شاهر النهاري

مخطوطات التأسيس المتكاملة

الثلاثاء - 22 فبراير 2022

Tue - 22 Feb 2022

فكرة نجيبة سطعت مع شمس الرؤية، بأن تم استحضار أجزاء المخطوطات القديمة، «يوم بدينا» حقيقة بتأسيس الدرعية على يد الأمير مانع بن ربيعة المريدي 850هـ 1446، ثم قيام الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود 1139هـ 1727م وعاصمتها الدرعية، واستمرارها حتى عام 1233هـ، انتهت بحرب مع العثمانيين عطل الزمان فترة حتى حان وقت كتابة المخطوطة الثانية، التي قادها الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود بإنشاء الدولة السعودية الثانية، والتي امتدت بين 1240 - 1309هـ، ثم بلوغ الحقيقة بالمرحلة الثالثة، والتي قام بإحيائها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بدخول الرياض، 1319 هـ 1902م، وحتى أطلق عليها مسمى المملكة العربية السعودية 1351هـ 1932م، بعد أن شملت جميع أجزاء الوطن السعودي، بنجده الحب الأوسط، وحجازه المحاذي للبحر الأحمر، وشرقه المتماس مع مياه الخليج، والإمارات، وقطر، وشواطئ البحرين، وشماله المحاذي لبر الكويت والعراق والأردن، وجنوبه المحتضن دول اليمن وعدن وحضرموت، وعمان.

والدولة السعودية الثالثة لم تكن مخطوطة بقدر ما كانت أساسا لدولة عصرية عظيمة تحتوي على شعب عربي متعدد المشارب أصيل، وقدرة بالأنفس كامنة تستطيع تحويل الرمال إلى قلوب محبة، والجبال إلى حصون حرز، والشواطئ إلى نشاط وتجارة ونماء وتلاق مع الأمم من كل صوب.

دولة حكمها بعد الملك عبدالعزيز أبناؤه الستة السائرين على خطواته، من جعلوا اسمها بيرقا على كل مجد، وحضنا ورسوخا للمواقف الإسلامية والعربية والإنسانية، وتمايز للشعب، الذي عرف فيها التوحد، والحب والتمازج، وجمع نواياه ومداركه لبناء المستقبل، وصنع المعجزات بقلوب وأياد وعقول سعودية تقود العالمين العربي والإسلامي، وتمد أياديها الخيرة للشعوب العالمية، والمحقة للحق، والرافضة للضيم، والمحاربة للجوع، والمرض للبشرية جمعاء.

وأتى الوقت لتنتهي سلسلة الملوك من أبناء الموحد عبدالعزيز ببلوغ الملك سلمان كرسي الحكم، ونظرته الحريصة الصائبة في تعديل الأمور، وخلق سلسلة جديدة من الحكام، يجددون في وجوده المملكة، والتي كان لا بد لها من استمرارية ورؤية، فكان محمد بن سلمان، وكانت رؤية السعودية 2030، وكان الانطلاق إلى أبعاد وآفاق غير مسبوقة داخليا وخارجيا.

تنبهت مملكتنا سعودية الرؤية أن المخطوطات الأصيلة حقائق متواصلة، وإن حدث لها بعض التباعد، ولكنها تحكي حكايات الثقة والجمال، وتكتب العز والوجود السعودي، والذي ومهما بذلت حكومتنا في سبيله، وذللت من الصعوبات، تظل القادرة على الحل والتعديل، وخلق الواقع المستقبلي بما يخطط له وينفذ، وما يمكن أن يدوم، ليس بصلاح الحكام فقط، ولكن بتكاملهم مع نبضات قلوب الشعب رجالا ونساء، وأطفال، ورغبتهم الأكيدة في استمرارية السعودية العظمى، التي تتفوق دوما على نفسها، وتصنع المستحيلات.

مخطوطاتنا أصبحت متكاملة بداية بالتأسيس وحتى بلوغ الرؤية، وسيكون لنا عدد كبير قادم من القفزات النوعية، في تأثيراتنا التحفيزية والمبادرات العظيمة، ليس فقط على الداخل السعودي، ولكن على مستوى الدول العربية والإسلامية، وعلى مستوى دول العالم الصديقة، بروح الإنسان السعودي المحب، القوي، القادر، على ترجمة المعاني، وتثبيت التواريخ، وصناعة المستقبل، بما تتطلبه آفاق السنوات القادمة، من معرفة وعلوم واقتصاد ونماء وتقنية وربط كوني، ومنعة داخلية وتسليح ذاتي يحمي المستقبل.

يوم التأسيس ليس فقط شعارا واحتفالا ونقوش، ولكنه حكاية كينونة تسكن في قلوب الشعب وأعين الحكام، ولن تتوانى مملكتنا عن النهوض أكثر، ونشر العدالة والحرية، والتطلع إلى مكان ومكانة أعظم، بما سيكون، وكلنا شعبا وحكاما، نمتلك نفس النبض، ونفس الطموح، وذات المقدرة، ومهما تصاعبت الأمور علينا، إلا أننا نحن لها، في ماضيها، وحاضرها، ومستقبلها.

@shaheralnahari