تكامل الابتكار في التعليم والبحث والتطوير بالقياس
الأحد - 27 فبراير 2022
Sun - 27 Feb 2022
ما تم الإعلان عنه من وضع أهداف خمسة لتحويل الطلاب إلى مبدعين ومبتكرين يعتبر بحد ذاته توجها يدعو للتفاؤل، من خلال طرح مسابقة رقمية أطلقت عليها اسم «مدرستي تبرمج»، والتي دشن وزير التعليم المرحلة الثانية منها في شهر فبراير 2022، وستكون خطوة في الطريق الصحيح المواكب لأهداف التنمية المستدامة إذا تبعتها خطوات تطويرية مرتبطة بتكامل ديناميكي في «القياس في الابتكار لا بتحديد الابتكار بالمقاس»، حتى تؤسس لانطلاقة حقيقية نحو خلق مجتمع تعليمي متفاعل إبداعيا بنسب عالية من المراحل الأولية في التعليم العام نحو التعليم العالي الجامعي والتقني، وحتى نتخطى «الابتكار بالمقاس» وننتقل نحو تعزيز الابتكار الاجتماعي الذي يصقل الحياة وجودتها بحلول مبتكرة للعيش الرغيد.
ولا شك أننا عشنا نقلة نوعية في التعليم والتواصل العلمي والعملي أفرزتها الجائحة الكورونية التي أجبرت المجتمعات عالميا بالتعامل بالبرمجيات الرقمية والمنصات الافتراضية الذكية بغض النظر عن سلبياتها التي حدثت في بداية المرحلة التغييرية، فهو أمر طبيعي لأي مشروع استثنائي طارئ ومرحلي يواجه صعوبات وتحديات من ردة فعل اجتماعية مرتبطة بالقناعات من جهة، ومرتبطة بتوفر المصادر التكميلية المساعدة والتشجيعية من جهة أخرى.
فمن ينشد الوصول للقمة؛ فعليه أن يخرج من دائرة الابتكار إلى ما بعد الابتكار Innovation-Meta في زمن الثورة الصناعية الرابعة الرقمية الذكية، ويعيد حساباته ويفحص توجهاته ويستوعب أن العالم بدأ يتخطى مراحل الابتكار التقليدية التي ترتبط بالمقاس نحو تعزيز الابتكار بالقياس، أي بمعنى أن التوجيه لمسابقات ومناسبات ومؤتمرات وهاكاثونات في الابتكار بشتى ارتباطاته بحد ذاته فلسفة محدودة -لفئات محدودة- ظروفها تخدمها بمعنى «المقاس»، والتوجه نحو تحقيق الرؤية 2030 يحتاج تأسيس منصات قياس ديناميكية تحاكي ما يدور في الساحة الابتكارية ومنها فكرة منصة Dynamic Innovation Driver التي تمتلك في طياتها القياس والتحفيز والرصد للجميع بدون توقف من أفراد وتنظيمات، على عكس المنصات المنتشرة في أرجاء العالم شبه الديناميكية أو الساكنة Static.
وإنشاء هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار الذي وافق عليها مجلس الوزراء في منتصف عام 2021 تقريبا له بعد استراتيجي عظيم ضمن رؤية المملكة 2030، ومجلس الإدارة للهيئة الذي يرأسه وزير الاتصالات يقع على عاتقه جهد كبير لبلورة الأهداف المتوافقة مع الرؤية الواعدة ليخرج من دائرة «المقاس» وشبه الديناميكية أو السكون، ليس فقط بما يخص البرمجيات وتقنية المعلومات المنجذبة إليها الساحة الابتكارية حسبما توجهها المعتقدات والاهتمامات الفردية وتسوقها فحسب، بل في التكامل وما بعد التكامل في البحث والتطوير والابتكار الشامل في كل التخصصات البعيد عن «المقاس»، لتكون المرجع التنفيذي الديناميكي والرقابي للقياس الذي تستند وتسير عليه كل القطاعات الحكومية والخاصة، وليساعد على الدفع بمؤشر المملكة عاليا في منظومة مؤشر الابتكار العالمي GII.
فالسعي للتكامل وما بعد التكامل في الابتكار البعيد عن «المقاس» للوصول للقمة ومنافسة ومقارعة القابعين في القمة؛ يستدعي تتبع ومحاكاة وتبني ما يتم صياغته من مشاريع عالمية تستند على مواصفات توافقية عالمية في الابتكار، وكما أشرنا سابقا في سياق مقالات معنية بالابتكار (وذكر فإن الذكرىٰ تنفع المؤمنين)، تعمل حاليا خبرات متعددة من كافة دول العالم تقريبا على دراسة مواصفة متخصصة في القياس وصياغتها تحت مظلة الأيزو العالمية وتحديدا مواصفة ISO 56008 المعنية «بقياس تشغيل الابتكار» الأولى من نوعها عالميا ضمن عائلة إدارة الابتكار ولجنتها التقنية ISO/TC 279، والمملكة بصفة مشارك في اللجنة التقنية باسم الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، مفترضا الاستعانة بها والاستشارة بخبرائها المشاركين في اللجنة التقنية، لأن المواصفة التي مر على بداية انطلاق مشروع دراستها ثلاث سنوات تقريبا، قد بدأت تتبلور وتظهر بعض نتائج دراستها المكثفة بشمولها على كم هائل من المعلومات الموجهة بيسر لقياس الابتكار ومن الأمثلة القيمة والمتنوعة للقياس ومؤشراته في قطاعات عدة.
وبحكم تواجدي الذي أتشرف به ممثلا للمملكة تحت مظلة SASO في اللجنة التقنية العالمية وعلى اطلاع تام على الخطوات التأسيسية ومشارك منذ سنوات في أكثر من مواصفة في عائلتي إدارة الابتكار والذكاء الاصطناعي، وتعمقا بالتحديد في صياغة المواصفة الأولى من نوعها عالميا لقياس تشغيل الابتكار وما ينبض به الخبراء المشاركون من معلومات وإبداعات في الابتكار، وموكلا إلي على رأس مجموعة صياغة أمثلة حية في ابتكار المنشآت المتوسطة وأيضا في الابتكار الحكومي، أدعو المهتمين وصناع القرار في كافة القطاعات لاقتناء العائلة بأكملها ISO/TC 279 ممن يبحثون عن الاحتواء التنظيمي المتكامل للابتكار في تنظيماتهم دون عناء في صعوبة الانطلاق بمعنى «كيف نبدأ وكيف نخطو وكيف نراقب وكيف نقيم وكيف نقيس» تلبية لأهداف الرؤية 2030، لأنها تضم 11 مواصفة تغطي كل الاحتياجات تقريبا، منها المعلن ومنها تحت التأسيس وكتيب إرشادي توضيحي لمواصفة إدارة نظام الابتكار يشرف على الانتهاء التأسيسي.
zuhairaltaha@
ولا شك أننا عشنا نقلة نوعية في التعليم والتواصل العلمي والعملي أفرزتها الجائحة الكورونية التي أجبرت المجتمعات عالميا بالتعامل بالبرمجيات الرقمية والمنصات الافتراضية الذكية بغض النظر عن سلبياتها التي حدثت في بداية المرحلة التغييرية، فهو أمر طبيعي لأي مشروع استثنائي طارئ ومرحلي يواجه صعوبات وتحديات من ردة فعل اجتماعية مرتبطة بالقناعات من جهة، ومرتبطة بتوفر المصادر التكميلية المساعدة والتشجيعية من جهة أخرى.
فمن ينشد الوصول للقمة؛ فعليه أن يخرج من دائرة الابتكار إلى ما بعد الابتكار Innovation-Meta في زمن الثورة الصناعية الرابعة الرقمية الذكية، ويعيد حساباته ويفحص توجهاته ويستوعب أن العالم بدأ يتخطى مراحل الابتكار التقليدية التي ترتبط بالمقاس نحو تعزيز الابتكار بالقياس، أي بمعنى أن التوجيه لمسابقات ومناسبات ومؤتمرات وهاكاثونات في الابتكار بشتى ارتباطاته بحد ذاته فلسفة محدودة -لفئات محدودة- ظروفها تخدمها بمعنى «المقاس»، والتوجه نحو تحقيق الرؤية 2030 يحتاج تأسيس منصات قياس ديناميكية تحاكي ما يدور في الساحة الابتكارية ومنها فكرة منصة Dynamic Innovation Driver التي تمتلك في طياتها القياس والتحفيز والرصد للجميع بدون توقف من أفراد وتنظيمات، على عكس المنصات المنتشرة في أرجاء العالم شبه الديناميكية أو الساكنة Static.
وإنشاء هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار الذي وافق عليها مجلس الوزراء في منتصف عام 2021 تقريبا له بعد استراتيجي عظيم ضمن رؤية المملكة 2030، ومجلس الإدارة للهيئة الذي يرأسه وزير الاتصالات يقع على عاتقه جهد كبير لبلورة الأهداف المتوافقة مع الرؤية الواعدة ليخرج من دائرة «المقاس» وشبه الديناميكية أو السكون، ليس فقط بما يخص البرمجيات وتقنية المعلومات المنجذبة إليها الساحة الابتكارية حسبما توجهها المعتقدات والاهتمامات الفردية وتسوقها فحسب، بل في التكامل وما بعد التكامل في البحث والتطوير والابتكار الشامل في كل التخصصات البعيد عن «المقاس»، لتكون المرجع التنفيذي الديناميكي والرقابي للقياس الذي تستند وتسير عليه كل القطاعات الحكومية والخاصة، وليساعد على الدفع بمؤشر المملكة عاليا في منظومة مؤشر الابتكار العالمي GII.
فالسعي للتكامل وما بعد التكامل في الابتكار البعيد عن «المقاس» للوصول للقمة ومنافسة ومقارعة القابعين في القمة؛ يستدعي تتبع ومحاكاة وتبني ما يتم صياغته من مشاريع عالمية تستند على مواصفات توافقية عالمية في الابتكار، وكما أشرنا سابقا في سياق مقالات معنية بالابتكار (وذكر فإن الذكرىٰ تنفع المؤمنين)، تعمل حاليا خبرات متعددة من كافة دول العالم تقريبا على دراسة مواصفة متخصصة في القياس وصياغتها تحت مظلة الأيزو العالمية وتحديدا مواصفة ISO 56008 المعنية «بقياس تشغيل الابتكار» الأولى من نوعها عالميا ضمن عائلة إدارة الابتكار ولجنتها التقنية ISO/TC 279، والمملكة بصفة مشارك في اللجنة التقنية باسم الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، مفترضا الاستعانة بها والاستشارة بخبرائها المشاركين في اللجنة التقنية، لأن المواصفة التي مر على بداية انطلاق مشروع دراستها ثلاث سنوات تقريبا، قد بدأت تتبلور وتظهر بعض نتائج دراستها المكثفة بشمولها على كم هائل من المعلومات الموجهة بيسر لقياس الابتكار ومن الأمثلة القيمة والمتنوعة للقياس ومؤشراته في قطاعات عدة.
وبحكم تواجدي الذي أتشرف به ممثلا للمملكة تحت مظلة SASO في اللجنة التقنية العالمية وعلى اطلاع تام على الخطوات التأسيسية ومشارك منذ سنوات في أكثر من مواصفة في عائلتي إدارة الابتكار والذكاء الاصطناعي، وتعمقا بالتحديد في صياغة المواصفة الأولى من نوعها عالميا لقياس تشغيل الابتكار وما ينبض به الخبراء المشاركون من معلومات وإبداعات في الابتكار، وموكلا إلي على رأس مجموعة صياغة أمثلة حية في ابتكار المنشآت المتوسطة وأيضا في الابتكار الحكومي، أدعو المهتمين وصناع القرار في كافة القطاعات لاقتناء العائلة بأكملها ISO/TC 279 ممن يبحثون عن الاحتواء التنظيمي المتكامل للابتكار في تنظيماتهم دون عناء في صعوبة الانطلاق بمعنى «كيف نبدأ وكيف نخطو وكيف نراقب وكيف نقيم وكيف نقيس» تلبية لأهداف الرؤية 2030، لأنها تضم 11 مواصفة تغطي كل الاحتياجات تقريبا، منها المعلن ومنها تحت التأسيس وكتيب إرشادي توضيحي لمواصفة إدارة نظام الابتكار يشرف على الانتهاء التأسيسي.
zuhairaltaha@