الإسلام النقي في حديث ولي العهد لأتلانتيك
الأربعاء - 09 مارس 2022
Wed - 09 Mar 2022
المملكة العربية السعودية أُسست على (الإسلام النقي)، و»نحن اليوم نرجع إلى الأساس إلى الإسلام النقي».. هذا ما أكّده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حديثه لمجلة (ذا أتلانتيك) الأمريكية.
فما هو النقاء الذي قصده ولي العهد؟
عند الفقهاء النقاء: بالتحريك مصدر: نقا الشيء أي: صفا وخلص من الشوائب، وقيل: النَّقَاء: النَّظَافَة، وجمعه: نقي، وَهُوَ النَّظِيف. والنقاء: جمع نقاوة: وَهِي خِيَار الشَّيْء.
وبناء على هذا التعريف فيعد وصف الإسلام بالنقي وصفا دقيقا، وشاملا للإسلام (عقيدة وشريعة).
لذا فإن العودة لـ (الإسلام النقي) تحقق عدة أمور لا يمكن أن تتحقق إلا بوجود النقاء؛ من هذه الأمور:
أولا: الشفافية والوضوح؛ وقد أكّدها حديث (تركتكم على المحجة البيضاء)، ولا وجود للشفافية والوضوح إلا بالنقاء؛ وإذا فُقِد النقاء وُجدت الضبابية وعدم الوضوح، وظهر الانحراف.
ثانيا: الشمول؛ فبوجود النقاء يتحقق الشمول؛ لأن الإسلام شامل لكل مناحي الحياة؛ والأخذ برأي آحادي أو القول بأن المملكة تنهج رأي فقهي واحد وتهمل الآراء الفقهية الأخرى هو نهج لا يحقق الشمول؛ وبالتالي فالعودة إلى (الإسلام النقي) تتطلب الأخذ بكل المذاهب الفقهية وعدم التحيّز لمذهب فقهي دون آخر؛ ولتأكيد هذا الأمر قال ولي العهد: «الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليس السعودية، فالسعودية لديها المذهب السنّي والشيعي، وفي المذهب السنّي توجد أربعة مذاهب، ولدى الشيعة مذاهب مختلفة كذلك، ويتم تمثيلها في عدد من الهيئات الشرعية، ولا يمكن لشخص الترويج لإحدى هذه المذاهب ليجعلها الطريقة الوحيدة لرؤية الدين في السعودية، وربما حدث ذلك أحيانا سابقا؛ بسبب أحداث قلتها لكم من قبل، خصوصا في عقدَي الثمانينيات والتسعينيات، ومن ثم في أوائل القرن الحادي والعشرين، لكن اليوم نحن نضع المملكة على المسار الصحيح كما قلت من قبل، فنحن نرجع إلى الأساس، إلى الإسلام النقي».
ثالثا: الاتّباع؛ وأعني بذلك اتّباع النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ الذي جاء بالوحيين من ربه عز وجل؛ فلا يتحقق النقاء باتباع غيره -صلى الله عليه وسلم- حتى لو سُمّي غيره مجددا؛ لأن الوحيين محفوظان من الله إلى قيام الساعة؛ لذا فقد نفى ولي العهد ارتباط المملكة بالوهابية كمذهب فقهي وقال: «أما فيما يخص الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فهو كسائر الدعاة وليس رسولا، بل كان داعية فقط، ومن ضمن العديد ممن عملوا من السياسيين والعسكريين في الدولة السعودية الأولى).
رابعا: كتابة التاريخ؛ فمن النقاء ألا يُكتب تاريخ ارتباط المملكة بالإسلام بدءا من حقبة معينة؛ لأن ارتباط المملكة بالإسلام النقي ممتد منذ عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ولهذا وضّح ولي العهد ظروف الانحراف عن (الإسلام النقي) التي جعلت البعض يصف المملكة بالوهابية؛ فقال: «كانت المشكلة في الجزيرة العربية آنذاك أن الناس الذين كانوا قادرين على القراءة أو الكتابة هم فقط طلاب محمد بن عبدالوهاب، وتمت كتابة التاريخ بمنظورهم، وإساءة استخدام ذلك من متطرفين عديدين»، ممن يسيئون للإسلام النقي ويسيئون للمملكة.
خامسا: الانفتاح على العالم ونفع الإنسانية؛ وذلك لأن أتباع الإسلام النقي لابد أن يشاركوا الإنسانية في إعمار الأرض وصلاحها، ومحاربة من يريد أن يفسد فيها، لذلك فإن العودة للإسلام النقي كما قال ولي العهد هي: «للتأكد من أن روح السعودية القائمة على مستوى الإسلام، والثقافة، والقبيلة، والبلدة أو المنطقة، هي تخدم الدولة، وتخدم الشعب، وتخدم المنطقة، وتخدم العالم أجمع، وتقودنا إلى النمو الاقتصادي، وهذا ما حصل في السنوات الخمس الأخيرة».
وبعد فإن العودة إلى (الإسلام النقي) التي قررها ولي العهد؛ هي عودة إلى المسار الصحيح الذي كنا عليه سابقا، وهو ما سُيحقق للمملكة تجاوز كل العراقيل السابقة التي اعترضت مسارنا التنموي والحضاري الذي نسير فيه على نهج ديننا الإسلامي النقي.
ولا شك أن حديث ولي العهد كان صريحا وواضحا بما فيه الكفاية ما يبرهن على أن رؤية المملكة 2030م هي رؤية مؤسسية مُحكمة ستقضي على الكثير من الشوائب التي عرقلت تنمية بلادنا وأساءت إلى عقيدتنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا.
alsuhaimi_ksa@
فما هو النقاء الذي قصده ولي العهد؟
عند الفقهاء النقاء: بالتحريك مصدر: نقا الشيء أي: صفا وخلص من الشوائب، وقيل: النَّقَاء: النَّظَافَة، وجمعه: نقي، وَهُوَ النَّظِيف. والنقاء: جمع نقاوة: وَهِي خِيَار الشَّيْء.
وبناء على هذا التعريف فيعد وصف الإسلام بالنقي وصفا دقيقا، وشاملا للإسلام (عقيدة وشريعة).
لذا فإن العودة لـ (الإسلام النقي) تحقق عدة أمور لا يمكن أن تتحقق إلا بوجود النقاء؛ من هذه الأمور:
أولا: الشفافية والوضوح؛ وقد أكّدها حديث (تركتكم على المحجة البيضاء)، ولا وجود للشفافية والوضوح إلا بالنقاء؛ وإذا فُقِد النقاء وُجدت الضبابية وعدم الوضوح، وظهر الانحراف.
ثانيا: الشمول؛ فبوجود النقاء يتحقق الشمول؛ لأن الإسلام شامل لكل مناحي الحياة؛ والأخذ برأي آحادي أو القول بأن المملكة تنهج رأي فقهي واحد وتهمل الآراء الفقهية الأخرى هو نهج لا يحقق الشمول؛ وبالتالي فالعودة إلى (الإسلام النقي) تتطلب الأخذ بكل المذاهب الفقهية وعدم التحيّز لمذهب فقهي دون آخر؛ ولتأكيد هذا الأمر قال ولي العهد: «الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليس السعودية، فالسعودية لديها المذهب السنّي والشيعي، وفي المذهب السنّي توجد أربعة مذاهب، ولدى الشيعة مذاهب مختلفة كذلك، ويتم تمثيلها في عدد من الهيئات الشرعية، ولا يمكن لشخص الترويج لإحدى هذه المذاهب ليجعلها الطريقة الوحيدة لرؤية الدين في السعودية، وربما حدث ذلك أحيانا سابقا؛ بسبب أحداث قلتها لكم من قبل، خصوصا في عقدَي الثمانينيات والتسعينيات، ومن ثم في أوائل القرن الحادي والعشرين، لكن اليوم نحن نضع المملكة على المسار الصحيح كما قلت من قبل، فنحن نرجع إلى الأساس، إلى الإسلام النقي».
ثالثا: الاتّباع؛ وأعني بذلك اتّباع النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ الذي جاء بالوحيين من ربه عز وجل؛ فلا يتحقق النقاء باتباع غيره -صلى الله عليه وسلم- حتى لو سُمّي غيره مجددا؛ لأن الوحيين محفوظان من الله إلى قيام الساعة؛ لذا فقد نفى ولي العهد ارتباط المملكة بالوهابية كمذهب فقهي وقال: «أما فيما يخص الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فهو كسائر الدعاة وليس رسولا، بل كان داعية فقط، ومن ضمن العديد ممن عملوا من السياسيين والعسكريين في الدولة السعودية الأولى).
رابعا: كتابة التاريخ؛ فمن النقاء ألا يُكتب تاريخ ارتباط المملكة بالإسلام بدءا من حقبة معينة؛ لأن ارتباط المملكة بالإسلام النقي ممتد منذ عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ولهذا وضّح ولي العهد ظروف الانحراف عن (الإسلام النقي) التي جعلت البعض يصف المملكة بالوهابية؛ فقال: «كانت المشكلة في الجزيرة العربية آنذاك أن الناس الذين كانوا قادرين على القراءة أو الكتابة هم فقط طلاب محمد بن عبدالوهاب، وتمت كتابة التاريخ بمنظورهم، وإساءة استخدام ذلك من متطرفين عديدين»، ممن يسيئون للإسلام النقي ويسيئون للمملكة.
خامسا: الانفتاح على العالم ونفع الإنسانية؛ وذلك لأن أتباع الإسلام النقي لابد أن يشاركوا الإنسانية في إعمار الأرض وصلاحها، ومحاربة من يريد أن يفسد فيها، لذلك فإن العودة للإسلام النقي كما قال ولي العهد هي: «للتأكد من أن روح السعودية القائمة على مستوى الإسلام، والثقافة، والقبيلة، والبلدة أو المنطقة، هي تخدم الدولة، وتخدم الشعب، وتخدم المنطقة، وتخدم العالم أجمع، وتقودنا إلى النمو الاقتصادي، وهذا ما حصل في السنوات الخمس الأخيرة».
وبعد فإن العودة إلى (الإسلام النقي) التي قررها ولي العهد؛ هي عودة إلى المسار الصحيح الذي كنا عليه سابقا، وهو ما سُيحقق للمملكة تجاوز كل العراقيل السابقة التي اعترضت مسارنا التنموي والحضاري الذي نسير فيه على نهج ديننا الإسلامي النقي.
ولا شك أن حديث ولي العهد كان صريحا وواضحا بما فيه الكفاية ما يبرهن على أن رؤية المملكة 2030م هي رؤية مؤسسية مُحكمة ستقضي على الكثير من الشوائب التي عرقلت تنمية بلادنا وأساءت إلى عقيدتنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا.
alsuhaimi_ksa@