ناصر صالح الغميز

التعليم الزراعي وفق رؤية المملكة 2030

السبت - 26 فبراير 2022

Sat - 26 Feb 2022

يشهد التعليم العالي في المملكة نهضة غير مسبوقة في ظل توجيهات ودعم حكومة خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وولى عهده الأمين، تمثلت بافتتاح عدد من الجامعات الحكومية في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، بهدف التوسع والرقي بتعليمنا الجامعي ومواكبة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة في جميع مناشط الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والصحية والزراعية.

ويعتبر التعليم الجامعي الزراعي من التخصصات التطبيقية التي أخذت نصيبها من دعم واهتمام الدولة منذ بداية التعليم العالي في المملكة، والذي تزامن مع بدايات النهضة الزراعية في المملكة، حيت تم افتتاح عدد من الكليات الزراعية والمعاهد الفنية الزراعية. أسهمت تلك المؤسسات التعليمية في تخريج عدد من الكوادر الوطنية التي شاركت في الارتقاء بالتنمية الزراعية في المملكة على مدى العقود الماضية، إلا أن التعليم الجامعي الزراعي شهد انحسارا في العقد الأخير من التسعينات الميلادية وبداية الألفية، تمثل في عزوف الطلاب عن الالتحاق بكليات الزراعة، والذي يعود إلى حاجة سوق العمل الزراعي وبالتالي انخفاض ثقة الطلاب في المستقبل الوظيفي لخريج التخصصات الزراعية مقارنة بالتخصصات العلمية الأخرى.

إلا أنه ومع التوجه الجديد في الاهتمام بالجانب البيئي والزراعي بشقيه النباتي والحيواني، والذي يندرج ضمن رؤية المملكة 2030، والتي منها لا الحصر مشروع تنمية الغطاء النباتي، من خلال مبادرة السعودية الخضراء وإنشاء محميات طبيعية للمحافظة على التنوع الحيوي في بيئتنا المحلية، كذلك تطوير المتنزهات الطبيعية في منطقة عسير والطائف، لتكون مقصدا سياحيا داخليا، هذا فضلا عن استغلال الموارد الطبيعية المائية ومنها حصاد مياه الأمطار للتوسع في زراعة محاصيل اقتصادية ذات استهلاك مائي منخفض.

من جانب آخر تم وضع خطط لتطوير قطاع الثروة الحيوانية سواء من خلال مشاريع الإنتاج الحيواني والدواجن القائمة أو الثروة السمكية، كذلك الاهتمام المتزايد برعاية الإبل والخيول والصقور، والتي تشكل جزءا من الموروث الثقافي والاجتماعي للمملكة. هذه المبادرات النوعية في القطاع البيئي والزراعي تتطلب مشاركة التعليم الجامعي الزراعي بمخرجات تعليمية تواكب هذه الخطط المستقبلية الطموحة، والتي سينعكس على مزيد في فرص العمل الوظيفية في هذه المجالات. لذلك يقع على عاتق القائمين على التعليم الجامعي الزراعي الدور الأكبر في النهوض ببرامج كليات الزراعة للرفع بكفاءة مخرجاتها التعليمية، للمشاركة مع نظرائهم من التخصصات العلمية الأخرى في دفع عجلة التنمية في بلادنا العزيزة وفق رؤية المملكة 2030، ويتم ذلك وفق المقترحات التالية:

1 - استحداث أو إعادة صياغة الخطط الدراسية التي تطرحها كليات الزراعة وفق مرجعيات عالمية، مع التركيز على المهارات التي تتوافق مع سوق العمل الجديد.

2 - الاهتمام بالجانب التقني من خلال تضمين تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن أولويات المشاريع البحثية.

3 - تعزيز شراكات التعاون بين كليات الزراعة وجهات حكومية أو شركات القطاع الخاص لتدريب الطلاب والطالبات، بهدف إكسابهم الخبرات الميدانية التي تسهل اندماجهم في سوق العمل الجديد.

4 - تبادل الخبرات مع جامعات عالمية في الجانب البحثي والتعليمي في المجالات البيئية والزراعية لخلق بيئة علمية وبحثية تواكب هذه النقلة النوعية.

5 - نشر ثقافة المشاركة في العمل التطوعي للطلاب والطالبات في المشاريع البيئية والاجتماعية التي تنفذها الوزارات المعنية، وذلك انطلاقا من تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، لدعم العمل التطوعي من خلال الأنشطة الطلابية.

وأخير نسأل الله أن يوفق قيادتنا الرشيدة للارتقاء في مواصلة مسيرة البناء والتقدم لوطننا العزيز في جميع المجالات.

@nghumaiz