قدوة الأجيال
الخميس - 17 فبراير 2022
Thu - 17 Feb 2022
بأيهم اقتدينا اهتدينا، هم خير البشر بعد الأنبياء والرسل عليهم السلام، هم الأنموذج الحي على مُراد الله من خلقه، والمثال الواقعي لما يمكن أن يصل إليه المسلم من ترقي في درجات الطاعة، وسموّ في معنى العبادة، تناثرت فيهم أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتجمّعت لديهم سنته المطهّرة، وقبلها ومعها آيات الذكر الحكيم كلام ربنا العظيم سبحانه وتعالى، أخذوها مباشرة ومعايشة من الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وطبقوها في حياتهم وفازوا، وعلّموها أبنائهم وطلاّبهم وأفلحوا، وحفظوها لأمة الإسلام والمسلمين وأخلصوا، فجزاهم الله عنّا وعن المسلمين خير الجزاء.
فَما العزُّ للإسلامِ إلا بظلِّهمْ
وما المجد إلا ما بنَوه فشيدوا
المسلمون مأمورون باتباع سُنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع القرآن الكريم؛ لأن القرآن الكريم إجمالي يهتم بالكلّيات والأصول، والسنة النبوية تفصيلية فيها البيان والتفصيل لما في القرآن، قال (الأوزاعي) رحمه الله: «اصْبر نفسك على السُّنَّة، وقفْ حيثُ وقفَ القوم، وقُل بما قالوا، وكفّ عما كفّوا عنه، واسْلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم. ولا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم القول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بالنية موافقة للسنة».
كثيرا ما يأتي الحديث عن القدوات السيئة في سياق التحذير والتنبيه دون التحدث عن توفير البديل، مثل الطبيب الذي يُشخّص المرض ولا يقدّم الدواء مع توفّره وفاعليته، القدوات السيئة تقابلها القدوات الحسنة، وما قُسّمت القدوات لهذين القسمين، إلا لتأثيرها الحسن أو السيئ على من يقتدي بها إجبارا أو اختيارا، فمن تابع قلّد ومن قلّد فقد اقتدى، فإما ضلّ وإما اهتدى.
الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الأسوة الحسنة، والصحابة رضوان الله عليهم حسنة من حسناته - صلى الله عليه وسلم -، وما عرفناهم ولا أحببناهم إلا لأنهم أصحابه عليه الصلاة والسلام، اصطفاهم الله عز وجل لصُحبته ونُصرته، شهدوا نزول الوحي عليه، وشاركوا في أحداث الإسلام الكبرى معه - صلى الله عليه وسلم -، ونحن عندما نريد تعلّم العدل مثلاً نستقيه من سيرته المطهرة عليه الصلاة والسلام، ثم نراه متجسدا في خلافة عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه -، وقل مثل ذلك عن جميع صفاته العظيمة - صلى الله عليه وسلم -، مع باقي الصحابة رضي الله عنهم، فقد كانوا الأنقى والأتقى، فاستحقوا أن يكونوا الأبقى في وجدان وضمير كل مسلم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
كان الصحابة - رضي الله عنهم - يسخرون مواهبهم لخدمة الدين، أبو بكر الصدّيق بصدقه وتضحيته، عمر بن الخطاب بحزمه وعدله، عثمان بن عفان بكرمه وجوده، علي بن أبي طالب بمواقفه، خالد بن الوليد بشجاعته، حسان بن ثابت بشعره، ثابت بن قيس بخطابته، أبو هريرة بحفظه، معاذ بن جبل بعلمه، وهكذا في جميع الصفات الحسنة، والمواهب المفيدة، تجد مبتغاك في سيرهم العطرة رضي الله عنهم أجمعين.
صديقي مذ عرفته قارئا نهِما لكل كتب سير الصحابة، ابتداءً من كتاب (صور من حياة الصحابة) الذي كنا ندرسه في المتوسط والثانوي، إلى كتب (فضائل الصحابة) و(سير أعلام النبلاء) و(الإصابة في معرفة الصحابة) وغيرها الكثير من الكتب المُعاصرة والقديمة التي تتحدث عن الصحابة وعن حياتهم وعبادتهم وعلمهم وزهدهم وصبرهم وتعظيمهم وإجلالهم أمر الله عز وجل ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
ووجدت أثر ذلك عليه وعلى أخلاقه من حفظ اللسان وسلامة الصدر وعلو الهمة والاجتهاد في العبادة، أسأل الله له الثبات والفلاح والهداية، وأسأله تبارك وتعالى أن يجعلنا ممن يتأسى برسوله - صلى الله عليه وسلم - ويقتدي بالصحابة رضي الله عنهم، فهم قادة المجد وقدوة الأجيال.
@basem_slr
فَما العزُّ للإسلامِ إلا بظلِّهمْ
وما المجد إلا ما بنَوه فشيدوا
المسلمون مأمورون باتباع سُنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع القرآن الكريم؛ لأن القرآن الكريم إجمالي يهتم بالكلّيات والأصول، والسنة النبوية تفصيلية فيها البيان والتفصيل لما في القرآن، قال (الأوزاعي) رحمه الله: «اصْبر نفسك على السُّنَّة، وقفْ حيثُ وقفَ القوم، وقُل بما قالوا، وكفّ عما كفّوا عنه، واسْلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم. ولا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم القول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بالنية موافقة للسنة».
كثيرا ما يأتي الحديث عن القدوات السيئة في سياق التحذير والتنبيه دون التحدث عن توفير البديل، مثل الطبيب الذي يُشخّص المرض ولا يقدّم الدواء مع توفّره وفاعليته، القدوات السيئة تقابلها القدوات الحسنة، وما قُسّمت القدوات لهذين القسمين، إلا لتأثيرها الحسن أو السيئ على من يقتدي بها إجبارا أو اختيارا، فمن تابع قلّد ومن قلّد فقد اقتدى، فإما ضلّ وإما اهتدى.
الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الأسوة الحسنة، والصحابة رضوان الله عليهم حسنة من حسناته - صلى الله عليه وسلم -، وما عرفناهم ولا أحببناهم إلا لأنهم أصحابه عليه الصلاة والسلام، اصطفاهم الله عز وجل لصُحبته ونُصرته، شهدوا نزول الوحي عليه، وشاركوا في أحداث الإسلام الكبرى معه - صلى الله عليه وسلم -، ونحن عندما نريد تعلّم العدل مثلاً نستقيه من سيرته المطهرة عليه الصلاة والسلام، ثم نراه متجسدا في خلافة عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه -، وقل مثل ذلك عن جميع صفاته العظيمة - صلى الله عليه وسلم -، مع باقي الصحابة رضي الله عنهم، فقد كانوا الأنقى والأتقى، فاستحقوا أن يكونوا الأبقى في وجدان وضمير كل مسلم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
كان الصحابة - رضي الله عنهم - يسخرون مواهبهم لخدمة الدين، أبو بكر الصدّيق بصدقه وتضحيته، عمر بن الخطاب بحزمه وعدله، عثمان بن عفان بكرمه وجوده، علي بن أبي طالب بمواقفه، خالد بن الوليد بشجاعته، حسان بن ثابت بشعره، ثابت بن قيس بخطابته، أبو هريرة بحفظه، معاذ بن جبل بعلمه، وهكذا في جميع الصفات الحسنة، والمواهب المفيدة، تجد مبتغاك في سيرهم العطرة رضي الله عنهم أجمعين.
صديقي مذ عرفته قارئا نهِما لكل كتب سير الصحابة، ابتداءً من كتاب (صور من حياة الصحابة) الذي كنا ندرسه في المتوسط والثانوي، إلى كتب (فضائل الصحابة) و(سير أعلام النبلاء) و(الإصابة في معرفة الصحابة) وغيرها الكثير من الكتب المُعاصرة والقديمة التي تتحدث عن الصحابة وعن حياتهم وعبادتهم وعلمهم وزهدهم وصبرهم وتعظيمهم وإجلالهم أمر الله عز وجل ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
ووجدت أثر ذلك عليه وعلى أخلاقه من حفظ اللسان وسلامة الصدر وعلو الهمة والاجتهاد في العبادة، أسأل الله له الثبات والفلاح والهداية، وأسأله تبارك وتعالى أن يجعلنا ممن يتأسى برسوله - صلى الله عليه وسلم - ويقتدي بالصحابة رضي الله عنهم، فهم قادة المجد وقدوة الأجيال.
@basem_slr