20 ألف عربي يواجهون الرعب في أوكرانيا

استيقظوا على القصف والانفجارات ويواجهون مصيرا مجهولا
استيقظوا على القصف والانفجارات ويواجهون مصيرا مجهولا

الأحد - 27 فبراير 2022

Sun - 27 Feb 2022

استيقظ الطالب المصري أحمد قبل أيام على أصوات القصف والانفجارات، عاش ساعات من الرعب وسط مصير مجهول.

بعدما ترك بلده لدراسة الصيدلة في شرق أوكرانيا، بجامعة خاركوف، وجد نفسه وسط أتون حرب لا يعلم أحد مداها. لم تصبه القذائف، ولكن الرعب الذي عاشه قد لا يمحى من ذاكرته أبدا، ويعيش الآن على أمل العودة إلى وطنه، وإن كان من دون الشهادة الجامعية التي اغترب من أجلها.

أكثر من 20 ألف شخص يواجهون نفس المصير الذي حل بالطالب أحمد متولي، فحسب التقديرات غير الرسمية تحتضن أوكرانيا أكثر من 20 ألف عربي، فيما تؤكد وزارة الهجرة المصرية أن 6 آلاف مصري بينهم ثلاثة آلاف طالب في أوكرانيا، موزعون على 21 مدينة، لا يستطيعون العودة إلى أرض الوطن بسبب توقف الطيران بعد الغزو الروسي.

حالة حرب

تبدلت أحوال العرب في أوكرانيا رأسا على عقب، فبينما يحتمي كثيرون في الملاجئ، يتوجه آخرون إلى الحدود البولندية. وتنقسم توجيهات الدول العربية لرعاياها بين الدعوات لـ»الالتزام بالبقاء في المنازل» وإجلاء محتمل.. وفقا لموقع (DW عربية).

تقول الأردنية أم عامر «لا أدري ماذا أقول! فمهما قلت لك، لن أستطيع أن أعبر عن حالنا، نعيش حالة حرب بكل ما فيها».

تضيف «هناك صفارات إنذار وأصوات قصف وحظر تجول، العرب الذين استطاعوا المغادرة توجهوا، مثل الكثير من الأوكرانيين، إلى الحدود البولندية، أما الذين لم يستطيعوا المغادرة فيمكثون في الملاجئ».

ويسود الخوف في كييف مع توقع توغل القوات الروسية في العاصمة، وذلك بعد «هجمات صاروخية روسية مروعة» على المدينة التي يبلغ عدد سكانها قرابة ثلاثة ملايين نسمة، كما أعلنت الحكومة الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على مطار هوستوميل الاستراتيجي خارج العاصمة الأوكرانية كييف وقامت بإنزال مظليين في المنطقة.

ألعاب نارية

ويؤكد مؤمن العراقي، وهو مقيم في خاركوف، إنهم استيقظوا على وقع القصف الروسي، ويضيف «اضطررنا إلى الخروج من المدينة إلى منطقة قريبة».

ويقيم مؤمن (28 عاما) في أوكرانيا منذ عشر سنوات، ويعيش مع زوجته الأوكرانية وطفليه. يقول «طفلتي ياسمين (6 أعوام) اعتقدت في البداية أن القصف عروض للألعاب النارية، فهي لا تعرف ما هي الحرب!»، ويتابع: «كثيرون هربوا إلى الحدود البولندية، لكننا لم نتمكن من ذلك، بانتظار الفرصة المناسبة لذلك عندما يهدأ الوضع».

ويلجأ المدنيون للاحتماء في محطات المترو تحت الأرض أو في الملاجئ، ومنهم وائل العلامي، مدير مركز «الرائد» الإعلامي في كييف، والذي قال: «لا أعرف ماذا أقول! وضعنا صعب، فهناك قصف، والآن خرجت من البيت متجها إلى الملجأ ولذلك لا أستطيع التحدث أكثر»، وذلك عبر رسالة صوتية على تطبيق واتس اب، ويبدو من صوته أنه كان يجري لاهثا.

الأوضاع سيئة

وينشغل الطبيب السوري عبد الستار شاهين مع عائلته وعائلات سورية أخرى للخروج من خاركوف إلى الحدود البولندية. ويقول «الأوضاع سيئة وتصبح أسوأ».

وحتى في بعض المدن الواقعة وسط أوكرانيا، مثل دنيبرو، ثالث أكبر مدينة في البلاد، «هناك حركة نزوح كبيرة جدا إلى الحدود البولندية»، كما يقول الطالب السوري جعفر الحسين، وهو في طريقه من دنيبرو إلى مدينة لفوف الأوكرانية على الحدود البولندية، مع ثلاثة من أصدقائه.

ويروي الطالب المصري أحمد متولي قصته فيقول «إنه كغيره من أهالي مدينة خاركوف (على بعد نحو 400 كلم من العاصمة كييف)، اضطر للجوء إلى المخابئ للاحتماء من القذائف الروسية، في انتظار توفير ممر آمن للخروج إلى مناطق بعيدة عن العمليات العسكرية وتمكنه من مغادرة أوكرانيا.

صعوبة المغادرة

ويؤكد المسؤول الإعلامي للجالية المصرية في أوكرانيا أحمد فرحات، والمقيم بالعاصمة «كييف»، أن إدارة الجالية تحاول التواصل مع أعضائها للاطمئنان على أحوالهم، وطمأنتهم مع فتح قنوات اتصال مباشرة مع السفارة المصرية ووزارة الهجرة، مشيرا إلى أن عددا من المصريين في أوكرانيا نزحوا عبر الحدود إلى بولندا ورومانيا للهروب من جحيم الحرب.

وكشف أن بعض المصريين لا يزالون عالقين في مدينة خاركوف شرق أوكرانيا، بسبب صعوبة حالة المرور وتزاحم السيارات، وسط محاولات معظم السكان هناك للنزوح إلى مناطق أكثر أمانا.

وأوضح أنه قرر الالتزام في منزله بالعاصمة كييف بصحبة عدد من المصريين، وسط تخوف مما قد يقابلهم في طريقهم إذا تحركوا للمناطق الحدودية، كاشفا عن أن الوضع الحالي غير مستقر في جميع مدن أوكرانيا مع تزاحم المواطنين على شراء المواد والسلع الغذائية.

تباين سياسي

ويقول رئيس البيت العربي في أوكرانيا صلاح زقوت، «إن هناك تباينا في الآراء السياسية من الأزمة بين البعض خصوصا الجالية السورية، التي يرى الموالون للحكومة السورية أن ما يحدث في أوكرانيا هو موجه ضد روسيا بسبب مواقفها، فيما أبدى آخرون سعادتهم بما يحدث. أما الاتجاه الثالث المتوازن يرى أن أوكرانيا يجب أن تكون غير مقسمة ولا تدخل في أي أحلاف لا من الشرق أو من الغرب».

وأشار إلى تصاعد وتيرة الأحداث، مع ارتفاع عدد القتلى في ساحة الاستقلال، دفع السفارات العربية إلى إطلاق تحذيرات وتنبيه على العرب بعدم التوجه إلى الأماكن الخطرة، ويؤكد أن الجالية العربية ستكون محايدة؛ لأنه يغلب عليها التعليم الجامعي، ولهم طابع مختلف عن الجاليات العربية الأخرى المنتشرة.

العرب في أوكرانيا:

  • 20 ألف عربي.

  • 8 آلاف سوري.

  • 6 آلاف مصري.

  • 4 آلاف فلسطيني.

  • 1 ألف أردني.

  • 1 ألف بقية الجاليات العربية.

  • 13 سفارة عربية.