قواعد الفكر المتطرف
الثلاثاء - 22 فبراير 2022
Tue - 22 Feb 2022
كيف يتحول الإنسان إلى متطرف ديني؟ في حقيقة الأمر هناك عوامل كثيرة لكي يتحول الإنسان إلى متطرف ديني، وأولها هو البيئة التي ينشأ بها الإنسان منذ صغره، تلك البيئة المكونة من أفراد وجماعات وبالتأكيد من ضمنها الأسرة التي يقع على عاتقها الحمل الأكبر في تربية وتوجيه أبنائها إلى عدة طرق، إما طريق الاستقامة أو طريق الانحراف عن القاعدة الأساسية، والانحراف هنا يكون بسبب تشدد الأسرة مع أبنائها وعدم ترك المساحة الكافية لهم للتنفس أو التعبير عن آرائهم، وأيضا من ضمن الأسباب عدم خلق حوار بناء معهم، وعلى النقيض هناك بعض الأسر تهمل أبناءها بسبب انشغالهم عنهم، مما يجعلهم فريسة سهلة الاصطياد من قبل الجماعات المتطرفة التي تحاول أن تملأ الفراغ الذي تسببت به الأسرة.
ومن هنا تبدأ أولى مراحل التجنيد، وهي عبارة عن دراسة شاملة للشخص المراد تجنيده، تلك الدراسة التي تتم بعناية شديدة، ومن ثم تبدأ عملية البحث عن نقاط الضعف للشخص، والتي تتمثل بعدة أشكال، سواء ضعف في الشخصية وعدم الثقة بالنفس أو الاضطهاد والتهميش، ومن هنا يتدخل أحد المختصين للإيقاع بالشباب الذي يعطيهم ما يفتقدونه ويحتاجون إليه إلى أن يصل للمرحلة المنشودة، وهى اجتذاب هذا الشخص للعمل لصالحهم ويكون رهن إشارة منهم ولا يعترض على ما يقولونه، وهنا يكمن السؤال كيف يتم العبث بعقول الشباب لكي يصلوا إلى مرحلة السمع والطاعة؟
وبالأخص إذا كان الابن والابنة متعلمين، وهنا عزيزي القارئ هناك حلقة مفقودة لأنه ليس كل متعلم عقله مستنير واع لما يحدث حوله، فمن الممكن أن يكون متفوقا دراسيا، ولكن ما زال جاهلا، والجهل هنا ليس معناه عدم معرفة القراءة والكتابة، بالعكس فهناك أنواع كثيرة منه وأخطرهم على الإطلاق الجهل بتعاليم الدين الإسلامي، هذا النوع من الجهل الذي ينخر في أعمدة المجتمعات وفتح الأبواب على مصراعيها لهؤلاء الأشخاص لاجتذاب الشباب إلى مدارسهم التي تزرع الحقد والكراهية لتحقيق أهوائهم الشخصية تحت مظلة الدين، مفسرين للشباب بعض الآيات والأحاديث الشريفة لتخدم مصلحتهم بالطبع مع أقوالهم عن مدى شراسة الحرب التي يخوضها من أجل نصرة الإسلام، وأن العالم أصبح يملؤه الكفار، وأنهم شعب الله المختار ومن يعارضهم لازم ولا بد من أن يقتل لأنه يعرقل مسيرة الجهاد، بل من الممكن أن يصل الحال بالشباب الذي يتم عمل غسيل المخ له بأنه ينظر لأقرب الناس لديه بشفقة وقد يصل به الأمر بأن يتبرأ منهم لأن الولاء والبر يتطلب هذا كل هذا، وأكثر من ذلك يتم تسميم عقول الشباب به وبالأخص من هم في مقتبل العمر لأنهم من السهل زرع البذور التطرفية في وجدانهم وعقولهم.
وبعد هذه المرحلة ينتقل الشاب إلى مرحلة أخرى، وهى مرحلة التدريب على استخدام الأسلحة المختلفة الثقيلة والخفيفة مع تعلم فنون القتال إلى أن يصل إلى تنفيذ ما تعلمه على أرض الواقع، ومن هنا تبدأ السلسلة الدموية من سفك الدماء وقتل الآلاف من الأرواح البريئة دون رحمة، ويظل هكذا ينتقل من عملية إلى أخرى سواء كانت عملية تفجير يستهدف بها منشأة أو اغتيال أحد الأشخاص أو غيرها من العمليات، إلى أن يصل لمرحلة استهداف ذاته، نعم استهداف ذاته وتنفيذ عملية انتحارية في أحد الأماكن وبالطبع يفعلها وهو في كامل سعادته لأنه سوف يذهب إلى الجنة وينعم بخيراتها ويتزوج من حور العين بالتأكيد كل هذه الإرهاصات ليست سوى نبتة البذور التي تم زراعتها من قبل الجماعة المتطرفة التي استقطبته إلى ذلك الطريق المظلم.
لعلك تتساءل هل من الممكن أن يراجع الإنسان نفسه بعد دخوله إلى ذلك الوكر ويندم على ما فعله أم سيكون قد فات الأوان؟ في الحقيقة هناك من يندم ولكن ليس بيده شيء حينها سوى تنفيذ الأوامر المكلف بها وإلا سوف يقتل، وهناك من لا يشعر بأي ذرة ندم ويكمل في طريقه المظلم.
وقبل الختام دعونا نعرف هل التطرف الديني وليد اللحظة أم كان موجودا منذ زمن؟ الإجابة هي أن التطرف الديني كان موجودا منذ زمن، ولعل أشهر المتطرفين دينيا هم جماعة اسمهم الخوارج عرفوا بالمغالاة في الدين وتكفير المعارضين لهم وقتل من يخالف آراءهم بدم بارد، هؤلاء هم أصل الفكر المتطرف الديني الذي نشاهده اليوم على الساحة.
@AliaaHu36898956
ومن هنا تبدأ أولى مراحل التجنيد، وهي عبارة عن دراسة شاملة للشخص المراد تجنيده، تلك الدراسة التي تتم بعناية شديدة، ومن ثم تبدأ عملية البحث عن نقاط الضعف للشخص، والتي تتمثل بعدة أشكال، سواء ضعف في الشخصية وعدم الثقة بالنفس أو الاضطهاد والتهميش، ومن هنا يتدخل أحد المختصين للإيقاع بالشباب الذي يعطيهم ما يفتقدونه ويحتاجون إليه إلى أن يصل للمرحلة المنشودة، وهى اجتذاب هذا الشخص للعمل لصالحهم ويكون رهن إشارة منهم ولا يعترض على ما يقولونه، وهنا يكمن السؤال كيف يتم العبث بعقول الشباب لكي يصلوا إلى مرحلة السمع والطاعة؟
وبالأخص إذا كان الابن والابنة متعلمين، وهنا عزيزي القارئ هناك حلقة مفقودة لأنه ليس كل متعلم عقله مستنير واع لما يحدث حوله، فمن الممكن أن يكون متفوقا دراسيا، ولكن ما زال جاهلا، والجهل هنا ليس معناه عدم معرفة القراءة والكتابة، بالعكس فهناك أنواع كثيرة منه وأخطرهم على الإطلاق الجهل بتعاليم الدين الإسلامي، هذا النوع من الجهل الذي ينخر في أعمدة المجتمعات وفتح الأبواب على مصراعيها لهؤلاء الأشخاص لاجتذاب الشباب إلى مدارسهم التي تزرع الحقد والكراهية لتحقيق أهوائهم الشخصية تحت مظلة الدين، مفسرين للشباب بعض الآيات والأحاديث الشريفة لتخدم مصلحتهم بالطبع مع أقوالهم عن مدى شراسة الحرب التي يخوضها من أجل نصرة الإسلام، وأن العالم أصبح يملؤه الكفار، وأنهم شعب الله المختار ومن يعارضهم لازم ولا بد من أن يقتل لأنه يعرقل مسيرة الجهاد، بل من الممكن أن يصل الحال بالشباب الذي يتم عمل غسيل المخ له بأنه ينظر لأقرب الناس لديه بشفقة وقد يصل به الأمر بأن يتبرأ منهم لأن الولاء والبر يتطلب هذا كل هذا، وأكثر من ذلك يتم تسميم عقول الشباب به وبالأخص من هم في مقتبل العمر لأنهم من السهل زرع البذور التطرفية في وجدانهم وعقولهم.
وبعد هذه المرحلة ينتقل الشاب إلى مرحلة أخرى، وهى مرحلة التدريب على استخدام الأسلحة المختلفة الثقيلة والخفيفة مع تعلم فنون القتال إلى أن يصل إلى تنفيذ ما تعلمه على أرض الواقع، ومن هنا تبدأ السلسلة الدموية من سفك الدماء وقتل الآلاف من الأرواح البريئة دون رحمة، ويظل هكذا ينتقل من عملية إلى أخرى سواء كانت عملية تفجير يستهدف بها منشأة أو اغتيال أحد الأشخاص أو غيرها من العمليات، إلى أن يصل لمرحلة استهداف ذاته، نعم استهداف ذاته وتنفيذ عملية انتحارية في أحد الأماكن وبالطبع يفعلها وهو في كامل سعادته لأنه سوف يذهب إلى الجنة وينعم بخيراتها ويتزوج من حور العين بالتأكيد كل هذه الإرهاصات ليست سوى نبتة البذور التي تم زراعتها من قبل الجماعة المتطرفة التي استقطبته إلى ذلك الطريق المظلم.
لعلك تتساءل هل من الممكن أن يراجع الإنسان نفسه بعد دخوله إلى ذلك الوكر ويندم على ما فعله أم سيكون قد فات الأوان؟ في الحقيقة هناك من يندم ولكن ليس بيده شيء حينها سوى تنفيذ الأوامر المكلف بها وإلا سوف يقتل، وهناك من لا يشعر بأي ذرة ندم ويكمل في طريقه المظلم.
وقبل الختام دعونا نعرف هل التطرف الديني وليد اللحظة أم كان موجودا منذ زمن؟ الإجابة هي أن التطرف الديني كان موجودا منذ زمن، ولعل أشهر المتطرفين دينيا هم جماعة اسمهم الخوارج عرفوا بالمغالاة في الدين وتكفير المعارضين لهم وقتل من يخالف آراءهم بدم بارد، هؤلاء هم أصل الفكر المتطرف الديني الذي نشاهده اليوم على الساحة.
@AliaaHu36898956