لوجستيون: فتح الاستثمار في النقل بالحافلات يدعم السياحة الداخلية

أكدوا أن النقل الفردي سيتوقف اعتبارا من 2023
أكدوا أن النقل الفردي سيتوقف اعتبارا من 2023

السبت - 19 فبراير 2022

Sat - 19 Feb 2022

أكد مستثمرون في القطاع اللوجستي أهمية فتح الاستثمار في النقل بالحافلات بين المناطق والمدن لتطوير الأداء وتحسين الخدمات ودعم مختلف قطاعات الاقتصاد وعلى رأسها السياحي والتجاري، وصولا لتحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية في ربط مختلف المناطق والمدن بشبكة من وسائل المواصلات، مشيرين إلى أن النقل بالحافلات داخل المدن وبين المناطق لا يزال جاذبا للمستثمرين، بالرغم من مشاريع الربط بالقطار في بعض المدن، منوهين إلى أن شبكة القطارات والميترو في الدول المتقدمة لم تؤثر على حركة الحافلات التي وصفوها بالمرونة في الحركة والوصول إلى المناطق الضيقة التي يصعب على القطارات الوصول إليها.

وكانت الهيئة العامة للنقل قد طرحت الاستثمار في تقديم خدمات نقل الركاب بالحافلات لربط أكثر من 200 مدينة ومحافظة في المملكة من خلال 76 مسارا، مشيرة إلى أن ذلك يأتي تعزيزا للمنافسة في هذا القطاع ولإتاحة فرص جاذبة للمستثمرين.

مرونة الحركة

وأكد نائب رئيس اللجنة اللوجستية الوطنية باتحاد الغرف السعودية راكان العطيشان أن النقل بالحافلات لا زال جاذبا للجمهور، حيث يفضل الكثيرون التنقل بهذه الوسيلة على ما عداها لمرونة الحركة وسهولة التوقف في كل مكان كبديل عن الالتزام بالتوقف في المحطات المخصصة للقطار، كما أن الحافلات جاذبة للاستثمار، حيث ليس كل المناطق يصل إليها القطار.

ولفت إلى أنه في بلدان متقدمة مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لازال التنقل بالحافلات رائجا وبشكل كبير نظرا إلى أن هناك مناطق نائية أو ضيقة المسارات يصعب على القطار الوصول إليها لعدم وجود سكك حديدية، أو لخطورة ربطها بالسكك الحديدية بالنظر إلى الازدحام الشديد فيها، كما أن الكثير من السياح الزائرين يفضلون التنقل بالحافلات الحديثة التي يمكنها التوقف المستمر عند الحاجة وفي أي وقت بعكس القطارات.

وأشار إلى أن الدولة فتحت مجال الاستثمار للسعوديين وغيرهم، حيث سبق أن طرح محافظ هيئة النقل فرصا استثمارية في هذا المجال أمام المستثمرين الدوليين في مؤتمر ومعرض لوجستي أقيم أخيرا بدبي.

الفردية ستتأثر

وحول تأثير طرح الفرص الاستثمارية في مجال النقل بين المدن على الحافلات الفردية والمستثمرين الذين يملكون عددا محدودا من الحافلات أفاد العطيشان أنهم سيتأثرون سلبا فيما عدا من يعمل على نقل المعتمرين، لافتا إلى أن ما يعرف باحتكار سابتكو للنقل بين المدن لم يعد له وجود، والشركة نجحت في الحصول على رخصة النقل في بعض المناطق في مناقصة عامة، كما فازت شركات غيرها برخص النقل في مناطق أخرى، وهناك مناقصات تنتظر الطرح.

هيكلة النقل الداخلي

بدوره قال المستثمر في نقل الركاب بين المناطق محمد السالم «إن فك احتكار الشركة السعودية للنقل الجماعي «سابتكو» بعد سنوات طويلة أمر مهم لاستثمار متكافئ، وهو ما تعمل عليه الدولة، حيث تتقدم «سابتكو» للمناقصات كغيرها من الشركات، كما أن هناك بعض المناقصات التي حصلت عليها الشركة، قد لا تقوم بها بشكل مباشر وإنما عن طريق شركاء آخرين يعملون معها في الباطن، وفي ذلك فوائد جيدة، حيث تتاح لشركات أخرى العمل عن طريق عقود النقل بالباطن.

توقف في 2023

وحول استمرار عمل الحافلات الفردية، أشار السالم إلى أن هناك قرارا مسبقا وتوجها من هيئة النقل بتوقف الحافلات الفردية عن النقل العام بحلول 2023 بهدف تنظيم العملية بشكل أفضل، لافتا إلى أن هدف الدولة من طرح الفرص الاستثمارية الجديدة هو إتاحة الفرصة أمام جميع المستثمرين وإعادة هيكلة قطاع النقل الداخلي بين المدن بما يحقق أهداف الرؤية الوطنية في هذا المجال.

وطالب السالم هيئة النقل والجهات ذات الاختصاص بموضوع النقل الداخلي بدعم المحروقات ورخص ورواتب العمالة، بما يجعل من الفرص التي تطرحها هيئة النقل للنقل الداخلي أكثر جذبا، مشيرا إلى أن أكثر ما يرهق الشركات هو رخص العمالة والمقابل المالي والمحروقات.

ضبط حركة النقل

وأفاد الرئيس السابق للجنة اللوجستية بغرفة الشرقية أحمد المقبل، أن فتح الاستثمار سيؤثر حتما على الباصات الفردية نظرا إلى أنها خارج التنظيم باعتبارها ليست مسجلة ضمن مؤسسات أو شركات ويصعب ضبطها، إلا أن أصحابها يمكن أن يرتبوا أوضاعهم، إما بالانضمام لشركات قائمة والعمل معهم في الباطن وهذا متاح، أو التجمع وإنشاء شركات جديدة.

وذكر أن الاستثمار الأجنبي في قطاع نقل الركاب المحلي يفترض أن يتضمن قيما مضافة للاقتصاد الوطني ودعما للمحتوى المحلي، وهذا ما تأخذه الدولة بعين الاعتبار.

دعم السياحة

وأوضح عضو اللجنة اللوجستية السابق بغرفة الشرقية عبداللطيف الحمين أن فتح باب الاستثمار في النقل الداخلي للركاب بين المدن، سيعمل على تطوير حركة التنقل الداخلي بين المدن والمناطق بشكل أكبر ويخدم خاصة القطاعات التجارية والسياحية، ويسهم في تسريع حركة السيولة في الاقتصاد الوطني ويخدم مستهدفات الرؤية الوطنية.

وأشار الحمين إلى أن تطور المشاريع السياحية والتجارية والترفيهية في مختلف المناطق يسهم بلا شك في تعزيز حركة التنقل بين المدن والمناطق وتعزيز حركة التنقل الداخلي، مؤكدا ضرورة التكامل بين وسائل النقل المختلفة سواء القطار أو المتروأو الحافلات لربط المناطق ولتلبية رغبات الجمهور في وسائل النقل التي يفضلونها.