متدينون جدا وفاسدون جدا
الثلاثاء - 09 أغسطس 2016
Tue - 09 Aug 2016
من الملاحظ أن الإنسان الغريب يحدد فروقا دقيقة فيما يرى لأول مرة عندما يعيش في مجتمع جديد عليه في قيمه وعاداته وسلوكه وتصرفاته في الحياة كلها ويلتفت إلى أشياء لا يلاحظها الناس العاديون ولا يدركونها في المجتمع نفسه، ولهذا كانت دراسات الغربيين عن المجتمعات العربية والشرقية ممتعة للشرقيين أنفسهم وكأنهم لم يعرفوها إلا عندما وصفها الغريب عنهم وأدرك ما لا يدركون من تصرفاتهم وغيرها حتى لكأن المرء يرى ويدرك ما يصفه الغرباء من طبائعه وعاداته وسلوكه الذي يقوم به لأول مرة، وسبب العمى عما يفعل المجتمع نفسه هو الإلفة والعادة المتكررة التي تغطي على شعوره وإدراكه لما يعمل، أما عين الغريب فناقدة تكشف أدق خصائص الاختلاف بين المجتمعات وتشخصها بدقة.
وسوف نناقش في هذا المقال رؤية كاتب من أقصى بلاد الله عاش مع العرب وعرفهم ولخص رؤيته لهم، بل خبرته الطويلة المتمعنة معهم.
أصدر نويواكي نوتوهارا من اليابان قبل سنوات قليلة كتابا مهما عن العرب بعد أن تجول في الشام ومصر وغيرهما من البلاد العربية، وعاش في المدن والريف وصحب الناس على اختلاف مستوياتهم ومشاربهم وثقافتهم وعرفهم جيدا، ثم جسد ما عرف عنهم في كتابه آنف الذكر، وسنضع أهم ما ذكر في النقاط التالية:
العرب متدينون جدا وفاسدون جدا، الشعور بالاختناق والتوتر سمة عامة عندهم وفي حياتهم كلها تشعر أنهم بعيدون عن السعادة، الدين أهم ما يتعلمه العربي وقد يقضي عمره كله مكبا على قراءة القرآن، ولكنه لا يمنعه من الفساد، وتدني قيمة الاحترام بينهم ظاهرة، وهم يظنون أن الدين أعطاهم كل العلم الذي لا يحتاجون غيره ولا يطلبون سواه، وجمع لهم كل الحكم، يعجبهم النمط الواحد الذي لا يتغير حيث التكرار الذي لا يملون منه، والفكر الواحد الذي لا يختلف ومن يحاول التغيير يقفون ضده، وحتى اللبس الواحد والمظهر المتشابه في كل شيء سمة من سماتهم، ويقضي العربي عمره كله بين دائرتي الحلال والحرام والحديث عن هذا وعن ذاك، وأكثر من يتحدث عن الديمقراطية في العالم هم العرب مع أنهم يعيشون كل صنوف القمع والتسلط والقهر والاستبداد في أكثر بلدانهم، وأول ما يلاحظ الغريب عنهم ظاهرة عدم الاعتناء بالأملاك العامة وتدميرها، لأنهم يعتقدون إنما يدمرون ممتلكات الحكومة وليست ممتلكات الشعب أو الأملاك العامة، لأنهم يعيشون القمع من حكوماتهم ويريدون الانتقام منها، والغريب أن يضحي السجناء السياسيون في البلاد العربية من أجل الشعب، ولكن الشعب العربي يضحي بهم من أجل السلطة.
أما الجانب البيروقراطي في الدوائر الرسمية وفي المطارات والمنافذ فقد أطال الحديث عما شاهد وما تعرض له من مشكلات وابتزاز واختلاس وتفاصيل كثيرة واقعية، إلا أنها غير مفهومة بالنسبة له.
أما الفضيلة الوحيدة التي أثنى عليها المؤلف ووقف عندها وتحدث عنها بإيجاب واحترام فهي عادة الضيافة عندهم وكرمهم إذا حل فيهم ضيف ولو كان غريبا عنهم.
هذه أهم ما جاء في الكتاب، ورغم أنه صدر منذ عدة سنوات إلا أن انتشاره كان قليلا ولم ينل ما يستحق من الدراسة لما جاء فيه.
وبغض النظر عما قال وما سطر من ملاحظات عامة ووصف لمظاهر السلوك الاجتماعي العربي وتعميمه لرؤيته إلا أن ملاحظاته تستحق النظر وتستحق المعالجة لاسيما من علماء الاجتماع والنفس، نصدقها أو نرفضها.
[email protected]
وسوف نناقش في هذا المقال رؤية كاتب من أقصى بلاد الله عاش مع العرب وعرفهم ولخص رؤيته لهم، بل خبرته الطويلة المتمعنة معهم.
أصدر نويواكي نوتوهارا من اليابان قبل سنوات قليلة كتابا مهما عن العرب بعد أن تجول في الشام ومصر وغيرهما من البلاد العربية، وعاش في المدن والريف وصحب الناس على اختلاف مستوياتهم ومشاربهم وثقافتهم وعرفهم جيدا، ثم جسد ما عرف عنهم في كتابه آنف الذكر، وسنضع أهم ما ذكر في النقاط التالية:
العرب متدينون جدا وفاسدون جدا، الشعور بالاختناق والتوتر سمة عامة عندهم وفي حياتهم كلها تشعر أنهم بعيدون عن السعادة، الدين أهم ما يتعلمه العربي وقد يقضي عمره كله مكبا على قراءة القرآن، ولكنه لا يمنعه من الفساد، وتدني قيمة الاحترام بينهم ظاهرة، وهم يظنون أن الدين أعطاهم كل العلم الذي لا يحتاجون غيره ولا يطلبون سواه، وجمع لهم كل الحكم، يعجبهم النمط الواحد الذي لا يتغير حيث التكرار الذي لا يملون منه، والفكر الواحد الذي لا يختلف ومن يحاول التغيير يقفون ضده، وحتى اللبس الواحد والمظهر المتشابه في كل شيء سمة من سماتهم، ويقضي العربي عمره كله بين دائرتي الحلال والحرام والحديث عن هذا وعن ذاك، وأكثر من يتحدث عن الديمقراطية في العالم هم العرب مع أنهم يعيشون كل صنوف القمع والتسلط والقهر والاستبداد في أكثر بلدانهم، وأول ما يلاحظ الغريب عنهم ظاهرة عدم الاعتناء بالأملاك العامة وتدميرها، لأنهم يعتقدون إنما يدمرون ممتلكات الحكومة وليست ممتلكات الشعب أو الأملاك العامة، لأنهم يعيشون القمع من حكوماتهم ويريدون الانتقام منها، والغريب أن يضحي السجناء السياسيون في البلاد العربية من أجل الشعب، ولكن الشعب العربي يضحي بهم من أجل السلطة.
أما الجانب البيروقراطي في الدوائر الرسمية وفي المطارات والمنافذ فقد أطال الحديث عما شاهد وما تعرض له من مشكلات وابتزاز واختلاس وتفاصيل كثيرة واقعية، إلا أنها غير مفهومة بالنسبة له.
أما الفضيلة الوحيدة التي أثنى عليها المؤلف ووقف عندها وتحدث عنها بإيجاب واحترام فهي عادة الضيافة عندهم وكرمهم إذا حل فيهم ضيف ولو كان غريبا عنهم.
هذه أهم ما جاء في الكتاب، ورغم أنه صدر منذ عدة سنوات إلا أن انتشاره كان قليلا ولم ينل ما يستحق من الدراسة لما جاء فيه.
وبغض النظر عما قال وما سطر من ملاحظات عامة ووصف لمظاهر السلوك الاجتماعي العربي وتعميمه لرؤيته إلا أن ملاحظاته تستحق النظر وتستحق المعالجة لاسيما من علماء الاجتماع والنفس، نصدقها أو نرفضها.
[email protected]