دخيل سليمان المحمدي

الكفاح لمحاربة حساد النجاح

الثلاثاء - 08 مارس 2022

Tue - 08 Mar 2022

إن التأثر والتأثير بالآخرين هو أمر فطري إنساني كونه كائنا اجتماعيا يؤثر ويتأثر، ولكن عندما يكون هذا التأثير يؤدي إلى الشعور بالغيرة والحسد والحقد تجاه الأشخاص الناجحين والمتميزين فهنا لابد من مراجعة النفس نتيجة الإحساس بالنقص والعجز والاستسلام وعدم الثقة الناتج عن عدم الرضا المتسبب بالتخاذل عن تحقيق الطموح والنجاح، مما يصور أبشع أنواع السلوك السلبي والذي قد يؤدي إلى مرحلة متقدمة سلبيا كالنيل من مجهودات الآخرين والتقليل منها بإطلاق الشائعات الكاذبة ومحاولة الإيقاع بينهم وبين من تربطهم علاقات طيبة بهدف الانتقام؛ فالبعض من الناجحين تسبب لهم نجاحهم بمصاعب تواجههم أو مضايقات تصاحبهم أو بفقدهم لأشخاص يحبونهم، لأن نجاحهم يثير غيرتهم وحسدهم.

إن مثل هذا الشعور يعتبر من السلوكيات العدوانية التي تؤدي لاضطراب الشخصية التشاؤمية للهجوم والإيذاء ومحاربة الناجحين نتيجة تميزهم، فهناك من تملكه مشاعر الغيرة من من هم حوله في حال نجاحهم وحصولهم على فرص أكبر تجعله ينظر إليهم بعدم أحقية ذلك ويوهم نفسه بأنه هو الأحق مما يزيد توهج نار الغيرة والحسد إلى أن تسيطر على فكره ويتمنى الفشل لجميع من حوله، لأنه يعتبر نجاحهم هو فشل له.

أرى أن من أهم أسباب هذا الشعور السلبي هو الأنانية وحب الذات والتكبر والتعالي مما يؤدي إلى التقليل من نجاح الآخر وإظهار عيوبه والصمت عن مميزاته.

لكل من يشعر بذلك حان الوقت أن تراجع نفسك جيدا وتهتم بمعرفة واكتشاف ما تملك من مهارات ومميزات وتعمل على تطويرها وتوظيفها على الواقع وعليك أن تؤمن بأن طريق النجاح مفتوح أمام الجميع، وأن عدم بلوغك هذا النجاح أو مثله، لا يعني نقصك في أعين الناس وعليك أيضا تدبر الآية الكريمة: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا) ابتعد عن التفكير السلبي وركز على نقاط قوتك واستخدمها بالسعي لتحقيق هدفك ونجاحك واستبدل شعور الغيرة والحسد بالتنافس المحمود وتكوين المعتقدات الإيجابية التي تحفزك وتمدك بالطاقة والقوة وتدفعك إلى مزيد من الشعور بالإيجابية وبهذا حتما ستكون شخصا مقبولا ومتقبلا ومرتاحا وتتمتع بصحة وسعادة نفسية عالية.

يقول الشاعر أبو الأسود الدؤلي:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه

فالقوم أعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها

حسدا وبغضا إنه لدميم

@dakhelalmohmadi