علياء الحسين

نوبل للسلام ملوثة بالدماء

الأربعاء - 16 فبراير 2022

Wed - 16 Feb 2022

عندما ننظر إلى بعض المناطق نرى أن العرف السائد بها هو إراقة دماء الأبرياء في سبيل تحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو للحفاظ على العرش وكأن النفس البشرية ليست لها قيمة بل أصبحت رخيصة للغاية.

وتتم عملية سفك الدماء في الحروب الأهلية والتطهير العرقي الذي يطلق على عملية الاضطهاد ضد الأقليات، وهذا ما حدث في ميانمار عام 2017 عندما شن الجيش هناك حملات قمع ضد مسلمي الروهينغيا مما أدى إلى قتل أطفال ونساء، كل هذا تحت قيادة السيدة أون سان سو التي يعتبرها البعض بأنها رمز من رموز حقوق الإنسان، ليس هذا فقط بل هي حاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1991 من أجل دعمها للنضال اللاعنفوي، والسؤال هنا لماذا لم يتم سحب تلك الجائزة منها على الرغم من أن تلك الأعمال التي حدثت بمعرفتها تتناقض مع أهداف الجائزة ومع القانون الدولي وحقوق الإنسان.

وهنا يكمن السؤال الأكبر لماذا لم يتم سحب جائزة نوبل للسلام من الأشخاص الذين تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء وتسببوا في فتح صنبور دماء ليس له آخر في بلادهم أو خارجها؟ هذا السؤال الذي يجب أن يتم النظر به بجدية؛ لأن ليست هذه السيدة فقط من لا تستحق جائزة السلام التي أعطت لها، بل هناك أشخاص آخرون لا يستحقونها مثل باراك أوباما الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية الذي تم تكريمه بالجائزة عام 2009 من أجل جهوده في تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب في حين أنه كان يرتكب جرائم في أفغانستان والعراق بدعوى محاربة الإرهاب، ولم يتوقف عند ذلك فقط بل كان يدعم إسرائيل بمختلف أنواع الأسلحة التي تهاجم بها الفلسطينيين، بالإضافة إلى دعمه إلى التوسع الاستيطاني لهم.

لم تتوقف الجائزة عندهم فقط فهناك العديد من الشخصيات لا تستحق الجائزة، وأخيرا وليس آخرهم الذي أثبت أن القائمين على الجائزة يغضون الطرف على التجاوزات التي تتم من هؤلاء الذين يحصلون على جائزة السلام الملطخة بالدماء وهو أبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا لجهوده في تحقيق السلام والتعاون الدولي أيضا لإفساح المجال للحرية السياسية، وفي حقيقة الأمر هذا الرجل لم يدخر جهدا لكي يكمل مسيرته في تحقيق السلام المزيف أمام المجتمع الدولي وبدأ في الإعداد للحرب والإبادة الجماعية، وهذا ما نشاهده اليوم على الساحة في إقليم تيغراي الحرب التي تسببت في ملء الأراضي هناك بالدماء ونزوح الآلاف.

هكذا أصبحت جائزة نوبل رخصة للأشخاص الحاصلين عليها لكي يرتكبوا المذابح؛ فهل تعتقد أن يأتي يوم ويتم سحب جائزة نوبل للسلام من مرتكبي جرائم الحرب أم ستظل ملطخة بالدماء؟

@AliaaHu36898956