كروك: أمريكا المنقسمة خطر على العالم
فاينانشال تتساءل: هل يحارب الغرب من أجل القضايا الخطأ؟
فاينانشال تتساءل: هل يحارب الغرب من أجل القضايا الخطأ؟
الأربعاء - 02 مارس 2022
Wed - 02 Mar 2022
شكل الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا صدمة بدرجة ما للجميع، رغم أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وأعضاء إدارته كانوا يتوقعونه وتحدثوا عنه مرات عدة.
فحتى هؤلاء الذين توقعوا الغزو لم يصدقوا أنه سيحدث، والآن وقد حدث الغزو، وبدأت تداعياته تنكمش، تتسع الفجوة بين تصور أمريكا للعالم والواقع الفعلي بشدة بحسب المحلل البريطاني كلايف كروك.
وفي تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء قال كروك نائب رئيس تحرير مجلة إيكونوميست البريطانية المرموقة لنحو 12 عاما، إن هذه الفجوة بين الواقع وتصورات أمريكا للعالم، كافية لكي تجعل المرء يتساءل عما إذا كانت الولايات المتحدة المنقسمة تحارب من أجل القضايا الخطأ.
ويرى كروك، كاتب العمود السابق في صحيفة فاينانشال تايمز، أنه لو كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أكثر ثقة وتماسكا مع بعضهم بعضا، لتردد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غزو أوكرانيا. لكن الولايات المتحدة لا تبدو اليوم منقسمة، وإنما مشتتة. فالحرب الأهلية الثقافية الناشبة في المجتمع الأمريكي حاليا شتت الانتباه الأمريكي عن قضايا حيوية مثل التجارة والأمن القومي والسياسة الاقتصادية التي أصبحت ذات أهمية كبرى.
في المقابل يمكن القول بدقة أكبر إن ما يأمله بوتين من هذه الحرب ليس واضحا، وقد يكون فوجئ بقوة المقاومة الشعبية لهذا الغزو، وبقدر من الحظ يمكن اعتبار غزوه لأوكرانيا في وقت لاحق مجرد خطأ فادح. ورغم ذلك هناك أمر واحد واضح في اللحظة الراهنة وهو شكواه مما فعلته الولايات المتحدة والغرب مع بلاده، والتي تعد قوة دفع. فالرئيس الصيني شي جين بينج الذي يقترب تدريجيا من بوتين يرى أن كرامته أيضا على المحك عندما يتعامل مع الغرب المتآمر الذي يمارس القمع على الآخرين تاريخيا.
والآن يمكن القول إن الرئيس الأمريكي يقول لنفسه حاليا إن اثنتين من أكبر القوى النووية في العالم وهما روسيا والصين تنظران إلى أوروبا والولايات المتحدة ليس فقط باعتبارهما غير صديقين ولا حتى منافسين وإنما باعتبارهما عدوين حقيقيين أو محتملين. معنى هذا أنه وبعد ثلاثة عقود من انهيار الاتحاد السوفيتي وتبني الصين لاقتصاد السوق بسمات الحكم الشمولي، فإن العالم أصبح مكانا أشد خطورة.
ومن المحتمل أن تزداد خطورة العالم خلال الأسابيع والشهور المقبلة. فالغرب الذي لم يكن يريد الحديث عن مستقبل أوكرانيا باعتبارها دولة غير منحازة لا لروسيا ولا للغرب. وقبل أسابيع قليلة مضت كانت السيادة تنتصر على المدافع، لكن مستقبل أوكرانيا الآن قد يخضع لروسيا، مع وجود قوات روسيا على طول الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، في حين يفكر بوتين في خطواته التالية.
في الوقت نفسه ستكون هذه التطورات مهمة بالنسبة للرئيس الصيني شي جين بينج وهو يدرس الاهتمام والإنفاق العسكري لكل من الولايات المتحدة وحلفائها، وكذلك مستقبل تايوان.
ويقول كروك إنه في ظل عالم أصبحت القوة الغاشمة فيه مهمة لإدارة شؤون الدول، تصبح الحكمة، هي الحديث المرن مع حمل عصا غليظة.
ويرى أن القدرة الحالية المفاجئة على تصديق ما نعرفه عن العالم الآن، قد لا تدوم، وبالتالي نشعر بالدهشة عندما تهاجم الصين تايوان مثلا. لكن إذا استمرت هذه الرؤية للعالم، فإنها تستدعي التعامل مع العلاقات الدولية بنهج مختلف. ويجب زيادة الاهتمام بقضايا الأمن القومي وتخصيص المزيد من الموارد لها في الولايات المتحدة التي كانت تأمل في تقليص هذه المخصصات من خلال التحرر من التزاماتها تجاه أوروبا. كما أن التحدي أكبر بالنسبة لأوروبا، فهي ستحتاج إلى التعامل مع أسئلة تواجهها للمرة الأولى في الذاكرة الحية للأجيال الحالية من الأوروبيين.
فحتى هؤلاء الذين توقعوا الغزو لم يصدقوا أنه سيحدث، والآن وقد حدث الغزو، وبدأت تداعياته تنكمش، تتسع الفجوة بين تصور أمريكا للعالم والواقع الفعلي بشدة بحسب المحلل البريطاني كلايف كروك.
وفي تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء قال كروك نائب رئيس تحرير مجلة إيكونوميست البريطانية المرموقة لنحو 12 عاما، إن هذه الفجوة بين الواقع وتصورات أمريكا للعالم، كافية لكي تجعل المرء يتساءل عما إذا كانت الولايات المتحدة المنقسمة تحارب من أجل القضايا الخطأ.
ويرى كروك، كاتب العمود السابق في صحيفة فاينانشال تايمز، أنه لو كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أكثر ثقة وتماسكا مع بعضهم بعضا، لتردد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غزو أوكرانيا. لكن الولايات المتحدة لا تبدو اليوم منقسمة، وإنما مشتتة. فالحرب الأهلية الثقافية الناشبة في المجتمع الأمريكي حاليا شتت الانتباه الأمريكي عن قضايا حيوية مثل التجارة والأمن القومي والسياسة الاقتصادية التي أصبحت ذات أهمية كبرى.
في المقابل يمكن القول بدقة أكبر إن ما يأمله بوتين من هذه الحرب ليس واضحا، وقد يكون فوجئ بقوة المقاومة الشعبية لهذا الغزو، وبقدر من الحظ يمكن اعتبار غزوه لأوكرانيا في وقت لاحق مجرد خطأ فادح. ورغم ذلك هناك أمر واحد واضح في اللحظة الراهنة وهو شكواه مما فعلته الولايات المتحدة والغرب مع بلاده، والتي تعد قوة دفع. فالرئيس الصيني شي جين بينج الذي يقترب تدريجيا من بوتين يرى أن كرامته أيضا على المحك عندما يتعامل مع الغرب المتآمر الذي يمارس القمع على الآخرين تاريخيا.
والآن يمكن القول إن الرئيس الأمريكي يقول لنفسه حاليا إن اثنتين من أكبر القوى النووية في العالم وهما روسيا والصين تنظران إلى أوروبا والولايات المتحدة ليس فقط باعتبارهما غير صديقين ولا حتى منافسين وإنما باعتبارهما عدوين حقيقيين أو محتملين. معنى هذا أنه وبعد ثلاثة عقود من انهيار الاتحاد السوفيتي وتبني الصين لاقتصاد السوق بسمات الحكم الشمولي، فإن العالم أصبح مكانا أشد خطورة.
ومن المحتمل أن تزداد خطورة العالم خلال الأسابيع والشهور المقبلة. فالغرب الذي لم يكن يريد الحديث عن مستقبل أوكرانيا باعتبارها دولة غير منحازة لا لروسيا ولا للغرب. وقبل أسابيع قليلة مضت كانت السيادة تنتصر على المدافع، لكن مستقبل أوكرانيا الآن قد يخضع لروسيا، مع وجود قوات روسيا على طول الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، في حين يفكر بوتين في خطواته التالية.
في الوقت نفسه ستكون هذه التطورات مهمة بالنسبة للرئيس الصيني شي جين بينج وهو يدرس الاهتمام والإنفاق العسكري لكل من الولايات المتحدة وحلفائها، وكذلك مستقبل تايوان.
ويقول كروك إنه في ظل عالم أصبحت القوة الغاشمة فيه مهمة لإدارة شؤون الدول، تصبح الحكمة، هي الحديث المرن مع حمل عصا غليظة.
ويرى أن القدرة الحالية المفاجئة على تصديق ما نعرفه عن العالم الآن، قد لا تدوم، وبالتالي نشعر بالدهشة عندما تهاجم الصين تايوان مثلا. لكن إذا استمرت هذه الرؤية للعالم، فإنها تستدعي التعامل مع العلاقات الدولية بنهج مختلف. ويجب زيادة الاهتمام بقضايا الأمن القومي وتخصيص المزيد من الموارد لها في الولايات المتحدة التي كانت تأمل في تقليص هذه المخصصات من خلال التحرر من التزاماتها تجاه أوروبا. كما أن التحدي أكبر بالنسبة لأوروبا، فهي ستحتاج إلى التعامل مع أسئلة تواجهها للمرة الأولى في الذاكرة الحية للأجيال الحالية من الأوروبيين.