عادل الحميدان

نحن وصوت المعركة

الثلاثاء - 01 مارس 2022

Tue - 01 Mar 2022

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. قد تبدو هذه العبارة مستساغة إذا كان من يرددها مواطنا روسيا أو صرخة تطلقها سيدة أوكرانية (سنعرف لاحقا لماذا اخترنا سيدة عند الحديث عن مواطني أوكرانيا)، لكنها أصبحت واقعا في عالم الإنترنت مع العلم أنها ليست من ضمن قائمة TOP 10 فيما يتعلق بحياتنا اليومية ومستقبلنا.

ورغم الحديث عن تحول العالم إلى قرية صغيرة، وأن التقنية قربت البعيد، إلا أن الواقعية تفترض أن لا ناقة لنا في الحرب الروسية الأوكرانية ولا جمل، شأننا في ذلك شأن غالبية شعوب العالم.

ومع ارتفاع صوت المعركة في وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت يشعر المرء أن هناك حدودا برية تربطنا بروسيا، أو أن هناك مليون سعودي يعيشون في أوكرانيا، فمنذ بدء العمليات العسكرية علا صوت المعركة حتى على المناكفات المعتادة بين جماهير الأندية الرياضية.

بحثنا كغيرنا في قوقل ولكن ليس قوقل المحرك الشهير، بل في إحصاءات قوقل باستخدام كلمات عربية على مستوى العالم لنعرف اهتمامات الناطقين بلغة الضاد، فوجدنا أن كلمة روسيا تصدرت عمليات البحث، ووصف الارتفاع في نسبتها بأنه (ارتفاع هائل) تبرز عبارات مثل سبب ضرب روسيا لأوكرانيا.. ما سبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟ .. ومفردات مثل خسائر .. آخر أخبار.

أثناء البحث دارت في الرأس أسئلة تفوق في عددها أسئلة الباحثين عن سبب الحرب في شرق أوروبا، وجميعها تصب في مسار واحد.. هل تساءل الروس عن سبب حروبنا التي نخوض دفاعا عن أواطننا؟ وهل تصدر تصدينا لمسيرات وصواريخ عملاء إيران في اليمن اهتمامات الأوكرانيين في تويتر؟

بالعودة إلى موضوعنا.. بالنسبة لكلمة أوكرانيا -والبحث لا يزال على المستوى العالمي- نجد ذات التساؤلات عن سبب الحرب، يليها في الترتيب أسئلة عن رئيس أوكرانيا ومهنته السابقة وديانته وعن علم أوكرانيا.. ونسبة المسلمين في أوكرانيا -وكأننا في قلة من المصائب-.

واللافت أن كلمات مفتاحية مثل ملكة جمال أوكرانيا ورئيسة أوكرانيا السابقة سبقت كل ما تقدم بالنسبة لاهتمام الباحثين بالعربية!

أطرف عبارة بحث في الشأن الأوكراني، ولحسن الحظ أنها في قائمة (ارتفاع هائل) كانت «كم تبعد أوكرانيا عن السعودية»، وفي هذه العبارة المختصر المفيد.

@Unitedadel