اصبر حتى يتلاشى الضباب
الأربعاء - 23 فبراير 2022
Wed - 23 Feb 2022
حتى يتوافق موضوع المقال مع ما أرمي إليه من قصد؛ أذكر هذا الشاهد من سورة الإسراء «وكان الإنسان عجولا»، وفي سورة الأنبياء «خلق الإنسان من عجل».
ومن منطلق رأيي النفسي والمعرفي فإن هذه العجلة في التركيبة البشرية ثلاثية الأبعاد تتمحور وتدور حول النفس والجسد والفكر؛ والتي تدفع الإنسان غالبا إلى رغبته في بلوغ ما يريد في أقصر زمن يريد.
النفس تركن إلى الهدوء والتعافي بعد تلك الأحداث التي أرهقتها وكأنما هو مفتاح التشغيل يطفئ ويفتح في لحظات؛ والجسد قد تعتريه الأمراض ويطلب صاحبه أن يعود إلى سابق عهده بمجرد ابتلاع الكبسولة أو تعاطيه العلاج؛ وكذلك هو الإنسان إذا ما فكر في أمر من مصالح الدنيا المتفاوتة والتي تزيد من منفعته؛ يتمنى تحقيقها قبل أن يرتد إليه طرفه وبمجرد استيقاظه من نومه.
سلوكيات الاستعجال قد توقع الإنسان في تبعات كثيرة ومشاكل لم يحسب لها ولم يتوقعها بسبب تركيزه على هدفه هو والذي قد يحتاج إلى بعض الوقت إلى تحقيقه؛ فيستثير نفسه والآخرين ويعتريه انفعال الغضب ويلاحظ عليه عدم الاتزان في سلوكه الذي يؤخذ عليه كنقطة ضعف في شخصيته.
صحيح أن هنالك مواضيع استثنائية نحتاج إلى أخذ القرار الفوري فيها خصوصا إذا ارتبطت بنواح صحية كمسألة حياة أو موت أو أمور أمنية كحماية واستقرار وغيرها مما يتطلب التدخل السريع فهذا له وضعه الخاص؛ أما عدا ذلك فإن حضور الوعي بثقافة الانتظار خير من الجهل بعواقب سرعة القرار.
ربما قد يستشهد البعض بأن هذه طبيعة الخالق أوجدها في خلقه؛ خصوصا من يعتريه سلوك الاستعجال على طبيعته ومختلف أساليبه.
عندما أورد جل وعلا في محكم تنزيله طبيعة الإنسان ذكرها من باب التبيان للاستهجان والسلوك غير المستحب في آيات قليلة؛ وامتدح التأني والتريث وإعطاء الوقت الكافي في الانتظار؛ والذي ذكره سبحانه وتعالى في مواضع عديدة من باب ميزة الفضل وكسب الأجر والبشارة المستحقة لمن صبر «وبشر الصابرين» والذي يصنفه العلماء بأعظم العبادات وأرفعها مثوبة وأحسنها عاقبة.
عن أبي سعيد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنهما أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده: ما يكن من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر.
عاملان مرتبطان بعضهما ببعض أولا «المساحة الزمنية» الممنوحة سواء كانت ساعات أو أياما أو شهورا أو سنوات، وثانيا «حسن الانتظار» لإدارة هذه المساحة؛ التي يمكن للإنسان أن يتعلمها ويعمل بها ويتقنها؛ كفيلة بأن تعالج مواقف كثيرة لا تظهر حال الحماس غير المدروس والاندفاع العاطفي غير المحسوس.
الضباب ربما قد يعترض طريق العابرين والمسافرين في مسيرتهم ويجبرهم على تخفيف سرعاتهم وأحيانا يضطرهم إلى الوقف جانبا حتى ينقشع تماما أو يتلاشى جزئيا ليستطيع قائد المركبة متابعة سيره ليصل وجهته بسلام واطمئنان.
ذكر الفيلسوف الروسي في كتابه الشهير «الحرب والسلام» بأن أقوى سلاحين يمكن أن ينتصر بهما الجيش ضد عدوه هما «الوقت والصبر» بسبب قدرة هذين السلاحين على تغيير المواقف وتخفيف الآلام وإزالة الضبابية عن بعض القرارات المصيرية التي قد تؤدي للهزيمة المادية والمعنوية.
وكما قيل في المثل «العجلة من الشيطان والتأني من الرحمن».
Yos123Omar@
ومن منطلق رأيي النفسي والمعرفي فإن هذه العجلة في التركيبة البشرية ثلاثية الأبعاد تتمحور وتدور حول النفس والجسد والفكر؛ والتي تدفع الإنسان غالبا إلى رغبته في بلوغ ما يريد في أقصر زمن يريد.
النفس تركن إلى الهدوء والتعافي بعد تلك الأحداث التي أرهقتها وكأنما هو مفتاح التشغيل يطفئ ويفتح في لحظات؛ والجسد قد تعتريه الأمراض ويطلب صاحبه أن يعود إلى سابق عهده بمجرد ابتلاع الكبسولة أو تعاطيه العلاج؛ وكذلك هو الإنسان إذا ما فكر في أمر من مصالح الدنيا المتفاوتة والتي تزيد من منفعته؛ يتمنى تحقيقها قبل أن يرتد إليه طرفه وبمجرد استيقاظه من نومه.
سلوكيات الاستعجال قد توقع الإنسان في تبعات كثيرة ومشاكل لم يحسب لها ولم يتوقعها بسبب تركيزه على هدفه هو والذي قد يحتاج إلى بعض الوقت إلى تحقيقه؛ فيستثير نفسه والآخرين ويعتريه انفعال الغضب ويلاحظ عليه عدم الاتزان في سلوكه الذي يؤخذ عليه كنقطة ضعف في شخصيته.
صحيح أن هنالك مواضيع استثنائية نحتاج إلى أخذ القرار الفوري فيها خصوصا إذا ارتبطت بنواح صحية كمسألة حياة أو موت أو أمور أمنية كحماية واستقرار وغيرها مما يتطلب التدخل السريع فهذا له وضعه الخاص؛ أما عدا ذلك فإن حضور الوعي بثقافة الانتظار خير من الجهل بعواقب سرعة القرار.
ربما قد يستشهد البعض بأن هذه طبيعة الخالق أوجدها في خلقه؛ خصوصا من يعتريه سلوك الاستعجال على طبيعته ومختلف أساليبه.
عندما أورد جل وعلا في محكم تنزيله طبيعة الإنسان ذكرها من باب التبيان للاستهجان والسلوك غير المستحب في آيات قليلة؛ وامتدح التأني والتريث وإعطاء الوقت الكافي في الانتظار؛ والذي ذكره سبحانه وتعالى في مواضع عديدة من باب ميزة الفضل وكسب الأجر والبشارة المستحقة لمن صبر «وبشر الصابرين» والذي يصنفه العلماء بأعظم العبادات وأرفعها مثوبة وأحسنها عاقبة.
عن أبي سعيد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنهما أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده: ما يكن من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر.
عاملان مرتبطان بعضهما ببعض أولا «المساحة الزمنية» الممنوحة سواء كانت ساعات أو أياما أو شهورا أو سنوات، وثانيا «حسن الانتظار» لإدارة هذه المساحة؛ التي يمكن للإنسان أن يتعلمها ويعمل بها ويتقنها؛ كفيلة بأن تعالج مواقف كثيرة لا تظهر حال الحماس غير المدروس والاندفاع العاطفي غير المحسوس.
الضباب ربما قد يعترض طريق العابرين والمسافرين في مسيرتهم ويجبرهم على تخفيف سرعاتهم وأحيانا يضطرهم إلى الوقف جانبا حتى ينقشع تماما أو يتلاشى جزئيا ليستطيع قائد المركبة متابعة سيره ليصل وجهته بسلام واطمئنان.
ذكر الفيلسوف الروسي في كتابه الشهير «الحرب والسلام» بأن أقوى سلاحين يمكن أن ينتصر بهما الجيش ضد عدوه هما «الوقت والصبر» بسبب قدرة هذين السلاحين على تغيير المواقف وتخفيف الآلام وإزالة الضبابية عن بعض القرارات المصيرية التي قد تؤدي للهزيمة المادية والمعنوية.
وكما قيل في المثل «العجلة من الشيطان والتأني من الرحمن».
Yos123Omar@