خالد عمر حشوان

إدارة واستثمار الوقت

السبت - 26 فبراير 2022

Sat - 26 Feb 2022

يعرف الوقت بأنه أغلى ما يملكه الإنسان في حالة إدارته وتنظيمه له؛ لأنه سوف يترك أثرا كبيرا في حياته ويصنع الكثير من الإنجازات العملية والشخصية له، وإذا تم إهداره وعدم استثماره بشكل فعال كان وبالا على الإنسان وسببا لفشله في الحياة العملية قبل الاجتماعية.

وتعرف إدارة الوقت بأنها إدارة الأعمال اليومية التي يقوم بها الإنسان في حدود الوقت المتاح له وهو 24 ساعة بأقل مجهود وأقصر وقت مع ترك وقت للإبداع والتخطيط للمستقبل والراحة والاستجمام والنوم، ويعرفها البعض بأنها محاولة لترويض الوقت وفرض السيطرة عليه بدلا من فرض سيطرته على الإنسان حسب المقولة الشهيرة «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك» بل إن الباحثين وجدوا أن الوقت منظم وأن كلمة إدارة تعني التحكم في الموارد، وهذا لا يمكن مع الوقت ولذلك كان المفهوم الصحيح للتعامل مع الوقت هو «إدارة الذات».

وسوف نركز في هذا المقال على خصائص وأنواع الوقت وأهميته وكيفية إدارته وطرق تنظيمه:

خصائص الوقت: وهي بمعنى أوضح قيمة الوقت بالنسبة للإنسان وتتضح في التالي:

1 - الوقت هو أغلى ما يمكن أن يملكه الإنسان في هذه الحياة مع نعمة الصحة.

2 - الوقت إن مضى لا يمكن تعويضه؛ لأنه لا يعود أبدا.

3 - الوقت لا يمكن إيقافه فهو يمضي سريعا ولا يمكن تخزينه للاستخدام فيما بعد.

4 - استثمار الوقت هو الذي يزيد من قيمته ويجعله غاليا وإهداره يعرضه للتلف والضياع.

5 - تفاضل الوقت بمعنى أن لكل وقت نشاطا خاصا به ويتم فيه ولكي يتم لا بد للتخطيط والتفكير له مسبقا.

أنواع إدارة الوقت: هناك نوعان مختلفان في إدارة الوقت وهما:

أولا: الوقت الذي يمكن التحكم به: وهو الذي يستطيع الإنسان التحكم به في تنفيذ مهامه والاستمتاع بما تبقى منه مثل وقت العمل والدراسة قضاء الواجبات والالتزامات الأخرى.

ثانيا: الوقت الذي لا يمكن التحكم به: أوقات يصعب التحكم بها بشكل مطلق مثل النوم وتناول الطعام وأوقات التعرض للمرض.

أهمية إدارة الوقت للإنسان:

1 - الشعور بالرضا والتحسن بشكل عام في الحياة اليومية وتعزيز الثقة بالنفس بالاستغلال الأمثل لليوم.

2 - تساعد على قضاء وقت أكبر مع الأهل وتنمية النشاطات الاجتماعية وصلة الرحم والاسترخاء.

3- استثمار جزء من الوقت في التطوير الذاتي للنفس كالقراءة والتدريب والدراسة وتقليل حدة التوتر.

4 - تحسين الأداء وإنجاز الأهداف العملية وتحقيق الأحلام الشخصية وبلوغ الطموحات.

5 - تحقيق النجاحات المتتالية والتقدم في المستوى الوظيفي بسبب إدارة وتنظيم الوقت مع الالتزام.

6 - التركيز على المهام الأساسية وتجنب الملهيات التي تهدر الوقت.

كيفية إدارة الوقت: تتم باتباع الخطوات التالية:

1 - التخلص من العادات السلبية وأنماط الحياة غير المفيدة والتي تهدر كثيرا من الوقت.

2 - ترتيب الأولويات من الأهم إلى الأقل أهمية لاختيار الأكثر أهمية لإنجازه ثم الذي يليه في الترتيب.

3 - التحكم في الوقت بتحديد وقت لكل مهمة معينة ثم الانتقال لما بعدها مع مراعاة أوقات الراحة والاستجمام.

4 - تعلم الصبر والتغلب على الشعور بالملل الذي يسهم في إهدار الوقت.

5 - وضع خطة يومية ومتابعتها والالتزام بها حسب الأولوية والأهمية في المهام.

6 - التغلب على عوامل التشتيت بتخصيص وقت للتركيز على مشروع واحد لإنجازه ثم التفكير فيما يليه.

7 - تغيير الجدول الزمني الخاص بالإنسان، بالاستيقاظ المبكر وممارسة الرياضة والتخطيط الزمني المنظم.

8 - استخدام قاعدة 80-20 للوقت بحيث إن 80% من النتائج تأتي من 20% من الجهد أي زيادة الجهد المبذول في المهام الأكثر أهمية والتركيز عليها لتحقيق أعلى نسبة من النتائج.

طرق تنظيم الوقت: ولا شك في أنها الخطوة التي ينتظرها القارئ الكريم وتتم باتباع الخطوات التالية:

1 - استخدام التقويم الآلي: لأن التقاويم أداة أساسية لتنظيم الوقت خاصة إذا كانت في الأجهزة الالكترونية.

2 - الخطة اليومية: وذلك بوضع خطة يومية تشمل الأنشطة والمهام اليومية بدلا من قضاء اليوم بلا هدف.

3- عدم البحث عن الكمال: لأنه غير ممكن ومحاولة إنجاز المهام الممكنة بتنظيم الوقت قدر المستطاع والإمكان.

4- ثقافة الاعتذار: كثير من العروض إهدار للوقت، لذا الاعتذار عن كل ما يشغل عن المهام الأساسية وعدم المجاملة.

5 - غرس العادات المفيدة: مثل ممارسة الرياضة والغذاء الصحي وتطوير الروتين العادي والقراءة والنوم مبكرا وغيرها.

6 - العمل عن بعد: رغم صعوبته لكل وظيفة إلا أنه يمكن العمل مرتين في الأسبوع تؤدي لتوفير ساعات معقولة للإنسان.

7 - جمع المهام المتماثلة معا: مثل الرد على رسائل البريد والهاتف يوميا بتخصيص وقت محدد للقيام بها جميعا.

8 - استثمار وقت الانتظار: لأنه إهدار للوقت ويمكن الاستفادة منه بقراءة الكتب أو إعداد التقارير أو التخطيط لليوم التالي أو البحث عن معلومات في الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) أو غيرها من الاستفادة العملية لهذا الوقت.

ختاما إن الوقت من أهم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان وقد عادلها الرسول عليه الصلاة والسلام بنعمة الصحة في الحديث الذي قال فيه: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ»؛ لذا يجب إدراك أهمية الوقت وتنظيمه واستثماره والاستفادة منه بأكبر قدر ممكن بحيث يجد الإنسان المسلم وقتا كبيرا للتقرب إلى الله عز وجل مع عدم تجاهل ممارسة الأنشطة المختلفة والمهارات والمواهب بعد الانتهاء من الأعمال اليومية، ولكي ننقل رسالة عملية للأبناء عن حسن إدارة الوقت وتدريبهم وإعدادهم للمستقبل بالقدوة الحسنة والتنظيم الجيد.