جنود التأسيس: فيصل بن تركي!
الاثنين - 21 فبراير 2022
Mon - 21 Feb 2022
إن كان الإمام محمد بن سعود حمل لواء التأسيس ونعمت هذه البلاد بفضل الله أولا ثم بفضل محمد بن سعود ورجاله في منح هذه الأرض فضيلة التأسيس والبدء والبناء، فإن أحد جنود التأسيس واستمرار هذه الفضيلة هو الإمام فيصل بن تركي الرجل الثاني في الدولة السعودية الثانية، وإن كان من حظ وتوفيق لله لكاتب هذه السطور أن قرأ كثيرا في سيرة الإمام فيصل بن تركي حتى امتلأ به، فقد كانت سيرته مثالا للعلاقة بين الحاكم والمحكوم، والتي كانت نبراسا لأعظم أحفاده، الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي رحمه الله مؤسس الدولة السعودية الثانية وأبنائه الملوك من بعده.
ولعل أبرز ما كان في سيرة الإمام فيصل من تركي من دروس التلاحم بين الإمام وشعبه أن الإمام فيصل بن تركي مر به من الأزمات والتحولات الجارية في ذلك الوقت، لكنه بقي الرجل القوي في الجزيرة العربية، ورغم ما مر به من قوة وضعف وتقدم وتراجع، إلا أنه كان مركز الدائرة في الجزيرة العربية الذي يذهب عنها الناس لكن يعودون إليها، فقد كان ولاء أهل الجزيرة إلى الإمام فيصل آية من آيات التلاحم التي لا تتكرر، فبرغم الحملات المصرية على الجزيرة التي أضعفت الدولة في مراحلة محدودة إلا أنه في كل مرة يعود بتلاحم عظيم بينه وبين أهالي البلاد بطريقة يمكن أن يكون أقل وصف لها: أنها تاريخية، فقد كانت ولاءات شقراء وبريدة وعنيزة والخرج والمدينة ومكة والحجاز والأحساء والدمام وغيرها من مدن الجزيرة مستمرة للإمام فيصل فقد كان ابن الجزيرة البار الذي يحبهم ويحبونه.
ومن أبرز ما كان الإمام فيصل يتميز به أنه القوة التي لا تضعف بسبب الظروف وتكالبها عليه، فقد بدأ عظيما ثم تسلطت عليه وتكالبت عليه ظروف الحياة حتى تعقدت الأحداث ثم عاد أقوى؛ حتى وصلت حدود دولته السعودية الثانية ما لم تصل إليه حدودها من قبل، فهابته حاميات الإنجليز في الخليج وتردد الباشوات في الاقتراب من ملكه، وتوددت له إسطنبول في محاولة كسب ولائه، وفي آخر حياته صار هو الرجل الحكيم القوي الذي تذعن له الأرض ويدين له أبناء الجزيرة بالولاء.
كما كان من أبرز صفات الإمام أنه جمع في حكمه بين الدين والدولة في أقوى حالات الإمام الصالح فقد كانت رسائله في وعظ الناس وتذكيرهم بالله من جهة وتذكيرهم بأن ما قامت عليه هذه الدولة هو تلاحم الدين والدولة وتلاحم العقيدة الإسلامية مع القيادة التي هي لخدمة الدين والدولة هو النبراس الذي سار عليه واهتدى به.
وكان مما يميز الإمام أيضا الحكمة في التصرف، فلم يمر حاكم بما مر به من تنوع في الأحداث العظام في حياته وتعامل بها بذكاء منقطع النظير، فمن شاب قاتل من أجل حكمه وملكه حتى توسع ثم تقلص الحكم وتكالبت عليه الظروف ثم كتب الله له النصر، فقد كان رأيه في منتهى الحكمة والذكاء، وشهدت بذلك أعداؤه قبل أصدقائه ، فما كان من الرحالة والسياسيين والمستشرقين إلا أن أشاروا إلى هيبته أو أعجبوا من ذكائه وحكمته وحسن تصرفه بما يتناسب مع مصالح شعبه وأرضه!
إن قراءة سيرة هذا الرجل العظيم تجعلك في دهشة مستمرة، كيف أمكن لهذا الإمام الصالح أن يحقق من إنجازات عظيمة في فترة حكمه ولذلك هي جديرة بالقراءة والتأمل التي قد تفوت على البعض القراءة فيها!
Halemalbaarrak@
ولعل أبرز ما كان في سيرة الإمام فيصل من تركي من دروس التلاحم بين الإمام وشعبه أن الإمام فيصل بن تركي مر به من الأزمات والتحولات الجارية في ذلك الوقت، لكنه بقي الرجل القوي في الجزيرة العربية، ورغم ما مر به من قوة وضعف وتقدم وتراجع، إلا أنه كان مركز الدائرة في الجزيرة العربية الذي يذهب عنها الناس لكن يعودون إليها، فقد كان ولاء أهل الجزيرة إلى الإمام فيصل آية من آيات التلاحم التي لا تتكرر، فبرغم الحملات المصرية على الجزيرة التي أضعفت الدولة في مراحلة محدودة إلا أنه في كل مرة يعود بتلاحم عظيم بينه وبين أهالي البلاد بطريقة يمكن أن يكون أقل وصف لها: أنها تاريخية، فقد كانت ولاءات شقراء وبريدة وعنيزة والخرج والمدينة ومكة والحجاز والأحساء والدمام وغيرها من مدن الجزيرة مستمرة للإمام فيصل فقد كان ابن الجزيرة البار الذي يحبهم ويحبونه.
ومن أبرز ما كان الإمام فيصل يتميز به أنه القوة التي لا تضعف بسبب الظروف وتكالبها عليه، فقد بدأ عظيما ثم تسلطت عليه وتكالبت عليه ظروف الحياة حتى تعقدت الأحداث ثم عاد أقوى؛ حتى وصلت حدود دولته السعودية الثانية ما لم تصل إليه حدودها من قبل، فهابته حاميات الإنجليز في الخليج وتردد الباشوات في الاقتراب من ملكه، وتوددت له إسطنبول في محاولة كسب ولائه، وفي آخر حياته صار هو الرجل الحكيم القوي الذي تذعن له الأرض ويدين له أبناء الجزيرة بالولاء.
كما كان من أبرز صفات الإمام أنه جمع في حكمه بين الدين والدولة في أقوى حالات الإمام الصالح فقد كانت رسائله في وعظ الناس وتذكيرهم بالله من جهة وتذكيرهم بأن ما قامت عليه هذه الدولة هو تلاحم الدين والدولة وتلاحم العقيدة الإسلامية مع القيادة التي هي لخدمة الدين والدولة هو النبراس الذي سار عليه واهتدى به.
وكان مما يميز الإمام أيضا الحكمة في التصرف، فلم يمر حاكم بما مر به من تنوع في الأحداث العظام في حياته وتعامل بها بذكاء منقطع النظير، فمن شاب قاتل من أجل حكمه وملكه حتى توسع ثم تقلص الحكم وتكالبت عليه الظروف ثم كتب الله له النصر، فقد كان رأيه في منتهى الحكمة والذكاء، وشهدت بذلك أعداؤه قبل أصدقائه ، فما كان من الرحالة والسياسيين والمستشرقين إلا أن أشاروا إلى هيبته أو أعجبوا من ذكائه وحكمته وحسن تصرفه بما يتناسب مع مصالح شعبه وأرضه!
إن قراءة سيرة هذا الرجل العظيم تجعلك في دهشة مستمرة، كيف أمكن لهذا الإمام الصالح أن يحقق من إنجازات عظيمة في فترة حكمه ولذلك هي جديرة بالقراءة والتأمل التي قد تفوت على البعض القراءة فيها!
Halemalbaarrak@