حصانة الفشل
الأربعاء - 02 مارس 2022
Wed - 02 Mar 2022
(كيف تنهي منشأة ناجحة في سنة واحدة؟)
الدليل السريع هو (المثلث السام) وأضلاعه الثلاثة هي (قائد مدمر) و(موظف شديد الخضوع) و(بيئة عمل سلبية). الشروط الرئيسية.. منع الجمهور من المشاركة والنقد ثم غياب الشفافية وأخيرا إلغاء ضوابط المتابعة والمراقبة والمساءلة، وبالتأكيد الاستقالة خارج الاحتمالية والحصانة لا نهائية، فإذا نجحت في اجتياز هذه المتطلبات نقول لك تهانينا أنت أتقنت أحد أجمل فنون التدمير (مبروك)!
(منهجية الإدارة المدمرة)
المدير المدمر ذو نهج تأديبي صارم هو كناظر المدرسة في تعامله مع التلاميذ شديدي الخوف، يفرض أوامره على الموظفين الهيابين فسرعان ما تصبح قيد التنفيذ وأحيانا تنتقل العدوى إلى مجموعة أخرى فيحصل الامتثال دون إكراه أو يتحقق لها التجاوب الذاتي من الموظف الحريص على السلام أو على تحقيق مصلحته أو الحفاظ على سمعته؛ فيبدأ المبادرة باتخاذ الرأي المناسب للإدارة وينتهج المبالغة في الدفاع طلبا للمكاسب، المغالاة هنا قد تكون على حساب قناعات الإنسان الشخصية فيقوم بما يسمى بالتزوير لآرائه وتفضيلاته لصالح الحظوة والقبول الاجتماعي الوظيفي أو بسبب الضغوط الاجتماعية الكبيرة.. الخلاصة أن غياب الشجاعة الأدبية في الموظف والمتمثلة في معارضة الإدارة الفاشلة على نحو صريح تكلفته إسكات صوت الضمير الحي أيا كان الثمن ثم تتوالى التبعات.
(القيادة السامة)
أولى سماتها فشل الرؤية في المنظمة والتعثر في مواجهة أي أزمة بل وخلق أزمات جديدة وكسر العقد النفسي بالاعتزاز والثقة وتدهور أداء فريق العمل وتفاقم حالة عدم الرضا بين الموظفين بشكل متسارع، هذه الإخفاقات غيرالمبررة لها مبررات مستحدثة كالشهرة فمن سمات أباطرة هوليوود كثافة ظهورهم الإعلامي في الصور في المجلات والحفلات ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر بكثير من حجم تواجدهم في مواقع الإنجاز والعمل.
(مشكلة الوكالة)
في علم الإدارة هذا المفهوم هو معضلة أخلاقية، ومن الأمثلة الشائعة أن يتشكك الشخص عما إذا كان مستشاره القانوني يوصي بالإجراءات القضائية المطولة لأنها حقا ضرورية لمصلحة قضيته أم لكونها تزيد الدخل لمكتب المحامي، أو قيام مدير المشتريات باستغلال صلاحياته بإجراء عقود شراء معدات مرتفعة التكلفة منخفضة المواصفات سعيا وراء مصالحه الشخصية على حساب مصلحة الشركة، هذه الظاهرة بدأت في الانتشار وبشكل تصاعدي مؤخرا؛ فالمدراء التنفيذيون يتلقون أرقاما فلكية من المرتبات والمكافآت وتضمنها لهم سلطة مجلس الإدارة بالتوقيع على أهلية الاستحقاق والصرف وبغض النظر عن سوء الأداء للموظف وفشل الكيان وتدهور القيمة السوقية والتي هي المسؤولية الأولى للقيادة.
وترتفع سرعة الوتيرة فيبدأ المدير التنفيذي بحشد أبواق الإساءة الإدارية المأجورة ضد كل من يحاول تصحيح المسار ويمنع منح أي مكافأة للموظفين ذوي الأداء الممتاز، ويتسع الشق عن الرقعة من خلال تشكل الولاءات القوية والأحزاب بين الرئيس التنفيذي مع مجلس الإدارة.. العبرة دائما أنه إذا كانت البداية بالاستخدام الخاطئ للسلطة فإن إساءة استخدام النفوذ من قبل الرئيس أو المدير التنفيذي تغدو هي الأمر الأكثر احتمالا.
(الخط الثاني ممنوع)
القائد المدمر يسعى دوما إلى الانضمام إلى الكيانات المهمة سعيا إلى الشهرة والربح السريع عبر تبديد أموالها، وذلك يستلزم -حكما- الهيمنة الكاملة على مفاصل القرار وعدم تجهيز (الخط الثاني للإدارة) فمن الضرورة بمكان أن تظل الإدارة في حدود خط الكفاف وبأي شكل كان لمنع حدوث الكارثة عليهم بالاستبدال.
الطمع نقيصة ومفسدة، والتعليل العقلاني أن الفكر المنحرف يعتمد منطق الغابة الذي يملي على الحيوانات المفهوم المتطرف فإما أن تحصل على أكبر حصة أو أنها سوف تموت جوعا.
(هدم الحوكمة)
تبدأ آلات ثقب الصخور في هدم الجدار الاستنادي للكيانات سواء كانت شركة عابرة للقارات أو ناديا رياضيا أو مصنعا للرخام، ويمهد العدد القليل (الموظفون المسالمون أو الأكثر خجلا أو الأقل تفكيرا) لمجموعة الأغلبية الاستمرار في طريق غير ممهد حتى يصلوا إلى السد والمواجهة مع سلطة البلطجة القاسية السائدة، وهكذا يبرز المسار السريع إلى (الانهيار المفاجئ)!!
الإدارة السامة نهج يعزز السلوكيات الهدامة ويغير خصائص الموظف الصالح، وفي النهاية يدمر المنظمة من خلال إنهاء النزاهة والحماسة والابتكار والإبداع؛ ففي خندق هذه الإدارة (المضادة للحوكمة) فقط تتغير الضحايا.. إنما - أبدا - لا تتغير النهاية.
(اللعبة المدمرة)
لعبة المدير المدمر المفضلة هي إحكام القبضة الإدارية: (أن يضع عشرة قرود معا وأن يشاهد أي تسعة منهم يموتون)!
(الأيقونة)
حين ينصرم النهار تغدو السماء قاتمة، إنما حينما يأفل مدير مدمر تغدو الكيانات (مشرقة).
الأيقونة الأهم.. سلم النجاح لا يسمح البتة بأن تصعده مرتديا فكرا فاشلا؛ فشرطه الأول الفكر الواعي الإبداعي.. وعلى التوازي فإن حالات الإفلاس العظمى في التاريخ ما كانت مطلقا ناجمة عن عدم الاختيار.. بل -وحكما- كانت بسبب الخيار الخاطئ (الرئيس المدمر)، هنا منطق العقل يرفع نداء الاستغاثة عاليا: (أطفئ النار) حالا..!
@RimaRabah
الدليل السريع هو (المثلث السام) وأضلاعه الثلاثة هي (قائد مدمر) و(موظف شديد الخضوع) و(بيئة عمل سلبية). الشروط الرئيسية.. منع الجمهور من المشاركة والنقد ثم غياب الشفافية وأخيرا إلغاء ضوابط المتابعة والمراقبة والمساءلة، وبالتأكيد الاستقالة خارج الاحتمالية والحصانة لا نهائية، فإذا نجحت في اجتياز هذه المتطلبات نقول لك تهانينا أنت أتقنت أحد أجمل فنون التدمير (مبروك)!
(منهجية الإدارة المدمرة)
المدير المدمر ذو نهج تأديبي صارم هو كناظر المدرسة في تعامله مع التلاميذ شديدي الخوف، يفرض أوامره على الموظفين الهيابين فسرعان ما تصبح قيد التنفيذ وأحيانا تنتقل العدوى إلى مجموعة أخرى فيحصل الامتثال دون إكراه أو يتحقق لها التجاوب الذاتي من الموظف الحريص على السلام أو على تحقيق مصلحته أو الحفاظ على سمعته؛ فيبدأ المبادرة باتخاذ الرأي المناسب للإدارة وينتهج المبالغة في الدفاع طلبا للمكاسب، المغالاة هنا قد تكون على حساب قناعات الإنسان الشخصية فيقوم بما يسمى بالتزوير لآرائه وتفضيلاته لصالح الحظوة والقبول الاجتماعي الوظيفي أو بسبب الضغوط الاجتماعية الكبيرة.. الخلاصة أن غياب الشجاعة الأدبية في الموظف والمتمثلة في معارضة الإدارة الفاشلة على نحو صريح تكلفته إسكات صوت الضمير الحي أيا كان الثمن ثم تتوالى التبعات.
(القيادة السامة)
أولى سماتها فشل الرؤية في المنظمة والتعثر في مواجهة أي أزمة بل وخلق أزمات جديدة وكسر العقد النفسي بالاعتزاز والثقة وتدهور أداء فريق العمل وتفاقم حالة عدم الرضا بين الموظفين بشكل متسارع، هذه الإخفاقات غيرالمبررة لها مبررات مستحدثة كالشهرة فمن سمات أباطرة هوليوود كثافة ظهورهم الإعلامي في الصور في المجلات والحفلات ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر بكثير من حجم تواجدهم في مواقع الإنجاز والعمل.
(مشكلة الوكالة)
في علم الإدارة هذا المفهوم هو معضلة أخلاقية، ومن الأمثلة الشائعة أن يتشكك الشخص عما إذا كان مستشاره القانوني يوصي بالإجراءات القضائية المطولة لأنها حقا ضرورية لمصلحة قضيته أم لكونها تزيد الدخل لمكتب المحامي، أو قيام مدير المشتريات باستغلال صلاحياته بإجراء عقود شراء معدات مرتفعة التكلفة منخفضة المواصفات سعيا وراء مصالحه الشخصية على حساب مصلحة الشركة، هذه الظاهرة بدأت في الانتشار وبشكل تصاعدي مؤخرا؛ فالمدراء التنفيذيون يتلقون أرقاما فلكية من المرتبات والمكافآت وتضمنها لهم سلطة مجلس الإدارة بالتوقيع على أهلية الاستحقاق والصرف وبغض النظر عن سوء الأداء للموظف وفشل الكيان وتدهور القيمة السوقية والتي هي المسؤولية الأولى للقيادة.
وترتفع سرعة الوتيرة فيبدأ المدير التنفيذي بحشد أبواق الإساءة الإدارية المأجورة ضد كل من يحاول تصحيح المسار ويمنع منح أي مكافأة للموظفين ذوي الأداء الممتاز، ويتسع الشق عن الرقعة من خلال تشكل الولاءات القوية والأحزاب بين الرئيس التنفيذي مع مجلس الإدارة.. العبرة دائما أنه إذا كانت البداية بالاستخدام الخاطئ للسلطة فإن إساءة استخدام النفوذ من قبل الرئيس أو المدير التنفيذي تغدو هي الأمر الأكثر احتمالا.
(الخط الثاني ممنوع)
القائد المدمر يسعى دوما إلى الانضمام إلى الكيانات المهمة سعيا إلى الشهرة والربح السريع عبر تبديد أموالها، وذلك يستلزم -حكما- الهيمنة الكاملة على مفاصل القرار وعدم تجهيز (الخط الثاني للإدارة) فمن الضرورة بمكان أن تظل الإدارة في حدود خط الكفاف وبأي شكل كان لمنع حدوث الكارثة عليهم بالاستبدال.
الطمع نقيصة ومفسدة، والتعليل العقلاني أن الفكر المنحرف يعتمد منطق الغابة الذي يملي على الحيوانات المفهوم المتطرف فإما أن تحصل على أكبر حصة أو أنها سوف تموت جوعا.
(هدم الحوكمة)
تبدأ آلات ثقب الصخور في هدم الجدار الاستنادي للكيانات سواء كانت شركة عابرة للقارات أو ناديا رياضيا أو مصنعا للرخام، ويمهد العدد القليل (الموظفون المسالمون أو الأكثر خجلا أو الأقل تفكيرا) لمجموعة الأغلبية الاستمرار في طريق غير ممهد حتى يصلوا إلى السد والمواجهة مع سلطة البلطجة القاسية السائدة، وهكذا يبرز المسار السريع إلى (الانهيار المفاجئ)!!
الإدارة السامة نهج يعزز السلوكيات الهدامة ويغير خصائص الموظف الصالح، وفي النهاية يدمر المنظمة من خلال إنهاء النزاهة والحماسة والابتكار والإبداع؛ ففي خندق هذه الإدارة (المضادة للحوكمة) فقط تتغير الضحايا.. إنما - أبدا - لا تتغير النهاية.
(اللعبة المدمرة)
لعبة المدير المدمر المفضلة هي إحكام القبضة الإدارية: (أن يضع عشرة قرود معا وأن يشاهد أي تسعة منهم يموتون)!
(الأيقونة)
حين ينصرم النهار تغدو السماء قاتمة، إنما حينما يأفل مدير مدمر تغدو الكيانات (مشرقة).
الأيقونة الأهم.. سلم النجاح لا يسمح البتة بأن تصعده مرتديا فكرا فاشلا؛ فشرطه الأول الفكر الواعي الإبداعي.. وعلى التوازي فإن حالات الإفلاس العظمى في التاريخ ما كانت مطلقا ناجمة عن عدم الاختيار.. بل -وحكما- كانت بسبب الخيار الخاطئ (الرئيس المدمر)، هنا منطق العقل يرفع نداء الاستغاثة عاليا: (أطفئ النار) حالا..!
@RimaRabah