في سيمياء العلامة المسرحيّة
الخميس - 24 فبراير 2022
Thu - 24 Feb 2022
إن دراسة نظام العلامات قديم، وقد اختلفت هذه الدراسة من عصر إلى عصر، ووصلت بعض الأفكار السيميائيّة من حضارات قديمة كالحضارة اليونانية، كما أن الاهتمام بهذا الجانب من علوم اللسان قديم جدا، فقد أكّد أفلاطون أن للأشياء جوهرا ثابتا، وأن الكلمة أداة للتعبير عن الحقيقة، وبذلك يتم تبيّن الكلمة وحقيقتها الدالة عليها. ولهذا كان اللفظ معبّرا عن جوهر الأشياء، وكانت الكلمة قد ظهرت في وسط بدائي، وهذا ما جعل سقراط يؤكد أن المجتمع البدائي هو المنبع الأصل للكلمة.
وبما أن السيميائيّة تتناول العلامة، فقد اهتم الدارسون بتعريفها، فمفهومها عندهم يتقارب مع مفهوم السمة أو الأثر والدليل، وكان أرسطو سبّاقا إلى التمييز بين ما يحدد فحوى الحدود المكوِّنة للعلامة، فقد أشار بداية إلى الوظيفة الكلاميّة، فاشترط وجود الكلام والأشياء والأفكار.
وقد شاع عند اللغويين والفلاسفة وفقهاء اللغة العرب أن الأشياء متعددة الوجود، فهي موجودة في الأعيان وموجودة في الأذهان وموجودة في اللسان، وكل وجود له آلياته وطبيعته الخاصة.
كما اهتم الدارسون بطبيعة العلامة من حيث هي شيء محسوس يدل على شيء مجرد غائب عن الأعيان، وتتجلى الأهمية الكبرى للعلامات في كونها تحقق التواصل بين الناس في المجتمع. فالعلامات وأنساقها هي الموضوع الرئيس للسيميائيّات، إذْ تهتم بالعلامة من حيث كنهها وطبيعتها، وتسعى إلى الكشف عن القوانين المادية والنفسية التي تحكمها، وتتيح إمكانية تمفصلها داخل التركيب.
ووفقا لهذا الفهم استطاع الفكر المسرحي أن يستثمر مفهوم العلامة ليشمل عناصر العرض المسرحي كلها بما فيها التشكيل الحركي والبصري والسمعي.
فالعلامة اللغويّة تشكّل أهمية خاصة في عمليات الإبلاغ والتواصل، ومنها تتم عمليات التلقّي والتأويل. وبذلك فإنها تشكّل ملتقى العلامات وتُعدّ المركز الرئيس الذي تعبُره الدلالات من مختلف المجالات السيميائيّة اللغوية منها وغير اللغوية لتنتجها جماليا بوساطة اللغة.
فالكلمات تتحمّل إنتاج معنى موجَّه إلى متلق يلاحظه في كل مشهد من العرض المسرحي، والذي يكمله ما هو غير منطوق من الإرشادات التي تتجلّى بصريا على خشبة المسرح. ويمكن تعرف ماهية العمل المسرحي، بوصفه وحدة جمالية؛ حيث يكون العمل نفسه (شيء Thing)، أو مجموعة من العناصر المادية هي الدالّ أو وسيلة نقل العلامة، ويكون المدلول هو الموضوع الجمالي الكامن عند الجمهور، ويصبح نصّ العرض -من هذا المدخل- علامة كبرى أو مكرو علامة (Macro – Signe) يتشكّل معناها من تأثيرها الكلّي.
ويتميز هذا المدخل بتأكيده تبعيّة جميع العناصر المكوّنة لكل نصّ متوحّد، وكذلك بتأكيده إعطاء الثقل المناسب للجمهور بوصفه المشكل لدلالته الذاتية في نهاية الأمر، ويتضح لنا من جانب آخر أن هذه العلامة الكبرى لا بد أن تتجزأ إلى وحدات أصغر قبل أن نشرع في أي شيء يشبه التحليل.
من هنا نجد أن العلامة من أهم خصائص السيمياء على المسرح، وذلك بتغيير أنماط الممثل ووضعياته عبر شخصياته الممثلة، وانتقالها من حالة إلى أخرى، أو من سلوك إلى آخر يتبعه بالضرورة تغير علاماتي وفق هذا التحول، وهذا التنوع في تحول العلامة ودلالاتها يرافقه تنوع في أنماط إضافية للتغير والتحليل والتأويل عند المتلقي نتيجة التغير في مجريات الشكل والفكر داخل أحداث العرض المسرحي وتحوّلاته العلاماتية.
إن العلامة المسرحية قابلة للتحول من علامة لغوية مكتوبة إلى علامة لغوية منطوقة، ثم إلى علامة بصرية ثابتة أو متحركة، وبالرغم من أن هذا التحول العلاماتي يتبعه إيحاء وتأويل وهدف جديد، فإنه لا بد من مسوّغ مقنع له في منطقية هذا التحول، فالعرض يقوم بتحويل العلامات الطبيعية إلى علامات مصطنعة (ومضة ضوء)، ويستطيع في ذلك أن يصطنع العلامات التي قد تكون مجرد أفعال لا إرادية في الحياة، وبالرغم من ذلك فإن المسرح يحولها إلى علامات إرادية، وقد لا تكون لها أية وظيفة اتصالية في الحياة، وبالرغم من ذلك فإنها تكتسب ضرورة هذه الوظيفة في المسرح.
tamidghilib1404@
وبما أن السيميائيّة تتناول العلامة، فقد اهتم الدارسون بتعريفها، فمفهومها عندهم يتقارب مع مفهوم السمة أو الأثر والدليل، وكان أرسطو سبّاقا إلى التمييز بين ما يحدد فحوى الحدود المكوِّنة للعلامة، فقد أشار بداية إلى الوظيفة الكلاميّة، فاشترط وجود الكلام والأشياء والأفكار.
وقد شاع عند اللغويين والفلاسفة وفقهاء اللغة العرب أن الأشياء متعددة الوجود، فهي موجودة في الأعيان وموجودة في الأذهان وموجودة في اللسان، وكل وجود له آلياته وطبيعته الخاصة.
كما اهتم الدارسون بطبيعة العلامة من حيث هي شيء محسوس يدل على شيء مجرد غائب عن الأعيان، وتتجلى الأهمية الكبرى للعلامات في كونها تحقق التواصل بين الناس في المجتمع. فالعلامات وأنساقها هي الموضوع الرئيس للسيميائيّات، إذْ تهتم بالعلامة من حيث كنهها وطبيعتها، وتسعى إلى الكشف عن القوانين المادية والنفسية التي تحكمها، وتتيح إمكانية تمفصلها داخل التركيب.
ووفقا لهذا الفهم استطاع الفكر المسرحي أن يستثمر مفهوم العلامة ليشمل عناصر العرض المسرحي كلها بما فيها التشكيل الحركي والبصري والسمعي.
فالعلامة اللغويّة تشكّل أهمية خاصة في عمليات الإبلاغ والتواصل، ومنها تتم عمليات التلقّي والتأويل. وبذلك فإنها تشكّل ملتقى العلامات وتُعدّ المركز الرئيس الذي تعبُره الدلالات من مختلف المجالات السيميائيّة اللغوية منها وغير اللغوية لتنتجها جماليا بوساطة اللغة.
فالكلمات تتحمّل إنتاج معنى موجَّه إلى متلق يلاحظه في كل مشهد من العرض المسرحي، والذي يكمله ما هو غير منطوق من الإرشادات التي تتجلّى بصريا على خشبة المسرح. ويمكن تعرف ماهية العمل المسرحي، بوصفه وحدة جمالية؛ حيث يكون العمل نفسه (شيء Thing)، أو مجموعة من العناصر المادية هي الدالّ أو وسيلة نقل العلامة، ويكون المدلول هو الموضوع الجمالي الكامن عند الجمهور، ويصبح نصّ العرض -من هذا المدخل- علامة كبرى أو مكرو علامة (Macro – Signe) يتشكّل معناها من تأثيرها الكلّي.
ويتميز هذا المدخل بتأكيده تبعيّة جميع العناصر المكوّنة لكل نصّ متوحّد، وكذلك بتأكيده إعطاء الثقل المناسب للجمهور بوصفه المشكل لدلالته الذاتية في نهاية الأمر، ويتضح لنا من جانب آخر أن هذه العلامة الكبرى لا بد أن تتجزأ إلى وحدات أصغر قبل أن نشرع في أي شيء يشبه التحليل.
من هنا نجد أن العلامة من أهم خصائص السيمياء على المسرح، وذلك بتغيير أنماط الممثل ووضعياته عبر شخصياته الممثلة، وانتقالها من حالة إلى أخرى، أو من سلوك إلى آخر يتبعه بالضرورة تغير علاماتي وفق هذا التحول، وهذا التنوع في تحول العلامة ودلالاتها يرافقه تنوع في أنماط إضافية للتغير والتحليل والتأويل عند المتلقي نتيجة التغير في مجريات الشكل والفكر داخل أحداث العرض المسرحي وتحوّلاته العلاماتية.
إن العلامة المسرحية قابلة للتحول من علامة لغوية مكتوبة إلى علامة لغوية منطوقة، ثم إلى علامة بصرية ثابتة أو متحركة، وبالرغم من أن هذا التحول العلاماتي يتبعه إيحاء وتأويل وهدف جديد، فإنه لا بد من مسوّغ مقنع له في منطقية هذا التحول، فالعرض يقوم بتحويل العلامات الطبيعية إلى علامات مصطنعة (ومضة ضوء)، ويستطيع في ذلك أن يصطنع العلامات التي قد تكون مجرد أفعال لا إرادية في الحياة، وبالرغم من ذلك فإن المسرح يحولها إلى علامات إرادية، وقد لا تكون لها أية وظيفة اتصالية في الحياة، وبالرغم من ذلك فإنها تكتسب ضرورة هذه الوظيفة في المسرح.
tamidghilib1404@