كنجئي: حكام إيران زرعوا الفساد فحصدوا الكراهية

يستغلون الدين لإخفاء حقيقتهم وللاستمرار في الحكم وإذلال الناس امرأة داست بأقدامها على عمامة أحد الملالي بعدما ضايق زميلتها زائري: تعرضت للبصق والإهانة 10 مرات بسبب كراهية الناس فيروس الفتنة أصاب المجتمع وتصرفات خامنئي أدت إلى تآكل الحرمة شعب طهران وقم يلاحق أصحاب العمامة ويشتمهم علنا في الشوارع انقسام عمودي للنظام تسبب في اتساع وتعميق تشاؤم المواطنين
يستغلون الدين لإخفاء حقيقتهم وللاستمرار في الحكم وإذلال الناس امرأة داست بأقدامها على عمامة أحد الملالي بعدما ضايق زميلتها زائري: تعرضت للبصق والإهانة 10 مرات بسبب كراهية الناس فيروس الفتنة أصاب المجتمع وتصرفات خامنئي أدت إلى تآكل الحرمة شعب طهران وقم يلاحق أصحاب العمامة ويشتمهم علنا في الشوارع انقسام عمودي للنظام تسبب في اتساع وتعميق تشاؤم المواطنين

السبت - 19 فبراير 2022

Sat - 19 Feb 2022

أكد رئيس جمعية الدفاع عن الديمقراطية واستقلال إيران جلال كنجئي، أن غالبية أبناء وطنه على قناعة بفساد نظامهم مع مرور ثلاثة وأربعين عاما على إنشائه، وأنه لم يعد خافيا استغلال النظام للدين في إخفاء هذه الحقيقة والاستمرار في الحكم.

وأقر الرجل الذي يتولى رئاسة لجنة المذاهب وحرية الأديان في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانیة بغياب ثقة الشعب بالملالي منذ السنوات الأولى لوصولهم إلى السلطة.

وقال كنجئي في تصريحات خاصة لـ»مكة» «في عام 1979 كنت واقفا في بدایة شارع شريعتي المعروف بين الإيرانيين باسم «بيش شمرون» وهو أحد أكثر مناطق طهران ازدحاما، كانت سيارات الأجرة الفارغة تتجنب التوقف لنا بسبب ارتدائنا العمامة، مما اضطرنا للانتظار مدة ساعتين تحت الشمس في الصيف الحار، وحين توقفت إحداها تعرفنا على السائق الذي كان واحدا من رفاقنا في سجون الشاة».

ولفت إلى وجود حالات مماثلة حدثت مع ملالي آخرين، رويت عنهم في كثير من الأوساط والتجمعات العامة، ما أصبح شعارات يرفعها الناس في احتجاجاتهم الرافضة للتسلق على الإسلام وإذلال الناس.

فيروس الفتنة

ويشير كنجئي إلى عدة أحداث تمثل نقاط تحول في تاريخ الإيرانيين، يقول «في صيف 1988 احتج منتظري على مذبحة السجناء السياسيين، الذين كان معظمهم من مجاهدي خلق، الثوار المسلمين التقدميين، وأدى الاحتجاج إلى إزاحة الخميني لمنتظري، دون أن يتمكن من تلطيخ هيبته ومصداقيته، مما أدى إلى انقسام النظام عاموديا، وتسبب في اتساع وتعميق تشاؤم المجتمع الإيراني من الملالي الحاكمين، وفيما بعد أسهمت تصرفات خامنئي في تآكل الحرمة التقليدية للملالي والمقلدين».

ويضيف «انقسم الملالي الحاكمون على بعضهم من أعلى المستويات إلى أدناها، ولا يزال الانقسام والشقاق قائما، لكن لا بد من القول بأن الانقسام الأهم نشأ بعد قمع انتفاضات 2009، مما اضطر خامنئي للذهاب إلى قم عدة مرات خلال أسبوعين لتطويق المشكلة التي وصفها بـ «فيروس الفتنة» الذي أصاب المجتمع كله ويجب على الملالي السيطرة عليه».

إحراق الحوزات

ووفقا لأحد رجال الملالي السابقين، دخل فشل النظام في إصلاح الانقسامات التي شقت صفوفه مرحلة أكثر خطورة منذ عام 2017، مما اضطر موسى شبيري أحد المراجع الأكثر موثوقية وقربا من الحكومة للتصريح بأن رجال الدین فقدوا مصداقيتهم الشعبية السابقة، وأعرب عن قلقه العام من موقف ومستقبل رجال الدين الشيعة في إيران، وتم نشر وتغطية تصريحاته على نطاق واسع في الصحافة.

وأثناء الانتفاضة التي عمت البلاد ضد نظام الملالي عام 2017 أعرب وزير مخابرات النظام سابقا دري نجف آبادي وهو إمام صلاة الجمعة الحالي وممثل خامنئي في مدینة أراك عن قلقه الشديد من قيام الأهالي بإحراق عشرات المدارس والمراكز المسماة «الحوزات» خلال الانتفاضة في مدن مختلفة، ومنذ ذلك الحين نشهد مخاوف قادة النظام في الميدان من هذه التصرفات الشجاعة.

ضرب وشتم

ولفت إلى أن الناس في قم وطهران يعبرون عن كراهيتهم للملالي بطرق مختلفة، لا يتوانون عن ضربهم وشتمهم ردا على المضايقات. وتتركز الاهتمامات في حوزة قم بشكل أساسي على الأفكار التي تتعارض مع نظرية الولي الفقيه، وتتم ملاحقة التعارض مع المؤسسات التنفيذية أو التنظيرية، مثل المحكمة الخاصة للملالي، والباسيج الطلابي، ومجتمع معلمي الحوزة من قبل هذه المؤسسات الرقابية والقمعية واتهام المختلفين بالعلمانية.

وقال كنجئي «رغم الملاحقات التي يتعرضون لها يتحلى طلاب العلم والعلماء الذين ينكرون ولاية الفقيه بالشجاعة لدرجة أنهم ـ وفقا لمسؤولي الحوزة ـ يجاهرون باهتمامهم بمجاهدي خلق، مما يشجع الناس العاديين على مهاجمة الملالي من خامنئي إلى رئيس، ويضطر الحاكمون للاعتراف بذلك».

اعترافات مثيرة

اعترف الملا أحمد خاتمي خلال لقاء في مدینة ساوة بكراهية الناس للملالي الحاكمين، قائلا «إن البعض يسعى إلى فصل الدين عن السياسة» وتعبيرا عن خوفه من أنشطة المجاهدين، نصح الملالي ومرتزقة النظام بأن لا تكون أفعالهم على هذا النحو.

من ناحيته اعترف الملا محمد تقي فاضل ميبدي، عضو مجلس مدرسي حوزة قم الدينية خلال مقابلة مع جريدة همدلي ـ التابعة لجناح الإصلاحيين المزيف ـ بإلقاء الناس اللائمة على الملالي، مشيرا إلى أن الكثير من الملالي الذين يريدون الذهاب إلى السوق، أو الحصول على متجر أو وظيفة، يتجنبون ارتداء ملابس رجال الدين لأن الناس يهينونهم أو يشتمونهم، مما أدى إلى ظهور الملالي بشكل أقل بالملابس الدينية تجنبا للشتم والإهانة.

بصق وإهانة

وفي إحدى مقالاتها حذرت صحيفة همدلي الحكومية من مستوی عيش الطبقة الأرستقراطية التي يعيشها الملالي، مشيرة إلى أن الاهتمام بالمظاهر الدنيوية والمناصب الحكومية والسياسية ونزعة العيش في رفاهية دفع بعض رجال الدين الى العمل في مؤسسات ومنظمات في مجالات الصناعة والنفط والرياضة والترفيه وحتى المسالخ، الأمر الذي كان يصعب تخيله قبل أربعة عقود، لتخلص الصحيفة إلى نتيجة مفادها أن انحدار الأماكن والطقوس الدينية أحد مظاهر هذا الوضع.

وتظهر اعترافات الملا محمد رضا زائري عمق وانتشار هذه الكراهية، حيث كتب على انستقرام أنه تعرض للبصق مرة واحدة في الأيام العشرة الماضية، وللإهانة الشديدة مرتين أو ثلاث مرات، ثم أجبره سائق على السير في منتصف الشارع بوضع سيئ.

هل يعرفون؟

ويتساءل جلال كنجئي: هل يعرف حكام الملالي حقيقة كراهيتهم؟ ويجيب بنفسه قائلا «الذين يأتون ويذهبون مع السائق والحارس الشخصي غير قادرين على الإجابة. وفي جميع الأحوال يظل اعتراف الملالي أحمد خاتمي، فاضل ميبدي، وزائري، وكتاب المقالات في صحيفة همدلي الجزء المكشوف من جبل الجليد، وهو غيض من فيض غضب الشعب على الملالي الحاکمین». ويضيف «في مدینة قم أزالت امرأة عمامة أحد الملالي وداستها بقدميها حين رأته يضايق امرأة أخرى بحجة سوء حجابها، وظهر في مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أحد الملالي وهو يتعرض للشتم بكلمات نابية».

ويؤكد أن ازدياد كراهية الشعب للملالي ونظامهم تصاحبها زيادة في المنتفضين والشبان الثائرين الداعمين لمجاهدي‌ خلق ووحدات المقاومة داخل البلاد، ويختم «النيران المشتعلة في معاقل الانتفاضة البطولية هي استجابة طبيعية لمستوى كراهية النظام وأفكاره الرجعية، وردود المنتفضين الجريئة تبشّر بإلقاء النظام وفكره الرجعي في مزبلة التاريخ، وإقامة الشعب لحكمه الديمقراطي».

جلال كنجئي.. من يكون؟

• رئيس لجنة المذاهب وحرية الأديان في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانیة.

• درس العلوم الدينية في النجف وقم.

• دعم منظمة مجاهدي خلق منذ تأسيسها عام 1965م.

• سجن من قبل جهاز سافاك الشاة عام 1972م.

• قضى خمس سنوات في سجون الشاة.

• حالت عمليات التزوير الواسعة دون فوزه في أول انتخابات برلمانية في إيران عام 1980م.

• أصبح أحد الأهداف الرئيسة للنظام الإيراني، بعد هجوم الحرس الثوري على الجامعات 1980م.

• تعرض للاضطهاد والملاحقة، لكنه لم يستسلم.

• أسس جمعية الدفاع عن الديمقراطية واستقلال إيران التي انضمت إلى المجلس المقاومة.