تحدث مع الغرباء.. لم لا؟

الثلاثاء - 09 أغسطس 2016

Tue - 09 Aug 2016

مرحبا، أنا الكاتب الذي قد لا تعرف عنه شيئا، أو ينتابك فضول التعرف إليه لتعرف ما يدور في جعبته ولكنك تخشى السؤال خوفا من سماع الجملة التي اعتدنا سماعها في ديارنا «تعرفني عشان تكلمني»؟



نعم، كثير منا يخشى التقرب أو التحدث إلى الغرباء لأن المجتمع وللأسف لا يتقبل مثل هذه الأمور.



عندما نصعد على الطائرة أو نستقل سيارة الأجرة أو حتى ننتظر في الطابور داخل المطعم، ينتابنا أحيانا شعور الفضول للتعرف على الأشخاص الموجودين معنا أو حتى التحدث معهم لوهلة. ولكن غالبا ما نخشى فعل ذلك لأننا قد نحرج بطريقة ما.



ثقافة التعارف والتحدث مع الغرباء بالكاد تكون موجودة، هذا السلوك انعكس كذلك على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد يعجب الشخص بفكر شخص ما (رجلا كان أم فتاة) فينتابه فضول التعرف إليه أو السؤال عن أحواله.



أبسط الأمور التي قد يتعرض لها السائل قد تكون إساءة الظن وما إلى ذلك. نسيء الظن مباشرة قبل معرفة ما يدور في جعبة السائل من أمور!



بعكس الغرب تماما.. أثناء تواجدي في أستراليا أتذكر تحدث الناس بعضهم مع بعض على متن الباصات، القطارات، وأثناء الانتظار في المحطات المخصصة لذلك. سؤالي، لماذا؟.



أثبتت إحدى الدراسات أن التحدث إلى الغرباء يزيد من معدل هرمون السعادة Serotonin. عزيزي، هنالك معادلة بسيطة حري بي أن أطلعك عليها:



أنت + هم (الغرباء) = الإنسانية. نعم، أنا، أنت وهم جميعنا نمثل الإنسانية.



فبتحدث بعضنا لبعض يتسنى لنا جميعا أن نعلم ما لا نعلم عن كثير من الأمور، سواء كانت أمورا شخصية، معلومات عامة، دراسية.. إلخ. لا يوجد شخص على وجه هذه الأرض يشبهك تماما، ولا يوجد شخص قد زار جميع المدن والبلدان التي زرتها، ولا أحد يشعر بما تشعر به. قم بالبحث عن السبب من خلال التحدث معهم!



صديقي وصديقتي، أعلم جيدا أننا نخشى بعض الذئاب والغزلان المتوحشة، لهذا السبب لا نسمح للبعض بالتقرب منا ولو بسؤال. أعلم أيضا أن البعض يستغل مثل هذه الأمور في أعمال مشينة.



السؤال:



إلى أي مدى تذهب في الحديث مع الغير؟ ألق بالحجر وقرر بعد ذلك. ولكن، تحل بالاحترام مع من تتحدث، كن صادقا مع نفسك ومعهم. كن ذلك الشخص الذي يترك أثرا جميلا في نفوس الآخرين. كونوا أصدقاء.. من أجل الإنسانية.



عزيزي القارئ، أتفهم ما قد يدور في ذهنك عند قراءتك للعنوان، قد تظن بأنني مع السماح لأطفالنا بالحديث إلى الغرباء. لا، لست مع ذلك. كبالغين نستطيع التمييز بين الخيّر والشرير لذلك يسهل علينا الإفلات من بعض الفخاخ. لذلك لا تقم بتطبيق ما قلت على أطفالك.