3 دول تساند الدب الروسي

إيران ألقت باللوم على الناتو.. والصين دعت لترك موسكو تتصرف بحريتها
إيران ألقت باللوم على الناتو.. والصين دعت لترك موسكو تتصرف بحريتها

الأحد - 27 فبراير 2022

Sun - 27 Feb 2022








مدرعة أوكرانية مدمرة                                        (د ب أ)
مدرعة أوكرانية مدمرة (د ب أ)
في وقت تحتدم فيه المعارك وتواصل فيه روسيا عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا، تتسارع التدابير والإجراءات التي يعلن عنها بين لحظة وأخرى من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين ضد موسكو. وبينما يسعى هذا المعسكر إلى ممارسة سياسة الضغط القصوى بهدف ردع الدب الروسي وتحجيمه، تقف على الطرف الآخر، الصين وإيران بمواقف مغايرة.

فالصين، التي رفضت وصف ما يجري على الأراضي الأوكرانية بالغزو واعتبرته وصفا متحيزا، كانت واحدة من ثلاث دول امتنعت عن التصويت على قرار يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا في مجلس الأمن، ونأت بنفسها عن معسكر فرض العقوبات، مؤكدة على لسان المتحدثة باسم وزارة خارجيتها أن روسيا دولة كبرى وتتصرف بشكل مستقل بناء على قراراتها الاستراتيجية.

وكذلك الحال بالنسبة لإيران التي اكتفت بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، وألقت باللوم في الأزمة على «استفزازات الناتو».

ويرى مراقبون أن موقف كل من بكين وطهران ليس مستغربا، فإن لم يكن انطلاقا من مصالح مشتركة مع موسكو، فهو من باب كسر الوصاية الأمريكية والتصدي لهيمنتها وتحكمها في بوصلة السياسات الحاكمة للنظام العالمي.

وهنا ربما وجدت إسرائيل نفسها في مأزق، ما بين البحث عن مصالحها هي الأخرى، وما بين عدم إغضاب الإدارة الأمريكية.

وظلت المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تساورها حالة من القلق من إدانة العملية العسكرية الروسية، خشية أن تقيد روسيا نشاطها العسكري في سوريا ودول المنطقة، من خلال إمداد دمشق بأسلحة متطورة لتوثيق العلاقات أكثر مع طهران.

وذكرت صحيفة هآرتس أن تل أبيب تريثت لأيام محاولة تقييم تداعيات الأحداث على المنطقة قبل أن تدين على لسان وزير خارجيتها يائير لابيد الغزو الروسي، واصفة إياه بأنه انتهاك صارخ للنظام الدولي». وأشارت الصحيفة إلى أنه طلب، في بادئ الأمر، من قادة الجيش والدائرة السياسية عدم التعليق على ما يجري، منعا لتفسير أي تصريحات بشكل قد يؤثر على العلاقات الحساسة مع موسكو، خاصة فيما يتعلق بالساحة السورية.

وربما لم يكن هذا الموقف وليد هذه الأزمة أو جديدا، فإسرائيل كانت تمضي على حبل مشدود في أمر يتعلق بموقف واضح من روسيا منذ أن ضمت الأخيرة شبه جزيرة القرم عام 2014.

ويرى محللون أن إسرائيل كانت تحاول الحفاظ على موقف الحياد في هذا الصراع الممتد والمتعدد الأطراف، وأنه مع تطور الأحداث، لم يكن أمامها سوى إدانة الاجتياح الروسي لأوكرانيا علنا.

ويكاد يتفق الخبراء الإسرائيليون في المؤسسات الأمنية على صعوبة التنبؤ بالسلوك الروسي عامة، وتوجهات الرئيس فلاديمير بوتين بعد قراره بغزو أوكرانيا على نحو خاص، وبالتالي فإن على إسرائيل أن تتحسب لأزمة أكبر في علاقتها بروسيا على المدى القصير، وفقا لتحليل لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.

وفي الوقت نفسه، فإن الانحياز الإسرائيلي الصريح للموقف الأمريكي والغربي ربما يكلفها مخاطر أمنية شديدة سواء على جبهة المواجهة المفتوحة مع إيران في سوريا ولبنان، أو حتى على حدود إسرائيل الجنوبية مع قطاع غزة، لا سيما إذا ما اختارت موسكو أن ترد على إسرائيل في هذه الجبهات ، بحسب مركز الأهرام.

تركيا هي الأخرى، وعلى الرغم من إدانتها للعملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، تحاول الحفاظ على موقف متوازن، حيث ذهب فريق من المحللين إلى تفسير عدم إقدامها على اتخاذ موقف أقوى بمخاوف من رد روسي قوي يؤثر على الدور الذي تلعبه أنقرة في نقاط ساخنة كسوريا وليبيا، فضلا عن اعتمادها بشكل كبير على الغاز والقمح الروسيين.

تفسير ربما يدعمه مسارعة أنقرة لنفي ما جاء على لسان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي السبت أن تركيا اتخذت قرارا بمنع مرور السفن الحربية الروسية إلى البحر الأسود، عبر مضيقي البوسفور والدردنيل.