عباءة الدين حينما تخالف الشرع والنظام
الأربعاء - 23 فبراير 2022
Wed - 23 Feb 2022
ربما تنتصر على خصمك مهما كانت أسلحته إلا إذا كان يستخدم في معركته ضدك سلاحا واحدا هو (عباءة الدين)؛ فما هي عباءة الدين؟ وكيف استخدمت كسلاح؟
قبل الإجابة أتطرق إلى تأصيل اللباس بشكل عام والعباءة بشكل خاص؛ وأقول: لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس كما يلبس سائر الناس؛ فليس له لباس يميزه عن غيره من المسلمين؛ فعن أبي ذر وأبي هريرة قالا: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهري أصحابه، فيجيء الغريب، فلا يدري أيهم هو حتى يسأل».
وذلك يدل على أن تميز أهل العلم أو العبادة بلباس خاص عن بقية المسلمين، ليس له أصل في السنة ولا عن الصحابة رضي الله عنهم.
ولعلي أعود إلى مصطلح (عباءة الدين) وهو مصطلح يقصد به تلبس (أفراد أو جماعة) بالمظهر الديني من شكل ولباس بهدف الوصول للسلطة أو المال، أو فرض التوجه الذي يؤمنون به على أفراد المجتمعات التي يوجد بها هؤلاء المتلبسون.
ويستخدم المتلبسون بـ (عباءة الدين) العاطفة الدينية لكسب الأتباع، والتغرير بالناس، والإيقاع من خلال ذلك بخصومهم الذين يرونهم مخالفين لهم في توجههم أو الذين يرونهم قد كشفوا نفاقهم. وللأسف يوجد المتاجرون بالدين من خلال هذه (العباءة) في كثير من المجتمعات الإسلامية، وذلك من خلال طريقين هما:
الأول: عباءة الدين الفردية: وهو طريق يسلكه (فرد) من الناس ليس لديه توجه أيديولوجي جمعي، بل يسعى إلى كسب مصالح شخصية له ولأبنائه وأقاربه؛ فتجده يتلبس بعباءة الدين في المجتمع من خلال تواجده في المؤسسات الرسمية والأهلية كالجامعات وغيرها، محققا أهدافه الخاصة ومصالحه الشخصية على حساب هضم ومصادرة حقوق أبناء المجتمع الذين يفوقونه ويفوقون أبناءه وأقاربه في الكفاءة؛ فكانت عباءة الدين التي تلبس بها كافية لإعطائه ما لا يستحق.
الثاني: عباءة الدين المؤسسية، وتعني تلبس (جماعة فكرية شاذة أو منحرفة) لها أهداف أيديولوجية في الداخل والخارج بعباءة الدين؛ كجماعة الإخوان المسلمين المحظورة وغيرها من الجماعات الحزبية المخالفة لنهج السلف الصالح؛ كالتبليغ والسرورية والجامية الخ، فيقوم أتباع هذه الجماعة أيا كانت بالتلبس بعباءة الدين تماشيا مع توجه الجماعة؛ ليصل هؤلاء الأتباع من خلال التلبس بعباءة الدين إلى مناصب إدارية وعلمية يديرون من خلال هذه المناصب أفراد المجتمع ليحققوا من خلال هذه الإدارة أهداف الجماعة بطرق مختلفة، من أهمها:
1- تقريب أتباع الجماعة لبناء صفوف من بعدهم لاستلام المناصب الإدارية والعلمية؛ لتستمر قيادة الجماعة لأفراد المجتمع؛ وبالتالي ضمان بقائها وتحقيق أهدافها.
2- قهر خصوم الجماعة من (الكفاءات الوطنية) في المجتمع، الذين يرون اتباع هذه الجماعة أو تلك أنهم خطر على الجماعة وأهدافها، وإقصاء هذه الكفاءات، وتشويه سيرتهم الإدارية والعلمية واستخدام ثغرات الأنظمة لشرعنة هذه الإقصاءات.
3- خلق تشويش مقصود من خلال تعمد الإضرار بأبناء المجتمع والتفريق بينهم، وعدم المساواة في عمليات التعيينات والقبول بالجامعات وغيرها، وإظهار قبول أبنائهم وبناتهم وأقاربهم؛ لينشروا التذمر في المجتمع ضد (الدولة)، مع حرصهم على أن تصل قياداتهم لمناصب عليا في الدولة تمنع وصول شكاوى المواطنين ضدهم لولي الأمر؛ لضمان استمرار قهر المواطنين والمواطنات.
4- الحرص على احتكار الخطاب الوعظي؛ لاستمرار الاستفادة من التلبس بعباءة الدين واستمرار الحفاظ على المكاسب والوظائف واستمرار بناء الصفوف وخدمة الجماعة.
ما سبق بيانه يؤكد أهمية إعداد خطط محكمة لـ (شلح) عباءة الدين عن المتلبسين بها، وهي عملية (شلح) صعبة وحساسة؛ لأن هؤلاء المتلبسين يندسون تحت نصوص يشرعنون بها سلامة هذا التلبس في بلادنا المتمسكة بنهج السلف الصالح الذي يؤصل التعامل مع مثل هذه التصرفات الشاذة المندسة بين ظهرانينا في الخفاء بالرواية التاريخية الشهيرة في (البخاري) حول قصة زعيم المنافقين عبدالله بن أبي بن سلول، حين قام رجل من المهاجرين بضرب رجل من الأنصار، فقال الأنصاري:
يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما بال دعوى جاهلية؟، قالوا يا رسول الله: كسع (ضرب) رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال: دعوها فإنها منتنة، فسمع بذلك عبد الله بن أبي فقال: فعلوها؟، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقام عمر فقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه.
وإن كنت أؤكد في زماننا هذا أن لدى الجهات الأمنية والرقابية في بلادنا ما يستطيعون به (شلح) عباءة الدين عن المتلبسين بها زورا ونفاقا؛ خصوصا إذا علمت هذه الجهات يقينا وجود هذا التلبس المخالف للشرع والنظام، وتضرر المواطنين والمواطنات منه؛ (ولا ينبئك مثل خبير)!!
@alsuhaimi_ksa
قبل الإجابة أتطرق إلى تأصيل اللباس بشكل عام والعباءة بشكل خاص؛ وأقول: لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس كما يلبس سائر الناس؛ فليس له لباس يميزه عن غيره من المسلمين؛ فعن أبي ذر وأبي هريرة قالا: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهري أصحابه، فيجيء الغريب، فلا يدري أيهم هو حتى يسأل».
وذلك يدل على أن تميز أهل العلم أو العبادة بلباس خاص عن بقية المسلمين، ليس له أصل في السنة ولا عن الصحابة رضي الله عنهم.
ولعلي أعود إلى مصطلح (عباءة الدين) وهو مصطلح يقصد به تلبس (أفراد أو جماعة) بالمظهر الديني من شكل ولباس بهدف الوصول للسلطة أو المال، أو فرض التوجه الذي يؤمنون به على أفراد المجتمعات التي يوجد بها هؤلاء المتلبسون.
ويستخدم المتلبسون بـ (عباءة الدين) العاطفة الدينية لكسب الأتباع، والتغرير بالناس، والإيقاع من خلال ذلك بخصومهم الذين يرونهم مخالفين لهم في توجههم أو الذين يرونهم قد كشفوا نفاقهم. وللأسف يوجد المتاجرون بالدين من خلال هذه (العباءة) في كثير من المجتمعات الإسلامية، وذلك من خلال طريقين هما:
الأول: عباءة الدين الفردية: وهو طريق يسلكه (فرد) من الناس ليس لديه توجه أيديولوجي جمعي، بل يسعى إلى كسب مصالح شخصية له ولأبنائه وأقاربه؛ فتجده يتلبس بعباءة الدين في المجتمع من خلال تواجده في المؤسسات الرسمية والأهلية كالجامعات وغيرها، محققا أهدافه الخاصة ومصالحه الشخصية على حساب هضم ومصادرة حقوق أبناء المجتمع الذين يفوقونه ويفوقون أبناءه وأقاربه في الكفاءة؛ فكانت عباءة الدين التي تلبس بها كافية لإعطائه ما لا يستحق.
الثاني: عباءة الدين المؤسسية، وتعني تلبس (جماعة فكرية شاذة أو منحرفة) لها أهداف أيديولوجية في الداخل والخارج بعباءة الدين؛ كجماعة الإخوان المسلمين المحظورة وغيرها من الجماعات الحزبية المخالفة لنهج السلف الصالح؛ كالتبليغ والسرورية والجامية الخ، فيقوم أتباع هذه الجماعة أيا كانت بالتلبس بعباءة الدين تماشيا مع توجه الجماعة؛ ليصل هؤلاء الأتباع من خلال التلبس بعباءة الدين إلى مناصب إدارية وعلمية يديرون من خلال هذه المناصب أفراد المجتمع ليحققوا من خلال هذه الإدارة أهداف الجماعة بطرق مختلفة، من أهمها:
1- تقريب أتباع الجماعة لبناء صفوف من بعدهم لاستلام المناصب الإدارية والعلمية؛ لتستمر قيادة الجماعة لأفراد المجتمع؛ وبالتالي ضمان بقائها وتحقيق أهدافها.
2- قهر خصوم الجماعة من (الكفاءات الوطنية) في المجتمع، الذين يرون اتباع هذه الجماعة أو تلك أنهم خطر على الجماعة وأهدافها، وإقصاء هذه الكفاءات، وتشويه سيرتهم الإدارية والعلمية واستخدام ثغرات الأنظمة لشرعنة هذه الإقصاءات.
3- خلق تشويش مقصود من خلال تعمد الإضرار بأبناء المجتمع والتفريق بينهم، وعدم المساواة في عمليات التعيينات والقبول بالجامعات وغيرها، وإظهار قبول أبنائهم وبناتهم وأقاربهم؛ لينشروا التذمر في المجتمع ضد (الدولة)، مع حرصهم على أن تصل قياداتهم لمناصب عليا في الدولة تمنع وصول شكاوى المواطنين ضدهم لولي الأمر؛ لضمان استمرار قهر المواطنين والمواطنات.
4- الحرص على احتكار الخطاب الوعظي؛ لاستمرار الاستفادة من التلبس بعباءة الدين واستمرار الحفاظ على المكاسب والوظائف واستمرار بناء الصفوف وخدمة الجماعة.
ما سبق بيانه يؤكد أهمية إعداد خطط محكمة لـ (شلح) عباءة الدين عن المتلبسين بها، وهي عملية (شلح) صعبة وحساسة؛ لأن هؤلاء المتلبسين يندسون تحت نصوص يشرعنون بها سلامة هذا التلبس في بلادنا المتمسكة بنهج السلف الصالح الذي يؤصل التعامل مع مثل هذه التصرفات الشاذة المندسة بين ظهرانينا في الخفاء بالرواية التاريخية الشهيرة في (البخاري) حول قصة زعيم المنافقين عبدالله بن أبي بن سلول، حين قام رجل من المهاجرين بضرب رجل من الأنصار، فقال الأنصاري:
يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما بال دعوى جاهلية؟، قالوا يا رسول الله: كسع (ضرب) رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال: دعوها فإنها منتنة، فسمع بذلك عبد الله بن أبي فقال: فعلوها؟، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقام عمر فقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه.
وإن كنت أؤكد في زماننا هذا أن لدى الجهات الأمنية والرقابية في بلادنا ما يستطيعون به (شلح) عباءة الدين عن المتلبسين بها زورا ونفاقا؛ خصوصا إذا علمت هذه الجهات يقينا وجود هذا التلبس المخالف للشرع والنظام، وتضرر المواطنين والمواطنات منه؛ (ولا ينبئك مثل خبير)!!
@alsuhaimi_ksa