مفهومان أنجبا سلبية!

الثلاثاء - 09 أغسطس 2016

Tue - 09 Aug 2016

بمعنى أصح، مفهومان اختلطا ببعضهما وأنجبا سلبية!



إنهما مفهوما الحب والجنس! يبدو لك عزيزي القارئ أن ليس بينهما أي وجه تشابه أو ارتباط، ويبدو لآخر أنهما مرتبطان ببعضهما لدرجة عدم التفرقة! والصحيح أنه شتان ما بينهما.



فالحب غاية سامية تتجسد بالمشاعر الجميلة جميعها لتكون شعورا عظيما وهو «الحب»، أما الجنس فهو لا يتعدى كونه وسيلة للتكاثر، وقد حببه الله تعالى لخلقه وجعله فطرة وإلا لو فكرت قليلا فقط لوجدت أنه قبيح لاحتوائه على القاذورات والتي أوجب الله الغسل بعدها!



فعندما تقع في الحب وتشعر بشهوة تجاه محبوبك فهذا لا يعني أنك فعلا وقعت في الحب وإنما مجرد «شهوة» ولن يستمر حتى لو بتلبيته، وعندما تشعر نحوه بالارتياح والقبول والانجذاب والشوق ونحوه من المشاعر السامية فهذا يعني أنك وقعت بحبه ولن تتخلص منه.



أعلم أنه كلام جريء لكنه واقع، فلذلك نرى الكثير من الزيجات تفشل لأنها مبنية على «وسيلة الجنس» وليست على «غاية الحب». لن أقول بأن الغرب شوه المفهوم وربطه بالأفلام الإباحية بل عقولنا التي قبلت دون أدنى تفكير ومشاهدتها بكثرة وعدم قبولنا لسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - بكيفية وماهية «الحب»، ولا أنسى خجل مجتمعنا الذي أدى لتجاهل التربية الجنسية.



فقد كثر سماعنا لأزواج - هداهم الله - جعلوا من زوجاتهم أداة لقضاء شهوتهم بل ولا يراها ولا يتحدث معها إلا بهذا الوقت!



وقد تعدى هذا الأمر ليحول نظرة شبابنا للجنس الآخر أنها مجرد مخلوق خلق لهذا الغرض وبذلك كثر التحرش والزنا.



فالحل يكمن في التالي:

أولا: تربية أبنائنا تربية جنسية حسب ما يتناسب مع أعمارهم وهي أنواع، فالثقافة الجنسية: تعني الثقافة العامة التي يجب أن يعرفها الجميع صغارا وكبارا وتحتوي على: معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بالطهارة وكيفية الإشباع الجنسي لكلا الجنسين وعذرية الفتاة وكيفية المحافظة عليها والفروق بين الذكر والأنثى.



أما ثقافة الفراش: وهي ثقافة يجب معرفتها للزوجين فقط وتعني كيفية القيام بهذه العملية.



العلاقة الجنسية: وتعني الأشياء الجنسية التي تحدث من شخصين «ذكر وذكر أو أنثى وأنثى أو ذكر وأنثى» وينبغي تحذير الأطفال منها.



وأخيرا التربية الجنسية: وهي تربية الأطفال على عدم التحرش ومفهوم التحرش ودواعيه.



ثانيا: قبول سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - والذي يقودنا لإغداق الحب بدل إغداق المال والهدايا لمن حولنا صغارا وكبارا، وإيضاح مفهومه الصحيح وإشباع أنفسنا وغيرنا.



ثالثا: عدم قبول الأفكار الهدامة أيا كان مصدرها والتفكير بجدواها.



ومضة: تقبل نفسك.. أحبب غيرك.. سيحبونك.