بسام فتيني

المتحدث الرسمي الحقيقي!

الأحد - 27 فبراير 2022

Sun - 27 Feb 2022

حين يكون الحديث عن أبرز من كانوا في منصب (المتحدث الرسمي) فلا يمكن أن ننسى بعض الأسماء التي كانت بحق كفؤا بمنصب كهذا ونفتقد أمثالهم اليوم!

لي شخصيا تجارب رائعة مع متحدثين رسميين سابقين ترجلوا من مناصبهم الآن ولعل جميع من في الوسط الصحفي والإعلامي يفتقدهم؛ لأنهم كانوا فعلا عونا لأفراد السلطة الرابعة، ومن ينسى اللواء منصور التركي حين كان متحدثا لوزارة الداخلية وتفاعله الدائم واللحظي والسريع مع رجال الصحافة والإعلام؟ بل وأذكر في إحدى المرات اتصلت عليه للتأكد من معلومة وصلتني وفي أقل من 3 ثوان من اتصالي أغلق الخط في وجه الاتصال وقبل أن أحاول أن أجد سبعين عذرا لأخي المسلم - استلمت منه رسالة نصية فورا كان نصها (أعتذر عن التواصل الآن لوجودي في اجتماع رسمي ويرجى التواصل مع العقيد... لخدمتكم)!

وفي هذا التصرف قمة الرقي الذي قلما أجده من (بعض) متحدثي الجهات الرسمية، والقائمة تطول بذكر الرائعين في هذا المجال وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر منهم مبارك العصيمي متحدث وزارة التربية والتعليم (سابقا).

وكذلك الرائع خالد أبا الخيل متحدث وزارة العمل(سابقا)، وهاني الغفيلي متحدث وزارة الثقافة والإعلام (سابقا) ولا أنسى القدير عبدالرحمن الحسين متحدث وزارة التجارة، وأخيرا وليس آخرا السفير الجميل أسامة نقلي متحدث وزارة الخارجية (سابقا) كل من ذكرتهم كانوا بحق نماذج مضيئة للمتحدثين الرسميين ممن كانوا على قدر مركزهم علما وثقافة وإلماما بدورهم دون كلل أو ملل وكانوا فعلا عند الطلب يوفون بعهودهم أو يعتذرون عند تأخرهم في إعطاء المعلومة بل وحتى رفضهم المؤدب للإدلاء بمعلومة ما أو خبر ما كان له ما يبرره بلطف ومهنية عالية.

إن بعض متحدثي اليوم يكتفون ببيانات مكتوبة باردة لا تسمن ولا تغني من جوع وليس لهم أي تواجد مرئي ومسموع، والحديث يطول لكن أختم بنصيحة محب للجيل الجديد من المتحدثين الرسميين.. صدقوني قربكم من أهل الصحافة والإعلام واطلاعهم مبكرا على جهودكم بل وحتى الرد على انتقادهم وتفنيده هو ما سيخدم جهاتكم ليبرز الإيجابيات ويحلحل السلبيات لتحل لكن صمتكم وتهربكم واكتفاءكم دائما بأن تكونوا في خانة (رد الفعل) سيجعلكم كإخوانكم الصامتين لا قيمة لكم؛ فلا تكونوا كأصنام صنعتها الوظيفة فتخسرون نصح المُحب ودعم الداعم واجتياح الملامة عليكم من اللائم، تحدثوا ناقشوا تواصلوا تقبلوا النقد كونوا متفاعلين ومتحدثين كفاكم صمتا.

BASSAM_FATINY@