أفنان حياة

الوجه الآخر لإعلانات مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي

السبت - 12 مارس 2022

Sat - 12 Mar 2022

ربما قرأت أو سمعت كثيرا عن إعلانات مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، فبين الحين والآخر يعود هذا الموضوع لساحة النقاش، مرة منتقدين ومرة محذرين، وبالتأكيد فإن الموضوع الواحد يحمل أوجها متعددة ومختلفة بحسب ما ننظر إليه، وربما اليوم أتحدث في هذا المقال عن الوجه الآخر لإعلانات مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، وكما ترى عزيزي القارئ أنني أحدد وبدقة إعلانات مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي وذلك لأن إعلانات المشاهير بحد ذاتها ليست جديدة وهي بقدم الوسائل الجماهيرية التقليدية سواء الصحف أو الإذاعة أو التلفزيون والسينما، وأنت تقرأ تستطيع أن تستحضر الآن على سبيل المثال بعض المشاهير في إعلانات المشروبات الغازية ووجوه بعض المشاهير في إعلانات مستحضرات التجميل وغيرها من الإعلانات التي كانت تستخدم أحد مشاهير المجتمع من لاعبي كرة القدم أو الدراما أو الأفلام أو حتى الشخصيات البارزة في مجالات مختلفة كوجه إعلاني لبعض الشركات دون حتى أن أذكر أسماءهم على وجه التحديد، فما الفرق بين إعلانات المشاهير وإعلانات مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي؟

في إعلانات المشاهير كان يتم اختيار المشهور بناء على شعبيته وجماهيريته فالأساس في الاختيار النجاح في مجاله أو في مهنته، حيث إن هذا المشهور يشكل قدوة أو نموذجا لبعض الفئات الجماهيرية وبذلك تستهدف شركات الإعلانات تلك الجماهير من خلال المشهور ولا يتطلب منه إلا أن يؤدي دورا بسيطا في الإعلان مثلا جلسات التصوير إن كانت لمجلة أو صحيفة أو أداء تمثيلي للتلفزيون أو تسجيل صوتي للإذاعة، وتعتبر تلك الإعلانات أيضا تسويقا له، فكلا الطرفين رابح، ولكن ماذا عن مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي؟

بعد تطور التقنيات أصبح كل فرد قادر على امتلاك حساب في منصة جماهيرية بعيدا عن احتكار المؤسسات للوسائل الجماهيرية في الوسائل التقليدية فيسهل على الفرد إنتاج المحتوى والوصول لعدد كبير من الجماهير فلا يرتكز الأمر على مهنة معينة أو مجال معين يكفي أن تملك حسابا بأحد تلك التطبيقات وما أن تصل إلى جماهيرية معينة حتى تبدأ شركات الإعلانات بالتواصل مع الشخص للإعلان لديه إلى هنا يبدو الأمر منطيقا إلا أن المشهور في وسائل التواصل الاجتماعي ليس بالضرورة أن يكون متابعا لمهنته أو لنجاحاته ولكن من خلال ما يقدمه من محتوى، ولأن من السهولة صناعة المحتوى في هذه الوسائل فإن البقاء في المقدمة وجذب انتباه الجماهير على الدوام هي الركيزة الأساسية في التنافسية ولهذا السبب قد ينزلق البعض لتقديم محتويات صادمة أو خادشه أو استعراض حياته الشخصية بكل جوانبها من أجل كسب المتابعات، فهذا الصراع الكبير يجعله في تخوف دائم من أن يسحب البساط من تحت أقدامه.

وتستغل الشركات أدق التفاصيل الشخصية من أجل تقديم منتجاتها حتى في حالات الانفصال مثلا أو الولادة أو الزواج...إلخ، وبجانب هذا الصراع هناك وجه قبيح أيضا، ففي إعلانات مشاهير التواصل الاجتماعي وحتى يقنع المشهور المتلقي بالمنتج أو الخدمة فإن عليه استخدامه بشكل فعلي ومباشر أمام الناس فيصبح مثل فئران التجارب التي تستخدم لإقناع الآخر بالمنتج أو الخدمة، والأكثر من ذلك فإنه لا يعود يمتلك حرية حياته وتصرفاته، فالبعض من المعلنين قد يفرض أمورا معينة مثل عند خضوع البعض لعمليات التجميل كإعلان فإن عليه الاستعراض مقابل ذلك.

والخلاصة إن كان الوجه الأول من إعلانات المشاهير الرفاهية والحصول على المنتجات والخدمات مجانا فإن الوجه الآخر القبيح أن يخسر المرء حريته وحياته الشخصية ويعيش في صراع البقاء بشكل دائم على حساب أي شيء آخر.

@afnan_hayat