، ولا يؤازر من يثبت أنهم ليسوا أهلا لحل معضلاتهم بأنفسهم، رجما بالغيب.
القيصر، أعطى أعظم درس عسكري استراتيجي في سياسة الأبطال الواثقين، بخطة هجوم الردع، ثم التفاوض من موقع قوة، وهو يدرك أن الأحزاب ومهما افتعلوا من العقوبات المالية والاقتصادية، لن يجرؤوا على المواجهة المباشرة، وأنهم سينِخون في النهاية، ويعودون لاسترضائه، وتنفيذ شروطه بعدم التعدي على حدوده.
مدرسة قيصرية سيكون لها تأثيرات مستقبلية على واقع السياسة العالمي، بعد أن فضح مخازن الزيف، ووسم الحقائق بالنار على جباه الأعداء، وأوضح لكل مستضعف كيف تكون الطريقة المثلى لأخذ الحقوق، من بين أنياب المتنمرين، ومهما بلغ عددهم، ومهما ساد ضجيجهم.
shaheralnahari@
القصة المؤلمة تتكرر بين الحين والآخر، ما يجبر المضغوط عليه، للعمل بصمت على إيجاد الوسيلة المنجية، فيتدرب وينمي عضلاته، ويستعد ليوم المواجهة المشهود، حينما يضطر للانفجار في وجوه المتنمرين، وإحراج غرورهم، وأخذ حقه من أعينهم أمام الجميع، ومهما أزبدوا بالوعيد، إلا أنهم بجبنهم يضطرون لترك الميدان له، مترقبين ما يخلقه من قوانين مواجهة جديدة، فلعلهم بعجزهم وخوفهم يتمكنون من احتوائها أو صدها.
ومثل ذلك ما شهده العالم من غطرسة عصبة الناتو، المتنمرين على الرئيس الروسي بوتين، حين أبخسوه حقه، وأمعنوا في استفزازه، وهددوا حدوده، مغترين بكثرتهم، وعلو أصواتهم، وظنا منهم أنه سيرضخ لطغيانهم، مثل الصومال والعراق وأفغانستان وسوريا وليبيا.
ولكنه عكس كل توقعاتهم، فاجأهم بطموحاته القيصرية، ونزل فيهم ضربا ولكما دون كلام أو رحمة، ليكتشفوا أنه أجرأ وأعنف من كل حلفهم، وأن صمته كان يخفي قلب أسد، وحزام جودو، مكنه من تلقينهم دروسا في قدرة وفنون التنمر، لن ينسوها حتى ولو غيروا مدارسهم.
إنه القيصر، القادم من واقع المستقبل، والباحث عن ثأر لمجد أسلافه، مربك أَدْعِيَاء البطولات، وأَغِرّاء السياسة الكاذبة، وعَجَزَة الديمقراطية المريضة، التي لم تعد تحترم العدالة ولا الحقوق كما في زمنها الجميل.
قيصر ليس متهورا، ولكنه يدرك أنه متى ما خنع لهم، فسيكون الضحية القادم المأسوف على شبابه، فتعمق في الروحانيات، ودرس حوائج نفسيات المتنمرين، ورفض ديمقراطية الشذوذ، ولم يعتمد أفعال المتهورين المتخيلين، فالوقائع عنده لا تقاس بالكلام، ولا بتهديد وخطط مؤامرات وجاسوسية وضغوطات، كونه يعمل لرفعة وطنه، الذي يستحق الأكثر.
قيصر بطل واقعي لم يبالغ، ولم يعتمد التذاكي الإعلامي والالكتروني، ولا التصريحات الساخنة، والترندات والهاشتاقات، ولا الجلوس لطاولات المفاوضات العقيمة، فنمى وطنه وحصنه، وبنى جيشه وقواته العظمى، وأسعد شعبه، وسيطر على النفط والغاز والقمح، والأرض والبحر، بل وهيمن علميا وعمليا على الفضاء الخارجي، وكل ذلك وهو يستعد، لمواجهة اليوم الموعود.
القيصر لم يستقو بصديق أو حليف، ولم يطلب حماية من منظمات عالمية، ولا استجدى شراء أسلحة، بل صنعها وطورها، لأنه يدرك أن الوجود لا يقف مع الضعفاء، ولا يؤازر من يثبت أنهم ليسوا أهلا لحل معضلاتهم بأنفسهم، رجما بالغيب.
القيصر، أعطى أعظم درس عسكري استراتيجي في سياسة الأبطال الواثقين، بخطة هجوم الردع، ثم التفاوض من موقع قوة، وهو يدرك أن الأحزاب ومهما افتعلوا من العقوبات المالية والاقتصادية، لن يجرؤوا على المواجهة المباشرة، وأنهم سينِخون في النهاية، ويعودون لاسترضائه، وتنفيذ شروطه بعدم التعدي على حدوده.
مدرسة قيصرية سيكون لها تأثيرات مستقبلية على واقع السياسة العالمي، بعد أن فضح مخازن الزيف، ووسم الحقائق بالنار على جباه الأعداء، وأوضح لكل مستضعف كيف تكون الطريقة المثلى لأخذ الحقوق، من بين أنياب المتنمرين، ومهما بلغ عددهم، ومهما ساد ضجيجهم.
shaheralnahari@