عائشة العتيبي

حول العالم.. هو أنت!

الخميس - 10 مارس 2022

Thu - 10 Mar 2022

نحن مجتمع يتصف بالمصداقية ويخفي الحقيقة، نحب الأمس أكثر من لحظات اليوم، نتصف ‏بالسذاجة أمام ما يسعى له الغير من أحلام، نلوم أنفسنا كثيرا دون جدوى كالذي ينفخ في قربة قد خرقت.

نحن قوم لا نفهم ما الذي نريده، نكره التبرير ونبرر لأنفسنا حين نخطئ ونضع لنا مئة عذر، ولكن حين يخطئ غيرنا لا نضع له عذرا واحدا من أصل سبعين عذرا، نحب أن نفرض آراءنا حتى لو لم تسمع، ونحب أن يكون لنا اتجاهات مخالفة حتى نُعرف.

نحن مجتمع من أصل نحو 139 مجتمعا حول العالم وأكثر، ولكن نفكر في محيطنا ننسى العالم بأسره ونفكر فقط في متى نصل؟! وكيف نعيش؟ وأين نجد الرفاهية والمتعة؟! ولا نفكر بمن هم أقل، وننسى فضل الشكر لله، نحن فعلا هكذا دون مبالغة.

البشر حول العالم قد يصابون بحالات من الذعر والرعب دائما، وقد يولد آخرون تحت دمار وقصف وربما لا يعيشون لعدة أيام أو حتى ساعات، يا الله مشهد مؤلم وخطير حين يولد المرء دون أن يعيش الحياة بأكملها ولا يزيد رقما واحد في هذه الدنيا.

حول العالم قد تأتي أحداث لا نراها أبدا فمنهم الذي لا يعيش بين يدي والديه من الأصل ثم يعيش حياته بين مرارة الفقد وسوء الرعاة، وقد يضيع في أرض لا تعترف بهويته وأصله وعرقه ثم تسوء الحياة بنظره للأسف هو مشهد مخيف ومحزن، نحن بشر نفكر في الغد دائما دون النظر لليوم ودون تحقيق الغاية من العيش في هذا اليوم حتى نشعر بشعور الراحة والسكون والأمن به.

نخطئ ولكن على من حولنا ونتخذ قرارات لا تعنينا ولا تمد لنا بصلة ونطلق عليها حرية شخصية، نتخلف عن موعد مهم ولا نحترم من أقامه ثم نكرر دون فائدة، نختار أرقاما عشوائية حتى نجرب الحظ ونستاء حين يسوء، لا نعتقد بأن الحظ يسمى عند البعض توفيق وخيرة، ولا زلنا نلوم حالنا كثيرا ونتمنى بأن يأتي الحظ الجميل؛ هل فعلا الحظ هو توفيق أم أنه تخمين وصدفة؟

مازال الأغلب يندب حظه هذا الذي ما زلنا نراه ولا نعرف ما الحقيقة، الذي يجب فهمه أننا قد نختار دون دراية وإلمام ثم نصاب بالإحباط تجاه كل شيء، تجاه قراراتنا وحريتنا وأنفسنا ومكانتنا وأفكارنا وأشخاصنا المفضلين، أيضا لم نستوعب بأن الحياة وجدت لكي نخطئ ونصيب ونتعثر ثم نقف من جديد، بل نحن بشر نفكر بالغد دائما ولا نرى ما الذي حققناه واستفدنا منه في هذا اليوم.

حول العالم الكثير من المصائب والأحداث المفجعة كانعدام الأمن والرعب والدمار والخراب الداخلي الذي يصيب مجمتعاتهم قبل أوطانهم بسبب انعدام السيطرة وافتقاد الأمن والقوة والعقيدة التي تحفظ النفس البشرية على مدى الحياة.

حول العالم الكثير من المواقف المؤلمة ولكن هم من يعيشون اليوم بكل ثقة وصبر وتفاؤل؛ لأنهم يدركون جيدا بأن الله لن يدعهم هكذا دائما بل يعلمون بأن هناك حياة آخرة تنتظرهم فمن أوجد بنفسه الإيمان الحقيقي وغرس منهج الإسلام لا يخشى الانقلاب والصراعات والمصاعب الثقيلة التي تحدث في حياته، في النهاية عندما نزرع الإيمان الفعلي الذي يجب تطبيقه لن نخشى الغد بل نعيش اليوم بكل تفاصيله ونشكر الله وندرك أنه بالحمد تتم النعم.

حول العالم.. هو أنت، فأنت من تشكل فردا واحدا من أصل مجتمعات عديدة، فمن الواجب عليك تحقيق الموازنة والمعادلة حتى لا تصبح شخصا غير قادر على الوصول للقمة والنهوض بمجتمعك الذي يريد منك الاستجابة والتفاعل والعفوية والإيجابية، لذا دع المبالغة وندب الحظ والإحباط وعش اليوم حتى تكمل الغد بنجاح فهذا ما قد يحدث لك حول العالم.

3ny_dh@