من إعلانات التعزيز الإيجابي للمنتج إلى إعلانات التعزيز السلبي للمنتج: التغيير المحسوب والتجديد المحسوم
الأربعاء - 16 فبراير 2022
Wed - 16 Feb 2022
جرت العادة في أسواق الإعلان جميعا الحرص على التعريف بالمنتج (سلعة أو خدمة أو فكرة) بهدف التجربة ثم شراء ثم الاستمرار في الشراء حتى يتم تحقيق الولاء للمنتج؛ لذا أصبح الولاء للمنتج هو الهدف الترويجي النهائي تلبية للاحتياجات والرغبات للجماهير الحالية أو المحتملة؛ لذا تحرص الإعلانات على تحقيق أعلى مراتب التعزيز الإيجابي المستمر للمنتج سواء في المواسم التجارية أو غيرها من المناسبات العامة مثل الأيام الوطنية للدول في جميع أنحاء العالم.
وارتبط نجاح الحملات الإعلانية بما تحققه من أهداف ترويجية محددة وتسويقية عامة، وقد اعتاد العالم بأسره هذا النهج إلى حد كبير بشكل عام ونادر ما يحدث العكس.. خصوصا في مجتمعات تتفق في النسق العام الجماهيري وكذلك في نسيجها الاجتماعي الإيجابي والسلمي غالبا، إلا أننا لاحظنا تغيرا واضحا في نمط الإعلان أو الترويج والتسويق مؤخرا، وخصوصا في المملكة العربية السعودية.ومما لا شك أن هذا التغيير يأتي مواكبا لتغييرات أكبر سواء في العالم بأسره من حولنا أو في مجتمعاتنا، ويأتي ذلك قبل وأثناء وبعد كورونا، ولاحظنا ضمن حملات التوعية الصحية لدعم الإجراءات الاحترازية أولا، ومن ثم إجراءات أخذ التطعيم والجرعات المختلفة المتتابعة، وربما لا شيء في الدنيا يعدل صحة الإنسان وسلامته في العالم أجمع.. ولكن الدعوات الإعلانية لاتباع إجراءات محددة التزمت بها دول بشكل مميز وواضح، في حين رفضتها جملة وتفصيلا دول أخرى رغم معاناتها الواضحة في نسب المرضى والحالات الحرجة والوفيات، وتبرز المملكة العربية السعودية كأحد أهم دول العالم التزاما باتباع الإجراءات الاحترازية إلى حد كبير، وبعد فضل الله وتوفيقه لعلنا نفخر هنا بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومتنا المتميزة في هذا الاتجاه الإيجابي السليم، ولكن ودائما هناك مساحة لـ«لكن» وما تتيحه من فرص وتحديات في جميع بلاد العالم.
ولعل ما تقدمه الهيئة العامة للترفيه من إعلانات متميزة ومنذ عام 2020م، وخاصة في مواسم الرياض (تحت شعار تخيل وثم تخيل أكثر) واستخدامها لأسلوب إعلاني مغاير نسبيا في استخدام أسلوب التعزيز الإيجابى Positive Reinforcement إلى التعزيز السلبي Negative Reinforcement وذلك عن طريق طلب عكس المطلوب القيام به أو تحقيقه.. وبالرغم من فشل هذا الأسلوب في السابق.. رأيناه بوضوح يتجلى في حملات لا للتدخين ولا للمخدرات ولا للإرهاب ولا للتبذير في استهلاك الكهرباء والمياه وربما غيرها.. حتى في إحدى السنوات فلا حج بلا تصريح.. حيث عادة ما يتطلب التعزيز الإيجابي لهذا النفي، ولكن غالبا ما تكون هناك ردود فعل عكسية لاستخدام النفي بـ(لا) في أغلب شعارات الحملات الإعلانية، وكما تقول القاعدة اللغوية نفي النفي إثبات.. وغيرها من قواعد لغوية وأخلاقية من كون كل ممنوع مرغوب والعياذ بالله.
ونعود لـ«لكن» من جديد وخصوصا في إعلانات الهيئة العامة للترفيه والتي تستخدم أسلوب الدعم العكسي أو السلبي المغاير في إعلاناتها.. وجدناهم يكررون «لا تجون» في مواسم الرياض ليزيد عدد الحضور فوق أحد عشر مليون زائر من داخل وخارج الرياض، ويزداد العدد من الزوار، وتستمر الزيادة في الحدوث بالرغم من عبارة «لا تجون» وربما ارتبط الأمر بجرأة وشجاعة وقبول التحدي لرئيس الهيئة.. الأمر يلعب أدوارا أساسيا في هذا المضمار تحديدا، وجدناه شخصيا أيضا يستخدم في إصداره لكتاب «لا تقرأونه» أو عمل سينمائي عن الكتاب أعلن عنه «لا تشاهدونه» ويستمر الإقبال والرواج عبر استخدام الأسلوب العكسي أو السلبي في التعزيز على فعل شيئا عكس المطلوب ظاهريا.
أتمنى أن تكون كل هذه الإعلانات القيمة وفقا لدراسات محسوبة بدقة وليس مجرد اجتهادات غير مدروسة أو إجراءات غير محسومة، وتبقى الظاهرة الملحوظة بحاجة إلى المزيد من الدراسة والتمحيص للوقوف على الأسباب والمتغيرات، ويبقي التعزيز الإيجابي سيدا للموقف محققا كل النجاحات بشكل دائم وليس استثنائيا أو غير عادي، والله ولي التوفيق والنجاح لكل تجديد أو تغيير وبإذن الله في اتجاه الصحيح السليم الناجح والأنجع.
@aabankhar
وارتبط نجاح الحملات الإعلانية بما تحققه من أهداف ترويجية محددة وتسويقية عامة، وقد اعتاد العالم بأسره هذا النهج إلى حد كبير بشكل عام ونادر ما يحدث العكس.. خصوصا في مجتمعات تتفق في النسق العام الجماهيري وكذلك في نسيجها الاجتماعي الإيجابي والسلمي غالبا، إلا أننا لاحظنا تغيرا واضحا في نمط الإعلان أو الترويج والتسويق مؤخرا، وخصوصا في المملكة العربية السعودية.ومما لا شك أن هذا التغيير يأتي مواكبا لتغييرات أكبر سواء في العالم بأسره من حولنا أو في مجتمعاتنا، ويأتي ذلك قبل وأثناء وبعد كورونا، ولاحظنا ضمن حملات التوعية الصحية لدعم الإجراءات الاحترازية أولا، ومن ثم إجراءات أخذ التطعيم والجرعات المختلفة المتتابعة، وربما لا شيء في الدنيا يعدل صحة الإنسان وسلامته في العالم أجمع.. ولكن الدعوات الإعلانية لاتباع إجراءات محددة التزمت بها دول بشكل مميز وواضح، في حين رفضتها جملة وتفصيلا دول أخرى رغم معاناتها الواضحة في نسب المرضى والحالات الحرجة والوفيات، وتبرز المملكة العربية السعودية كأحد أهم دول العالم التزاما باتباع الإجراءات الاحترازية إلى حد كبير، وبعد فضل الله وتوفيقه لعلنا نفخر هنا بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومتنا المتميزة في هذا الاتجاه الإيجابي السليم، ولكن ودائما هناك مساحة لـ«لكن» وما تتيحه من فرص وتحديات في جميع بلاد العالم.
ولعل ما تقدمه الهيئة العامة للترفيه من إعلانات متميزة ومنذ عام 2020م، وخاصة في مواسم الرياض (تحت شعار تخيل وثم تخيل أكثر) واستخدامها لأسلوب إعلاني مغاير نسبيا في استخدام أسلوب التعزيز الإيجابى Positive Reinforcement إلى التعزيز السلبي Negative Reinforcement وذلك عن طريق طلب عكس المطلوب القيام به أو تحقيقه.. وبالرغم من فشل هذا الأسلوب في السابق.. رأيناه بوضوح يتجلى في حملات لا للتدخين ولا للمخدرات ولا للإرهاب ولا للتبذير في استهلاك الكهرباء والمياه وربما غيرها.. حتى في إحدى السنوات فلا حج بلا تصريح.. حيث عادة ما يتطلب التعزيز الإيجابي لهذا النفي، ولكن غالبا ما تكون هناك ردود فعل عكسية لاستخدام النفي بـ(لا) في أغلب شعارات الحملات الإعلانية، وكما تقول القاعدة اللغوية نفي النفي إثبات.. وغيرها من قواعد لغوية وأخلاقية من كون كل ممنوع مرغوب والعياذ بالله.
ونعود لـ«لكن» من جديد وخصوصا في إعلانات الهيئة العامة للترفيه والتي تستخدم أسلوب الدعم العكسي أو السلبي المغاير في إعلاناتها.. وجدناهم يكررون «لا تجون» في مواسم الرياض ليزيد عدد الحضور فوق أحد عشر مليون زائر من داخل وخارج الرياض، ويزداد العدد من الزوار، وتستمر الزيادة في الحدوث بالرغم من عبارة «لا تجون» وربما ارتبط الأمر بجرأة وشجاعة وقبول التحدي لرئيس الهيئة.. الأمر يلعب أدوارا أساسيا في هذا المضمار تحديدا، وجدناه شخصيا أيضا يستخدم في إصداره لكتاب «لا تقرأونه» أو عمل سينمائي عن الكتاب أعلن عنه «لا تشاهدونه» ويستمر الإقبال والرواج عبر استخدام الأسلوب العكسي أو السلبي في التعزيز على فعل شيئا عكس المطلوب ظاهريا.
أتمنى أن تكون كل هذه الإعلانات القيمة وفقا لدراسات محسوبة بدقة وليس مجرد اجتهادات غير مدروسة أو إجراءات غير محسومة، وتبقى الظاهرة الملحوظة بحاجة إلى المزيد من الدراسة والتمحيص للوقوف على الأسباب والمتغيرات، ويبقي التعزيز الإيجابي سيدا للموقف محققا كل النجاحات بشكل دائم وليس استثنائيا أو غير عادي، والله ولي التوفيق والنجاح لكل تجديد أو تغيير وبإذن الله في اتجاه الصحيح السليم الناجح والأنجع.
@aabankhar